قال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل إنه يتعين على زعماء لبنان التوصل الى توافق وتنحية النزاع حول سلاح حزب الله جانبا من اجل الصمود في وجه مستجدات الازمة في سوريا. وقال شربل في مقابلة مع رويترز إنه دون التوصل الى اتفاق لتأجيل الخلافات الحساسة فان هذا البلد الصغير في الشرق الاوسط يمكن ان ينجر الى "حرب عبثية" مرة اخرى. وعانى لبنان الذي لا يزال يتعافى من حرب اهلية دامية دارت بين عامي 1975 و1990 من توتر واعمال عنف وصلت الى حد المواجهات في الشوارع في مدينة طرابلس الساحلية في شمال لبنان وصولا الى العاصمة بيروت جراء تداعيات الازمة السورية على البلاد. وقال شربل "مهما حصل في سوريا واي فريق يربح في سوريا اذا بقي النظام او رحل النظام لا يجب نحن ان نتأثر لان اذا لا سمح الله حدث شيء في لبنان لا اعتقد ان احدا سيكون متفرغا للبنان وسيكون هناك حربا عبثية بين اللبنانيين. سيخسر الجميع." وتشهد سوريا صراعا مستمرا منذ 15 شهرا ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد ما لبث ان تحول الى اعمال عنف. وقال شربل "الوضع الذي نعيشه الان هو وضع غير طبيعي ...طبعا بقدر ما يخف التوتر في سوريا يخف التوتر في لبنان وبقدر ما يزداد التوتر في سوريا يزداد التوتر في لبنان. نتمنى باسرع وقت ممكن ان ينتهي هذا التوتر في سوريا لكي نرتاح وهم يرتاحون." واجتمع زعماء لبنان على طاولة حوار في القصر الرئاسي الاثنين الماضي في محاولة لتطويق الخلافات بينهم وتجنيب لبنان الانزلاق الى الصراع مجددا. وقال شربل "أطلب من المتحاورين على طاولة الحوار ان لا يضعوا أي شروط وان يكون الهدف الاول هو خلاص لبنان من هذه المحنة التي وقعنا بها وبعد ذلك نستطيع ان نختلف بالسياسة. نختلف على سلاح حزب الله نختلف على الحكومة ونختلف على اي موضوع آخر. "الآن الوضع لا يحتمل الخلاف لأن الخلاف على الحكومة هو خلاف جزئي والخلاف على سلاح حزب الله هو خلاف جزئي واي خلاف ثان يكون جزئيا تجاه ما سيصل اليه لبنان نتيجة ما يحدث في سوريا." وكان شربل وصل الى منصب وزير الداخلية بدعم من التيار الوطني الحر المسيحي المتحالف مع حزب الله. ولا يزال حزب الله الشيعي المدعوم من سوريا وايران يحتفظ بسلاحه. وينقسم اللبنانيون حول هذا السلاح فمنهم من يقول انه يجب نزعه اسوة ببقية الميليشيات ابان الحرب الاهلية ومنهم من يعتبره لحماية لبنان من الهجمات الاسرائيلية. وكان حزب الله قد خاض في عام 2006 حربا مع اسرائيل أدت الى سقوط 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و160 اسرائيليا معظمهم من الجنود. لكن التوتر الاخير في شمال لبنان وفي بيروت اثبت ان هناك جهات واحزابا سياسية عدة لا تزال تحمل السلاح في لبنان وان القوى الامنية احيانا كثيرة ما تقف عاجزة امام هذا السلاح. وقال شربل "نحن بحالة مرضية الآن. مريض موجود لا نستطيع ان نقول للمريض اذهب واعمل رياضة يجب ان ندخله الى المستشفى ونعالجه ونعلق له المصل وعندما يشفى نقول له اذهب واعمل رياضة" في اشارة الى ضرورة معالجة الوضع قبل نزع السلاح. أضاف ان من السهل القيام بعمليات مداهمة للمسلحين في منطقتي باب التبانة التي تقطنها غالبية سنية وجبل محسن التي تقطنها غالبية علوية والتي كانت قد شهدت مواجهات مسلحة متفرقة منذ اندلاع الازمة في سوريا. لكنه تساءل "هل ستبقى مقتصرة بباب التبابة وبجبل محسن؟. سيقوم (فريق) من اللبنانيين ويقول إنه يوجد اماكن اخرى ايضا فيها سلاح... وسيكون هناك احراج بهذا الموضوع اننا نحن كأجهزة امنية لا نطبق القانون بكل الاماكن." وعن تهريب السلاح من لبنان الى سوريا قال "خف كثيرا تهريب السلاح لسبب بسيط ان الجيش اللبناني استطاع ان يضع يده ويحافظ على المعابر الشرعية." أضاف "الان يوجد معابر غير شرعية عليها مراقبة ايضا بقدر الامكان لاننا يجب ان لا ننسى ان المسافة بين العريضة والمصنع هي بحدود 180 كيلومترا ولا يستطيع الجيش اللبناني والقوى الامنية ان تغطي هذه المسافة كلها وتبقى هناك معابر غير شرعية ولكن خفت كثير.اللبنانيون والسوريون لعبوا دورا التجارة في السلاح بمرحلة معينة." Comment *