تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأحد الأوضاع الراهنة في ليبيا عقب مقتل العقيد الليبي معمر القذافي إثر الثورة الشعبية التي اندلعت العام الماضي. وذكرت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - أن ليبيا تتلقى حاليا درسا قاتما مفاده أن الوحدة لا تزدهر بسهولة في منطقة تركزت فيها صناعة القرار منذ فترة طويلة في أيدي قلة من الناس وحكام مستبدين حكموا البلاد بقبضة حديدية على مدى عقود تجاوزت اختلافات عميقة ثقافية ودينية وعرقية.
وأوضحت أنه في ليبيا ، عقب مرور خمسة شهور على مقتل القذافي الذي كان يدير البلاد بقبضة وحشية مستبدة ، بدأ الناس في تخيل ما ينبغي فعله إلا أن الاشتباكات والفوضى التي حدثت الأسبوع الماضي بين القبائل البدوية في مدينة سبها لا تبشر بالأمل حيث انتهى الخلاف على أكياس قمامة إلى قتال بالأسلحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن حصيلة الاشتباكات في المدينة بلغت حتى مساء أمس السبت 147 قتيلا و395 مصابا حيث تم نقل الجرحى إلى طرابلس وإيوائهم في المستشفيات ، وتم نقل 4 مصابين للعلاج خارج ليبيا ، كما أرسلت الحكومة الليبية ما يزيد على 5 أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية والمعدات اللازمة وفرق إسعاف كاملة بطواقم طبية.
ولفتت إلى أن المقيمين في طرابلس يلقون الآن القمامة في قصر الرئيس السابق معمر القذافي نظرا لغلق مكان طمر النفايات في ديسمبر الماضي.. غير أن أطنانا من أكياس القمامة تتكدس في الشوارع مما ينذر بأزمة بيئية خطيرة تهدد صحة الإنسان.
وذكرت "واشنطن بوست" الأمريكية أن عناصر مسلحة متعادية معظمها من العاطلين عن العمل يتعاركون فيما بينهم في العاصمة الليبية طرابلس وفي مدينة تاورجا الغربية ويتم طرد السكان الليبيين ذوي البشرة السوداء من قبل عناصر مسلحة من مدينة مجاورة.
وأوضحت الصحيفة أن الدعوات المتزايدة من قبل منطقة الجزء الشرقي الغنية بالمواد البترولية للانفصال والاستقلال عن الحكومة المركزية الليبية أدى إلى اشتباكات مسلحة في بني غازي منذرا بخطر التقسيم.
وأشارت إلى أن الوضع الراهن في ليبيا يختلف تماما عن الوضع في مصر ، فقد ترك القذافي بلاده بلا وزراء يعملون من أجل البناء أو عناصر مدنية فعالة لإعادة تأهيل البلاد في الفترة الانتقالية وعصر المسئولية.
ونوهت الصحيفة الى أن الاحتجاجات تجوب الشوارع الليبية يوميا مطالبة بخدمات ضرورية وتتهم أعضاء المجلس الانتقالي بالفساد.. غير أن المسئولين يصفون المتظاهرين بعناصر تابعة للقذافي تسعى إلى نشر الفوضى في ليبيا.
ولفتت إلى أن المجلس الانتقالي الليبي الذي تم تشكيله بشكل سريع خلال الأيام الأولى من الثورة من قبل زعماء القبائل البدوية وقادة محليين يصارع من أجل استبدال نفسه بحكومة ممثلة عن ليبيا وخطته لإجراء إصلاحات تتمثل في عملية تستغرق 20 شهرا من صياغة دستور جديد إلى انتخاب هيئة تشريعية وطنية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بأن حالة الفوضى في وحول طرابلس قد تزيد دعوات بالانفصال بدأ يسمع دويها في النصف الشرقي من البلاد.