أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى إقدام بعض المتطرفين في موريتانيا على حرق كتب مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه. وقالت المنظمة -فى بيان لها اليوم السبت -"إن هذا العمل يمثل إساءة للدين الإسلامي وعلمائه الأجلاء والمرجعيات الإسلامية" ، مؤكدة ضرورة معاقبة المسئولين عن هذه الفعلة الشنيعة التى من شأنها إشعال الفتنة داخل المجتمع الموريتانى المعروف بالوسطية والاعتدال.
وكان بيرام ولد الداه ولد أعبيدى الذى يرأس منظمة مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية المناهضة للرق (ابرا) الموريتانية قد قام بحرق كتب فى الفقه المالكى والشريعة، قال إن مؤلفيها يمجدون ممارسة الرق. وتعهد في مهرجان حضره عدد من أنصاره في الضاحية الجنوبية للعاصمة الموريتانية نواكشوط بإسقاط هؤلاء العلماء من خلال الحملة التي اعلن القيام بها قبل نحو اسبوع.
وجاء حرق المراجع الدينية بعد إقامة بيرام وأنصاره صلاة الجمعة بأحد الشوارع الرئيسية جنوبنواكشوط حيث أمر أنصاره بجمع الكتب وسكب البنزين عليها قبل أن يصدر ى أوامره بحرقها، ومن المراجع الدينية والفقهية التي تعرضت للحرق حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للإمام شمس الدين الشيخ محمد عرفه الدسوقي والمدونة الكبرى لإمام دار الهجرة للإمام مالك بن أنس الأصبحي وشروح الشيخ خليل وابن عاشر والاخضري.
واستنكرت أحزاب سياسية وفئات مختلفة من المجتمع الموريتاني قيام "حركة إبرا" بحرق أمهات كتب الفقه المالكي، معتبرين هذا إهانة للشعب الموريتاني بعمومه الذي يعتبر كغيره من مجتمعات أفريقيا ملتزما بالفقه المالكي.
ونظم الشباب الموريتانيون في نواكشوط، مسيرة احتجاجية من الجامع الكبير باتجاه القصر الرئاسي ، حيث كان في استقبالها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، الذي استمع إلى مطالب المحتجين باهتمام كبير مستنكرا هذا التصرف المشين والخارج على قيم الدين والمجتمع ، وأكد رئيس موريتانيا للمحتجين، أن الدولة ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية بشأن هذا الموضوع.