مع اقتراب موعد حسم الملف الرئاسي.. رصدت "محيط" الخريطة الانتخابية للمرشحين لرئاسة الجمهورية داخل محافظه أسيوط ذات التركيبة المركبة اقتصاديا وسكانيا ودينيا وجغرافيا، حيث إن هذا التعقد لازال يلقي بظلاله على السلوك ألتصويتي للمواطن الأسيوطي نظرا لعدم وضوح موقف معظم الأحزاب والقوى السياسية وجماعات المصالح من تأييد أو مساندة مرشح للرئاسة بعينه حيث يحاول الجميع الإمساك بالعصا من المنتصف، نظرا لكون محاولة تحديد الكتلة التصويتية لأي مرشح بناءاً على التنوع الديموغرافي أمر في غاية الخطورة. وعلى ذلك ، تسعى السطور القادمة إلى محاولة فهم خريطة المرشحين في الانتخابات الرئاسية، عبر استجلاء انتماءاتهم والقوى التي تساندهم أو تصوت لصالحهم والعكس، وذلك من خلال استطلاع رأى الشارع الأسيوطي وتصريحات مسئولي الأحزاب والتيارات السياسية والنقابات المهنية.
وبناء عليه جاءت نتيجة استطلاع آراء الجماهير فى الشارع الاسيوطى في شكل عينه عشوائية لصالح المرشح الرئاسي عمرو موسى والذي تصدر المشهد الرئاسي بشكل كبير فى ألمحافظه يليه بفارق كبير الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ثم حمدين صباحى ومحمد سليم العوا والدكتور محمد مرسى وأحمد شفيق، على الترتيب.
وتبدو المنافسة بين " موسي" و"أبو الفتوح" حادة فى مدينة أسيوط ، حيث يقتسمان تقريبا أصوات سكان المدينة تأكيدًا للطابع الحضري لكن الأمر يختلف قليلا في قرى ألمحافظه فيما يسيطر عمرو موسى على القرى والمراكز ولكن يتفوق "أبو الفتوح" على "موسى" في استحواذه على تأييد معظم التيارات الثورية؛ ولكن كان للنقابات ورجال الأعمال والفلاحين والعمال دورا كبيرا في دعم "موسى".
واتضح من خلال الاستطلاع أنه لم يكن للحملات الانتخابية للمرشحين "عمرو موسي" والفريق "أحمد شفيق" و"حمدين صباحي" و"محمد مرسي" تأثيرا حاضرا في الاتجاهات التصويتية لدي جمهور الناخبين، الأمر الذي من المنتظر أن يتغير خلال الأيام القليلة القادمة.
وبالنظر لعلاقة المرشحين للرئاسة بشكل عام بالقوى السياسية فى أسيوط ، نجد أنه من الصعوبة بمكان تحديد موقف حزبي من تأييد مرشح بعينه، إلا أن بعض الأحزاب أعلنت تأييدها لمرشحين بعينهم وقد أعلنت بعض أحزاب التيار الليبرالي مثل حزب الوفد تأييده للمرشح عمرو موسى، وأعلنت حركة "وفديون عائدون" دعمها للمرشح خالد على وخرج تيار من داخل الحركة والحزب لتأييد المرشح احمد شفيق رغم انتمائه العسكري.
أما التيار اليساري ممثلا فى أحزاب العربي الناصري والتجمع و حركة طليعة الشباب الناصري، فإنهم يدعمون بشكل كبير ثلاث مرشحين وهم "حمدين صباحى" و"خالد على" والمستشار" هشام البسطويسى "، علاوه على استقرار أحزاب الكتلة مثل: المصريين الأحرار والمصري الديمقراطي الاجتماعي على تأييد الفريق"احمد شفيق"، مع خروج تيار من داخل الحزبين ليعلنوا تأييدهم للمرشح "خالد على" .
وعن الإسلاميين، فقد أعلن كل من حزبى النور السلفي والوسط دعمهما للمرشحين الإسلاميين الدكتور "عبد المنعم ابو الفتوح" و"محمد سليم العوا " ، وبالطبع جماعه الإخوان المسلمين عدا بعض الإصلاحيين من داخلها يدعمون الدكتور" محمد مرسى" ،وعن الحركات السياسية فقد أعلنت حركة الديمقراطية الشعبية المصرية دعمها للمرشح "حمدين صباحى" بينما لوحت الحركات الثورية مثل 6 ابريل و كفاية إلى مسانده الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" في الاستحقاق الرئاسي المقبل.
اما الدكتور" محمد مرسي"، فإنه يسير علي خط يتوازى بقدر كبير من الدقة مع مواقع النفوذ الإخواني في المحافظة، وبقدر ما يعكس هذا النمط وقوف التنظيم الإخواني مساندا لمرشحه، فإنه يعكس أيضا عدم قدرة المرشح الإخواني حتى الآن علي كسب المؤيدين من بين غير المرتبطين بالإخوان وتدنى تواجده في معظم مراكز المحافظة.
