أجلت المفاوضات بين السودان وجنوب السودان الهادفة إلى حل الخلافات الحدودية بين الجانبين، في وقت أعلنت فيه جوبا عن إسقاط طائرة حربية سودانية داخل حدودها، بينما نفت الخرطوم.
وكان وفدا الجانبين حسبما ورد بهيئة الإذاعة البريطانية ال "بي بي سي" بدآ جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برعاية الاتحاد الإفريقي.
وأكد وفد جنوب السودان استعداده للتوقيع على اتفاق، لكن الوفد السوداني غادر أديس أبابا للمزيد من التشاور في الخرطوم.
وقال ثابو مبيكي كبير الوسطاء الأفارقة رئيس جنوب إفريقيا السابق "شعر وفد حكومة السودان بحاجته إلى أخذ الوثيقة إلى الخرطوم لأنه أحس بضرورة التشاور في الخرطوم".
لكن باقان آموم كبير مفاوضي جنوب السودان اتهم الوفد السوداني بالانسحاب من التفاوض، وقال: "لقد انسحبو بمعنى الكلمة، نحن مستعدون للتوقيع لكن الخرطوم انسحبت"، مضيفا أنه الترويج للحرب الذي دفعهم لعدم التوقيع وليس أي شىء آخر".
بينما أكد وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود أن بلاده ملتزمة بإنهاء القتال، مضيفاً: "نحن ملتزمون بوقف الاعمال العدائية، كلانا ملتزم بعدم دعم أية جماعات متمردة (في الدولة الأخرى)".
ويأتي الإعلان عن تأجيل المفاوضات بينما يتواصل التوتر على الحدود بين البلدين، حيث أعلنت حكومة الجنوب عن إسقاط طائرة حربية سودانية.
وقال أموم للصحفيين في أديس ابابا: "تمكنت قوات جمهورية جنوب السودان من إسقاط طائرة من طراز (ميغ 29) وتدميرها".
وتابع قائلا: "هذا الأمر أوضح بصورة جلية الموقف المروج للحرب من قبل حكومة السودان"، لكن المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد قال: "إن طائرات "ميج 29" لم تستخدم في ولاية الوحدة التي يقول الجنوب إنها قصفت مرات عديدة من الجو منذ بدأ الاشتباكات الحدودية قبل عشرة أيام".
وأضاف آموم في تصريحات أمام مجموعة من الصحفيين في الخرطوم: "بالنسبة لما أورده الإعلام، من أننا فقدنا طائرة حربية في ولاية الوحدة، فإننا نؤكد أن هذا الأمر عار من الصحة تماما".
ويذكر أن تجدد الاشتباكات الحدودية بين الجانبين أثار قلقا دوليا من العودة إلى الحرب، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجانبين إلى سحب قواتهما من منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها.
وقال كي مون في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في ابيي: "إن الوجود المتواصل لقوات أمنية غير مصرح لها في منطقة أبيي هو أمر مخالف لروح الحوار البناء والتعايش المشترك".
وتابع قائلا: "أود أن أطالب حكومتي السودان وجنوب السودان مجددا بسحب قواتهما المسلحة والشرطة من منطقة أبيي".
ويذكر أن أبيي هي إحدى النقاط الحدودية التي لا يزال مستقبلها غامضا مع تمسك كل طرف بالسيادة عليها، على الرغم من توصل الجانبين إلى اتفاق سلام عام 2005.
وكان شمال السودان وجنوبه خاضا أكثر من عقدين من الحرب الأهلية "1983-2005"، قبل أن يتوصلا إلى اتفاق السلام الشامل برعاية أفريقية ودولية.
وبموجب ذلك الاتفاق حصل الجنوب على حق تقرير المصير ومن ثم أعلن عن تكوين دولته الجديدة في يوليو/ تموز من العام الماضي، لكن سرعان ما عاد التوتر بين الجانبين بسبب عدد من القضايا العالقة أبرزها الحدود ورسوم عبور النفط من الجنوب إلى الشمال بغرض التصدير.