أسفرت الاشتباكات الدامية التي شهدتها مدينة طرابلس في شمال لبنان بين منطقتي جبل محسن ذات الأغلبية العلوية، وباب التبانة ذات الأغلبية السنية، في حصيلتها النهائية عن سبعة قتلي و50 جريحًا. وقد قام الجيش اللبناني بالتدخل في المدينة والانتشار في شوارعها الرئيسية لوقف الاشتباكات، وذلك بتأييد من المرجعيات الدينية بالمدينة لضبط الموقف. وألقت تداعيات الاشتباكات في طرابلس بثقلها علي الصعيد السياسي، فاتحة جبهة سجال، خصوصا بين رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وفريقه الوزاري، وبين المعارضة ولاسيما "تيار المستقبل". واعتبرت صحيفة "النهار" اللبنانية الصادرة اليوم "الأحد" أن "الجيش نجح في وضع حد لإحدي حمم البركان السوري علي أن يواصل والقوي الأمنية مواجهة أي حمم جديدة تشعل حرائق أكبر". ودعت الصحيفة إلي حماية الشمال عموما وطرابلس خصوصا من أي خلل أمني، مشيرة إلي أن الجيش سيبقي في حال استنفار ما بين 3 و6 أشهر إلي أن تخمد الاضطرابات التي تشهدها سوريا، والتي ستكون لطريقة خمودها نتائج حتمية علي لبنان. وأصدر نواب كتلة "لبنان أولا" في شمال لبنان بيانًا بعد اجتماع عقدوه في طرابلس بمكتب النائب عن تيار المستقبل سمير الجسر طالب بأن تكون مدينة طرابلس منزوعة السلاح مقدمة لنزع أي سلاح خارج المؤسسات الأمنية علي جميع الأراضي اللبنانية. بدورها، طالبت الأمانة العامة لقوي 14 آذار رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وحكومته باتخاذ التدابير الفورية من أجل جعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح. واعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط أنه بعد يومين من تشكيل الحكومة هناك مؤشرات لمحاولة إدخال لبنان في الفتنة، مشددا علي درء الفتنة أيا كان الثمن. ونوه جنبلاط - في تصريحات لصحيفة "النهار" اللبنانية - بأن دخول سوريا في الحوار الجدي والاصلاح هو المدخل الأوحد للوصول إلي درء الفتنة فيها، لافتا إلي أن درء الفتنة في سوريا هو المدخل لتعزيز الوحدة الوطنية في لبنان، محذرا من أن أي حسابات أخري ستكون مدمرة للبنان ولسوريا. ونصح جنبلاط السوريين الإسراع بالحوار ينطلق من حرصه علي العمق الوطني والعربي تفاديا لمزيد من التشرذم ولمنع تدخل الدول الأجنبية. من جهتها، رفضت صحيفة "المستقبل" اللبنانية محاولة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي استغلال ما جري في طرابلس لربطه بالمعارضة. ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية مروان شربل نفيه معلومات تحدثت عن دخول عناصر أصولية وسلفية من جنسيات عربية إلي طرابلس والشمال