إذا كانت الهيئة العامة لقصور الثقافة هي إحدي روافد نشر الإبداع الرسمية، فمن المنطقي أن تقوم بنشر إبداعات الفائزين في مسابقاتها، بصفتها أعمالا نالت استحسان المسئولين عن النشر، لكن ما يحدث عكس ذلك تماما، حيث يتم تجاهل نشر الأعمال الفائزة في المسابقة الثقافية للإدارة المركزية، بحثا عن الأسباب تحدثنا للطرفين، المسئول والمبدعين الذين ينتظرون الفرصة لنشر أعمالهم. في البداية تحدث الدكتور سعد عبد الرحمن مدير الإدارة المركزية للشئون الثقافية فقال: لدينا سلسلتان رئيسيتان للنشر، الأولي: سلسلة أصوات أدبية ويرأس تحريرها الناقد محمد عبد المطلب، وتهتم بنشر الأعمال الأدبية الرصينة لكبار الكتاب والمثقفين، الذين لهم أكثر من عمل منشور، وحققوا مكانة أدبية مرموقة، والثانية: سلسلة إبداعات، ويرأس تحريرها الروائي فؤاد قنديل، والسلسلتان تخضعان لنظام صارم في الفرز والتقييم الأدبي، حيث يتم عرض العمل الأدبي علي اثنين من كبار النقاد، فإذا اتفقا علي جودته، يتم الدفع به إلي المطبعة لنشره، وإذا اختلفا، يتم عرض الكتاب علي ناقد ثالث ليدلي برأيه ويرجح أحد الرأيين، وما يقوله يكون هو الفيصل في عملية النشر. وأكمل: بالنسبة لمسابقة الإدارة المركزية، فالمسئول عن إقرار السلاسل هو رئيس مجلس إدارة هيئة قصور الثقافة، وهناك طفرة إبداعية ضخمة، وطابور انتظار طويل من المبدعين، قد يصل إلي ست سنوات، ولو أضيفت لهم أعمال الفائزين في المسابقة المركزية سيكون العدد ضخما جدا يصعب حصره، ووقتها تطول قائمة الانتظار وقد تصل إلي تسع سنوات، وهناك سلاسل أخري تابعة لوزارة الثقافة، مثل سلسلة كتابات جديدة بهيئة الكتاب، يمكن للفائزين التقدم لها، وهناك سلاسل اتحاد الكتاب، مثل سلسلة الكتاب الأول. التقينا مجموعة من المبدعين الفائزين بمسابقة الإدارة المركزية ولم تنشر أعمالهم، وقالت القاصة هدي توفيق: لا شك أن جوائز الثقافة الجماهيرية جديرة بالاحترام، لأنها تتبع المؤسسة الثقافية الرسمية، ولكن للأسف الأعمال الادبية الفائزة لا تنشر، والنشر هو أهم مرحلة في طريق النجاح والشهرة بالنسبة للمبدع، وعدم نشر الأعمال يفقد جوائز الهيئة قيمتها، لأنها لا تؤدي إلي تتويج حقيقي وتحقق الظهور للمبدع الموهوب. أما الشاعرة سيدة فاروق فتقول: هيئة قصور الثقافة لا تولي اهتماما للمبدعين الشباب أسوة بفنون أخري مثل الفنون الشعبية مثلا، كما أن لجان التقييم للجوائز لا تقرأ، بدليل أن هناك إبداعات رديئة تجد طريقها إلي النشر، كما أن اللجان ثابتة لا يتم تغييرها كل عام تحقيقا لا لمبدأ الشفافية، كما ان القائمين عليها ينحازون لأدباء العاصمة، وهناك تجاهل تام للنشر الإقليمي، حيث نصيب كل محافظة كتابان فقط سنويا. وتساءل الشاعر أحمد هيكل: إلي متي يتم التعامل مع المبدع بطريقة غير لائقة تتنافي مع أبسط حقوقه في أن يري إنتاجه منشورا في المؤسسات الثقافية الرسمية، كما تساءل إلي متي سيظل المبدع يدفع نقودا لكي ينشر إبداعه عكس الدول المتقدمة التي يتقاضي فيها الكاتب أموالا نظير نشر إبداعه، ولكن للأسف نحن نضطر إلي طبع أعمالنا علي نفقتنا الخاصة، ونفتقد الترويج الإعلامي ونقوم بإيصال إبداعنا إلي النقاد يدا بيد، وإلا فلن يسمع بنا أحد ولابد من وضع استراتيجية كاملة لحركة النشر تتسم بالموضوعية والتقدير لكل المبدعين.