رام الله: صرح مصدر فلسطيني مقرب من الرئاسة الفلسطينية الثلاثاء ان السلطة الفلسطينية بمن فيهم الرئيس محمود عباس لا يعلمون شيئا عن جدول اعمال المفاوضات المباشرة مع اسرائيل التي ستنطلق مطلع الشهر القادم في واشنطن، بينما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مصر والأردن سيشاركان بشكل فعال فيها. ونقلت جريدة "الشروق" المصرية عن المصدر الذي لم تسمه قوله: "ان الادارة الامريكية رفضت اطلاع الجانب الفلسطينى بما فيه الرئيس محمود عباس على جدول اعمال المفاوضات المباشرة المقرر انطلاقها فى واشنطن بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية مطلع الشهر المقبل". واضاف المصدر الفلسطيني: "ان السلطة الفلسطينية تعانى ارتباكا بعد رفض المسئولين الامريكيين اطلاع طاقم المفاوضات الفلسطيني على اى تفاصيل بخصوص جدول اعمال المفاوضات والقضايا المطروحة للتفاوض ومكان عقدها وما اذا كانت هناك رعاية أمريكية لهذه المفاوضات فى كل مراحلها". واوضح المصدر ان الجانب الامريكى اكتفى بالتاكيد على انه سيتم اطلاع الجانب الفلسطيني على فحوى تفاصيل المفاوضات عند وصل الوفد المفاوض الى العاصمة واشنطن"، مشيراً الى ان ذلك سبب حرجا كبيرا للرئيس الفلسطينى امام قيادات منظمة التحرير الفلسطينية. ياتي هذا في الوقت الذي اكد فيه محمود عباس انه لن يستطيع الانسحاب من المفاوضات طالما قبل الدعوة الامريكية بالذهاب الى واشنطن وحضور حفل اطلاق المفاوضات بشهود من العرب قبلوا الدعوة معولين على قدرة الرئيس اوباما في ممارسة ضغوط على نتنياهو لابداء جدية فى التفاوض. من جهة أخرى ذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة صباح اليوم ان الاردن ومصر سيشاركان بشكل فعال في المفاوضات المباشرة التي من المقرر ان تبدأ مطلع سبتمبر القادم. ونقلت الاذاعة عن مصادر وصفتها "بالمطلعة" قولها ان "الاردن ستكون له كلمة في ملفي الامن والحدود اضافة الى القدس التي تتولى فيها رعاية الاماكن المقدسة". وقبل كل من الرئيس المصري محمد حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني دعوة الرئيس الامريكي باراك اوباما للمشاركة في اطلاق المفاوضات المباشرة مطلع الشهر المقبل في واشنطن. واكدت المصادر بأن اي اتفاق ستتم بلورته بين الفلسطينيين والاسرائيليين سيكون لمصر والاردن دور فعال في تطبيقه وتنفيذه، منوهة الى امكانية ان يكون هناك دور غير واضح للقاهرة وعمان وخاصة في الملف الامني على حدود الدولة الفلسطينية المنتظرة مع الاردن من ناحية الضفة الغربية ومع مصر من ناحية قطاع غزة. واشارت المصادر الى ان اصرار حكومة بنيامين نتنياهو على الاحتفاظ بمنطقة الاغوار المحاذية للحدود الاردنية الفلسطينية بحجة الحفاظ على أمن اسرائيل سيتم التغلب عليه من خلال دور امني فاعل للاردن في المنطقة الحدودية اضافة للسيطرة الجوية الاسرائيلية على منطقة الحدود الى جانب وجود قوات دولية على جانب الحدود من الجهة الفلسطينية، وذلك الى جانب تبادل الاراضي للتغلب على قضية المستوطنات التي تصر اسرائيل على ضمها. وبشأن التدخل المصري اوضحت المصادر بأن القاهرة ستكون طرفا في تنفيذ اي اتفاق امني بين الفلسطينيين والاسرائيليين وخاصة بشأن الحدود الفلسطينية المصرية من ناحية قطاع غزة، مؤكدة بان المفاوضات المباشرة المرتقبة بين اسرائيل والفلسطينيين لبحث ملف الحدود والامن والمستوطنات والقدس واللاجئين والمياه سيكون للاردن ومصر دور رئيس فيها. واشارت المصادر الى ان حكومة بنيامين نتنياهو هي من اصر ويسعى لاشراك الاردن ومصر في اية ترتيبات واتفاقيات يمكن التوصل اليها مع الفلسطينيين بشأن انهاء الصراع معهم. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد دعت يوم الجمعة الماضي كل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية الى استئناف المفاوضات بينهما دون شروط مسبقة مشيرة الى ان الاجتماع الاول الذي سيعقد في هذا السياق سيكون في واشنطن في الثاني من سبتمبر/ايلول المقبل في ظل مهلة للتوصل لاتفاق في غضون عام.