حمل السودان دولة الجنوب المسئولية الكاملة عن حياة الفريق الطبي والمرضي الذين كانوا بمستشفي "هجليج" التي اعتدت عليها واحتلتها قوات "الجيش الشعبي" . وأعلنت سناء حمد العوض وزيرة الدولة السودانية بوزارة الإعلام في تصريح صحفي ، عن انتهاك جيش جنوب السودان حقوق الفريق الطبي والمرضى الذين كانوا في المستشفى وقت العدوان على المدينة يوم الثلاثاء الماضي .
وقالت إن الحكومة السودانية تحمل حكومة جنوب السودان المسئولية الكاملة عن حياة الفريق الطبي والمرضى من المدنيين والعسكريين الذين كانوا في مستشفى هجليج ، ودعت الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر للحفاظ على حياتهم ومنع استخدامهم لأغراض الدعاية بما يخالف وثيقة جنيف لحماية الأسرى .
من جهته ، استنكر حزب الأمة القومي السوداني الاعتداء على "هجليج" ، وأشاد نائب رئيس الحزب اللواء فضل الله برمة ناصر في تصريح صحفي بتحركات القوات المسلحة لرد الاعتبار وإخراج المتمردين من الأراضي السودانية وشدد على أنهم في حزب الأمة لا يقبلون بانتهاك سيادة الوطن .
وذكر فضل الله أن الإرادة السياسية في السودان قادرة على التغلب على مشاكلها عبر الحوار والتوافق ، وأضاف أن على الحكومة إشراك القوى الوطنية في كل ما يتعلق بمستقبل استقرار الأوضاع في البلاد .
وكشف عن استجابة مجموعة من الأحزاب والقوى الوطنية لمبادرة حزب الأمة لقيام المؤتمر الجامع لبحث مشاكل السودان والتوافق على ثوابت وطنية .
كما أكد حزب الأمة الفيدرالي في بيان له أن دولة الجنوب تعمل علي زعزعة الأمن والاستقرار واستهداف مصالح الشعب السوداني ووقف عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكان آخرها "هجليج" لوقف إنتاج النفط وخنق الاقتصاد وتهيئة المناخ إلى تغيير سياسي "ظل حلما يراود أولئك الذين ينتظرونه ويتوارون خلف الحركة الشعبية ودولة جنوب السودان" .
وأعلن الحزب رفضه واستنكاره وإدانته بأقسى العبارات لهذا العدوان ، وأكد البيان رفض الحزب التام لمحاولات الحركة الشعبية ودولة جنوب السودان لاستنزاف موارد السودان ، ودعا لوقف التفاوض إلا بعد سحب قوات دولة الجنوب من الأراضي السودانية والاعتراف بما ارتكبته من خطأ والرجوع إلى السلام .
وفي سياق متصل ، أعلنت حركات دارفور الموقعة على السلام مساندتها لنفرة "لواء الردع" التي أطلقتها الحكومة مؤخرا في مواجهة عدوان الحركة الشعبية على الأراضي السودانية .
وأكدت حركة "العدل والمساواة - القيادة التصحيحية" استعدادها لتحريك جميع قواتها بدارفور نحو مدينة "هجليج" للدفاع عنها .
وطالب زكريا موسى عباس رئيس الحركة القوى السياسية بالوقوف خلف القوات المسلحة لردع المعتدين ، مستنكرا هجوم دولة الجنوب على "هجليج" واعتبره خرقا سافرا للمواثيق والعهود الدولية .
ومن جانبه، قال يعقوب الملك نائب رئيس حركة "تحرير السودان" بقيادة مصطفى تيراب إنه لا يحق لحكومة الجنوب أن تعتدي على أراضي ومواطني دولة قد أعطتها كل مطالبها دون الدخول في أي منازعات أو مشاكسات ، واصفا سلوك جوبا بغير المسئول واستنكر دخول حركات دارفور المتمردة في الصراع الدائر بجنوب كردفان والنيل الأزرق باعتبار أن قضية دارفور تختلف تماما عن أهداف واتجاهات الحركة الشعبية ، مضيفاً أن الوضع الحالي بدارفور وخاصة بعد توقيع اتفاق الدوحة لا يقبل أي تصعيدات عسكرية من شأنها زعزعة استقرار وأمن المواطنين ، داعيا الجميع لاقتفاء منهج الحوار لحل المشاكل .
واتهمت قيادات بارزة من قبيلة "النوير" داخل الجيش الشعبي ، حكومة الجنوب بقيادة الحرب ضد السودان بهدف القضاء على أبناء النوير بالجيش الشعبي باعتبارهم يمثلون أغلبية بالجيش ، فيما تمرد عدد كبير من أبناء النوير على الحكومة.
وأبلغ أحد القادة البارزين بالنوير مركز السودان للخدمات الصحفية ، أن الحرب التي يفرضها الدينكا من أجل القضاء على أبناء النوير يتبناها سلفاكير وأتباعه فيحكومة الجنوب من قبيلة الدينكا ، مضيفاً أن سلفاكير يصر على الحرب مع السودان دون مبرر ويتحدى بذلك المجتمع الدولي .
وأستدل المصدر بالمظاهرات التي قامت بولاية جونجلى والتي يقودها الدينكا لتأييد سلفاكير في الحرب ضد السودان على حساب أبناء النوير بجانب مظاهرات جرت من قبل دينكا بحر الغزال ، كاشفا عن مظاهرات عارمة انتظمت مدينة "بانتيو" الجنوبية تدين الحرب عقب مقتل خمسة أشخاص من أبناء النوير.
وكانت اشتباكات قد اندلعت بين الجيش الشعبي بعناصر من الدينكا مع قبيلة "النوير" بحجة نزع السلاح وتم قتل 48 متهما وتشريد الآلاف الأمر الذي جعل النوير يشككون في نوايا حكومة الجنوب تجاه القبيلة وأبنائها .
من جهته ، أعلن فصيل "جبال النوبة المتحد" عن استنفار قواتهم على مستوى ولاية جنوب كردفان لصد العدوان على هجليج بجانب استعدادهم التام لدحر الجيش الشعبي فيما استنكر استخدام أبناء النوبة لتنفيذ أجندة دولة الجنوب .
وقال العميد على إبراهيم كودى قائد الفصيل في تصريح صحفي إن الفصيل دفع بأكثر من 2000 مقاتل من قواتهم وتوزيعهم على المناطق الحدودية بين الولاية ودولة جنوب السودان .