اعتبر الشاعر والناقد الدكتور هيثم الحاج علي رئيس تحرير سلسلة "إبداعات"، أحد إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن الأخطار التي تهدد مؤسسات الثقافة تأتي دائما من خارجها، حيث الرؤى والتيارات التي وصفها بأنها تخشى المعرفة الحقيقية، ومن الداخل حيث الانتفاع والنفعية، مشددا على ضرورة أن نتعامل مع مشروع النشر بالهيئة بوصفه مشروعا وطنيا يجب دعمه لأنه الأكثر بقاء من أي رأي أو اتجاه كما أنه أداة الوعي والمعرفة الحقيقية. وقال الحاج علي - في حوار خاص مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - إنه سيتخذ قرارا بالاعتذار عن رئاسة تحرير سلسلة "إبداعات"، عندما يشعر أن هناك ما يمنعه عن توصيل صوت الشباب إلى جمهورهم المفترض، وأكد أن هذه السلسلة ليست حكرا على أدباء المركز (القاهرة) وسيتم التركيز على أدباء الأقاليم، موضحا أن سلاسل النشر الإقليمي التي تصدرها قصور الثقافة ليست كافية لعرض كل الأصوات كما أن وظيفتها مختلفة، وتظل محدودة الانتشار بالنسبة لسلاسل النشر المركزي.
وتابع أن دوره في إدارة السلسلة سيقتصر على التنظيم والترتيب ووضع الاستراتيجيات ومراقبة تنفيذ اللائحة التي تحكم النشر بالسلسلة، وقال : هذا هو الدور المفترض أن يقوم به أي رئيس تحرير دائما بحياد كامل.
وأشار إلى أن السلسلة ستستعين بمجموعة من الفاحصين سيكونون من النقاد والأدباء المعروفين ولهم إنجازاتهم وكتاباتهم، ويتم توزيعهم على الأنواع الأدبية تبعا لما هو معروف عن ميلهم نحو نوع بعينه.
ونوه إلى أن آراء الفاحصين ستكون ملزمة بقوة لائحة النشر لأنه الرأي الفني هو الأساس وبالتالي فالالتزام برأيهم سيكون كاملا، وقال : لن نمارس أي رقابة أو مصادرة على الإبداع لأنني ضد هذه المصادرة ، وأن حرية الإبداع هي الضمان الأهم لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير.
وقال الشاعر والناقد الدكتور هيثم الحاج علي رئيس تحرير سلسلة "إبداعات"، أحد إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة، إنه سيتم تغيير اسم سلسلة " إبداعات" لتصبح سلسلة "كتابة"، بما يخلق فرصة لنشر كل أنواع الكتابة والتركيز على الأشكال الجديدة والمبتكرة.
وأضاف الحاج علي - في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - أن هناك جيلا جديدا يكتب مدونات وثورة ويجب التركيز على النشر له، بالإضافة إلى طرح رؤية جديدة لفكرة الكتابة المعتمد على الوعي التشعبي، وهو الأمر الذي يمكن أن يظهر لدينا في إمكانية نشر كتب بالتأليف المشترك مثلا لمجموعة من الشباب بشرط تركيب وجهات النظر المختلفة لرؤية متكاملة وليس مجرد تجميع.
وتابع : اتفقت مع كل القائمين على السلسلة على أن مهمتنا هي ضخ دماء جديدة في المشهد الإبداعي وبالتالي فإن استكشاف المواهب الجديدة على رأس أولوياتنا يليها نشر التجارب والاتجاهات الجديدة وبالتالي فهناك تركيز على التجريب ونشر الأدب التجريبي، وأوضح أن اشتراط السن لتقديم الأعمال بالسلسلة حتى 35 عاما لن يمثل قيدا على النشر .
لكنه اعتبر أن هذا التقسيم ضروري لأنه يقسم سلاسل النشر في الهيئة ، مشيرا إلى أن سلسلة (كتابة/ إبداعات) تكتشف الأديب الشاب وسلسلة (أصوات أدبية/حروف) تنشر للكاتب حين ينضج صوته ثم تنشر له كاتبا كبيرا في سلسلة الأعمال الكاملة، وبالتالي فإن سلسلة كتابة التي تتعامل مع النشر الأول تحت سن 35 عاما هي جزء من هذه الإستراتيجية الواضحة.
ورأى أن المعوق الأساسي لتحقيق إستراتيجية السلسلة هو الذي يعيق كل شيء في مصر ألا وهو البطء التنفيذي، لكنه أشار إلى أن إدارة النشر تحاول تجاوز هذه الآفة الإدارية ومن ورائها باقي المسئولين المعنيين، موضحا أن الفكرة الأساسية التي يطرحها رؤساء تحرير السلاسل هي التطوير الكامل للسلاسل شكلا وموضوعا.
واعتبر أن منافسة سلاسل الهيئة على الجوائز الكبرى ليست بدعا جديدا بل حدثت منذ سنوات حين فاز مثلا هدرا جرجس بجائزة كبرى برواية منشورة في سلسلة إبداعات لكن التطوير يهدف إلى مجاراة الواقع الجديد ووعيه وليس فقط الجوائز.