ويحظى المرشح "عمرو موسى"، رغم انتمائه للنظام السابق من خلال عمله الطويل في حقيبة الخارجية و أمانة جامعة الدول العربية بشعبية جارفه في الريف الأسيوطي في ضوء كونه وجها معروفا لديهم مع الأخذ فى الاعتبار ارتفاع نسبه الأمية فى القرى.
وينافسه فى ذلك عبد المنعم ابو الفتوح والذي يظل محافظاً على مسافة معقولة من موسى في الوسط الريفي بالإقليم ، بينما اعتمد "موسى" في حملته الانتخابية على حشد أصوات الفئات الفقيرة استطلعنا آراء المواطنين بشكل عشوائي فكان متواجد بنسبه 90 % في قرى مراكز أسيوط الجنوبية وهى الفتح و مركز أبنوب و مركز ساحل سليم و مركز البدارى و مركز أبوتيج و مركز صدفا و مركز الغنايم؛ نظرًا لهيمنة التيار الليبرالي على المشهد هناك.
وفى ديروط أحد المراكز الشمالية للمحافظة، والتى تتميز بتكوينها الدينى وهيمنة التيار الاسلامى عليها والتي تحوى 28 قرية ومنها نزله ساو والمطاوع ونزله هارون تؤيد " موسى" وقرى أبو الهدر والشيخ مساعد و أبو جبل بحرى فتنقسم على " مرسى" و" أبو الفتوح " وفى منفلوط تؤيد قرى نزه قرار والحواتكه وأم القصور " موسى"و"الدكتور أبو الفتوح" فيما تؤيد باقي القرى لعل أبرزها جحدم وأبو شعران وبنى مجد بنسبه كبيره الدكتور "محمد مرسى".
وفى القوصيه أبرزت معظم الاستطلاعات العشوائيه تأييد قرى بنى هلال وبنى صالح وبنى إدريس والتتالية وهى ذات تعداد هائل المرشح الاخوانى الدكتور "محمد مرسى"نظرا بينما يؤيد قرى عرب الجهمه والمنشيه الكبرى و الشيخ حمد بالكامل المرشحين " عبد المنعم ابو الفتوح" و"عمرو موسى" ، فيما يتضاعف رصيد المرشح عمرو موسى فى قرى مراكز محافظه اسيوط واهمها منقباد ودرنكه واولاد ابراهيم .
وبالنسبه للنقابات المهنيه أعلنت نقابه المحامين تأييدها للمرشح "حمدين صباحى" فى الانتخابات الرئاسية؛ و لكن استطاع المرشح الشاب "خالد على" الحصول على أصوت العمال بنسبه كبيره فقد أعلن عمال مصنع الاسمنت والسماد وشركه المياه تأييدهم له، وتبين من استبيان آراء عينه نقابتي الأطباء والمهندسين حصول المرشح "عمرو موسى " على نسبه كبيره من الأصوات يليها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح" ثم الدكتور" محمد مرسى".
فيما لم تحسم الكنيسة الانجيليه أمرها فى تأييد مرشح بعينه ولكن أعلنت الكنيسة الكاثوليكية بأسيوط تأييدها المرشح "عمرو موسى" ،في حين أصدرت حركه أزهريون بلا حدود بالمحافظة بيانا بتأييد المرشح الدكتور" محمد مرسى" لخلفيته الإسلامية، وانقسم فلاحو أسيوط على تأييد" موسى" و"صباحى "، فيما أعلنت حركه أمناء لكن شرفاء تأييدها " أبو الفتوح" .
وبالنظر إلى جماعات المصالح فى محافظه أسيوط، ومعظمهم من رجال الأعمال، فمن المتوقع أن تكون أقرب لتأييد "عمرو موسى"، بإعتباره وجها مألوفاً من الناحية السياسية، علاوة على أن خبرته فى إدارة الشئون الخارجية ربما تفتح لهم المجال لمزيد من الاستثمارات الداخلية والخارجية بشكل يحقق مصالحهم، فضلا عن كونه أبعد عن تأييد مرشح محسوب على التيار الإسلامي.
وقد تذهب أصوات المرشحين المستبعدين أمثال الشيخ "حازم أبو اسماعيل" لصالح الكتلة التصويتية الداعمة لكل من الدكتور "محمد مرسى "والدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح"، أما المرشح "عمر سليمان" فمن المحتمل أن تذهب أصوات مؤيديه بالمحافظة إلى المرشحين "عمرو موسى" و الفريق" أحمد شفيق" وفقا لما جاء في استطلاع الآراء.