كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية اليوم الاحد ان الادارة الامريكية وحلفاءها وشركاءها الدوليين بدأوا مباحثات جادة حول تدخل عسكرى محتمل فى سوريا رغم حرصهم على مواصلة الضغط من اجل ايجاد حلول سلمية لانهاء المجزرة هناك . واوضحت صحيفة (واشنطن بوست ) الأمريكية في تقرير أوردته على موقعها على شبكة الانترنت أنه فى ظل احراز تقدم محدود خلال الاسبوعين الماضيين منذ التقت 70 دولة ومؤسسة دولية فى تونس لشحذ الجهود والمساعى على الجانبين السياسى والانسانى فى سوريا، هناك استعداد متزايد للنظر فى خيارات اضافية اخرى. وتابعت الصحيفة ان هذه الخيارات تتضمن تسليحا مباشرا للقوات المعارضة للنظام السورى وارسال قوات لحراسة عمال المساعدات الانسانية او انشاء منطقة آمنة للثوار او شن هجوم جوى على انظمة الدفاع الجوى السورى ،وفقا لمسئولين فى الولاياتالمتحدة ودول اخرى مناهضة للنظام السورى .
الا ان الحكومات لا تزال منقسمة بشكل كبير حول طبيعة هذا التدخل وعن موعد وكيفية حدوثه والدول المشاركة فيه وفى ظل معارضة روسيا لتفويض للامم المتحدة ،تساءل البعض عن شرعية اى خيارات عسكرية وفقا للقانون الدولى. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسئولين امريكيين قولهم ان استراتيجيتهم لا تزال تتركز على المساعدات الانسانية والاعتراف بالمعارضة السورية غير ان الآمال تتضاءل حول قدرة المعارضة على اظهار قوة متحدة بشكل كاف لتستحق اعترافا دوليا كما حدث فى ليبيا او قبول الرئيس السورى بشار الاسد فكرة التنحى. واضافت الصحيفة انه على الرغم من شن القوات السورية هجوما جديدا على المنطقة الشمالية من ادلب، جدد الاسد تصريحاته السابقة واصراره خلال اجتماعه مع المبعوث الاممى الخاص كوفى عنان الليلة الماضية على ان الثورة التى مر عليها عام كامل وراءها ايد خارجية ولن ينجح اى حوار سياسى فى ظل قيام جماعات مسلحة بنشر الفوضى وعدم الاستقرار فى البلاد. وجاء فى بيان اصدرته الاممالمتحدة ان محادثات كوفى عنان مع بشار الاسد كانت صريحة وشاملة كما سيجتمع عنان مع الرئيس السورى مرة اخرى اليوم الاحد. ومن ناحية اخرى ،شدد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف خلال اجتماع جامعة الدول العربية فى القاهرة على ان روسيا لن تدافع عن اى نظام ديكتاتورى كما انها تتبع وتحافظ على القانون الدولى دون النظر الى مصالح خاصة او جغرافية. وكان مسئولون أمريكيون - اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم - قد صرحوا بأنه ليس هناك أي مؤشر يدل على أن روسيا مستعدة للتراجع عن موقفها وأن هناك فرصة ضئيلة جدا للتوصل إلى اتفاق بين الولاياتالمتحدةوروسيا، مؤكدين أنهم ليسوا متفائلين بأن يتم التوصل إلى توافق آراء في المستقبل القريب. وأشارت الصحيفة إلى أن سوريا هي الحليف الرئيسي لروسيا في العالم العربي ولديها قاعدة بحرية كبيرة في سوريا كما استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد قرارين بشأن سوريا.