سلطت مجلة (تايم) الأمريكية الضوء على أن انفصال مدينة بنغازي الواقعة بشرق ليبيا يشكك بالتأكيد في مستقبل ليبيا بأكملها، وسط مؤشرات حقيقية تعزز فكرة الانفصال. وحذرت من أن الانفصال من شأنه أن يتسبب في مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في ليبيا ما بعد القذافي المحفوفة بالمخاطر بالفعل، مؤكدة أن ليبيا شابتها سحابة توتر عقب مؤتمر قبائل الشرق الليبي الذي عُقِد في مدينة بنغازي بالأمس وأعلن قيام دولة شبه مستقلة في الشرق الغني بالنفط في البلاد. ومن غير المرجح أن يقبل بقية الشعب الليبي في العاصمة طرابلس وفي جميع أنحاء غرب ليبيا هذا الانفصال، الذين يعتبر محاولة للاستيلاء على السلطة والموارد، ومع ذلك فإن القضية الرئيسية بالنسبة للشرقيين الذين اجتمعوا في مدينة بنغازي بالأمس هي الموارد. ولمحت الصحيفة إلى أن ليبيا المترامية الأطراف في شمال أفريقيا قاتلت بشدة في ثورتها للتغلب على الفساد وسوء المعاملة التي عانوها منها أثناء حكم الزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي"، فضلا عن الغياب الكامل للبنية التحتية السياسية وتأثير أشهر من الحرب الأهلية التي خلفتها ديكتاتورية 42 عاما من حكم القذافي لليبيا الذي تمت الإطاحة به في الصيف الماضي. وذكرت "تايم" أن الوحدة الوطنية تناشد باستمرار المجلس الوطني الانتقالي الليبي الهش بالعمل جاهدا على احتواء النزعات الخطيرة بين الميليشيات المتناحرة القائمة غالبا على العلاقات بين المناطق والقبائل التي ملأت الفراغ في السلطة بعد الإطاحة بالقذافي.