اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن موقف روسيا الحالى، التى تعد الحليف الوثيق لدمشق، تجاه الرئيس السورى بشار الأسد، قد تراجع كثيرا عن موقفها السابق المؤيد له فى مستهل اندلاع الثورة. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى تصريحات وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى وقت سابق من الشهر الجارى، الذى نفى فيه قيام بلاده بدعوة الأسد إلى زيارة موسكو. وتابعت الصحيفة، أن هذا التراجع الروسى ظهر جليا فى انتقاد لافروف للأسد، وقت سابق من مارس الجارى، حيث اتهمه بالوقوع "فى العديد من الأخطاء". ودعت الصحيفة الأمريكيةموسكو لاستغلال تلك الفرصة لتصحيح مواقفها التى كانت تؤيد فيها دمشق، والتى اعتبرتها نقطة سوداء فى تاريخ العلاقات الروسية مع دول الشرق الأوسط المعارضة للرئيس الأسد، مضيفة أنها ستكون أيضا بمثابة ضربة موجعة لإيران التى تعد الحليف الإقليمى لسوريا. ورأت "واشنطن بوست" أن روسيا التى قدمت الدعم السياسى والعسكرى لنظام الأسد وسط تزايد حدة الانتقادات الدولية لها، لديها فرصة كبيرة للتوصل إلى اتفاق معه، من شأنه أن يمهد الطريق نحو التوصل لحل الأزمة فى سوريا. وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن هناك عدة خيارات لوقف إراقة الدماء فى سوريا ومنها إجراء موسكو مفاوضات مع الأسد ومنحها حصانة له فى أراضيها أو إقناعه باللجوء إلى أى من الدول الصديقة، مشيرة إلى أن ذلك الحل يعد الأمثل. وأكدت أن توجه عائلة الأسد إلى أى مكان خارج سوريا من شأنه أن يضع حدا للمذابح الوحشية التى أودت بحياة أكثر من 9 آلاف مواطن سورى. وتابعت الصحيفة، أن تلك الاستراتيجية تعد شبيهة بتلك التى اتبعها الرئيس اليمنى على عبد الله صالح، حين ترك صنعاء لتلقى العلاج الطبى فى الولاياتالمتحدة، مما مهد الطريق أمام انتخاب اليمنيين لرئيس توافقى للبلاد. وأشارت الصحيفة إلى فشل المساعى الدولية لحل الأزمة السورية، لافتة إلى استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش النظامى وبين قوات المعارضة فى عدد من المدن السورية، وذلك على الرغم من قبول دمشق رسميا لخطة كوفى عنان المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.
