أ ش أ - ساد التوتر العديد من المدن بجنوب اليمن بعد توعد تنظيم "القاعدة" بالانتقام لقتلاه والخسائر الكبيرة التي منى بها في الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي اليمنى. وأفاد تقرير للجنة العسكرية المكلفة بالتحقيق في ملابسات وأسباب الهجوم الذي تعرضت له مواقع الجيش في دوفس والكود من قبل مسلحي "القاعدة" ، أن الغارات الجوية التي شنها الجيش على تجمعات للقاعدة ومخازن أسلحة في المخنق بالبيضاء ردا على هجوم القاعدة، أسفرت عن مصرع العشرات من عناصر وقيادات القاعدة بينهم أجانب.
وفى المقابل اعترف تنظيم القاعدة بمقتل سبعة عشر شخصا في غارة جوية استهدفت منطقتي "ممدود ودقي" في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء وخلفت عددا من الجرحى.
وأكد مصدر عسكري يمنى أن حكومة الوفاق الوطني أقرت توجيه ضربات جوية استباقية لمناطق تمركز مسلحي القاعدة والغارات شملت زنجبار بمحافظة أبين، ومنطقة عزان بشبوة، ورداع بالبيضاء.
ونفى المصدر مشاركة طائرات عسكرية أمريكية في تنفيذ هذه الضربات التي اقتصر فيها التعاون مع الولاياتالمتحدة على الدعم الإستخباراتي فقط.
وقال المصدر: "إن الطيران الحربي ركز في قصفه على موقع تدريبي للمسلحين يقع خلف محطة "العاقل" بمدينة جعار التي تتواجد فيها آليات عسكرية ومصنع لتحضير العبوات الناسفة"، مشيرا إلى أن تلك الغارات قد تسببت في تدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة للمسلحين بالإضافة إلى مقتل العشرات من المسلحين وإصابة آخرين كانوا في موقع القصف.
وأفاد تقرير اللجنة بأن عناصر التنظيم فرضت طوقا أمنيا على المنطقة التي استهدفها القصف ومنعت الدخول والخروج من المنطقة باستثناء السيارات التابعة لهم، كما قاموا باستقدام حفار لحفر قبور للعناصر الذين سقطوا خلال القصف مما يشير إلى كثرة من قتلوا في العملية.
وقال المصدر العسكري أن تعزيزات قتالية من محافظات عدة وصلت إلى محافظة أبين بالتزامن مع وصول خبراء عسكريين ونحو 20 طيارا أمريكيا إلى قاعدة "العند" الجوية التي يوجد بها 180 خبيرا عسكريا من أربع دول والقريبة من عدن للمشاركة في هذه المعركة بطلب يمني.
وأضاف المصدر العسكري أنه تسلل مئات من عناصر تنظيم القاعدة من دول عربية وإسلامية إلى أبين وشبوه وحضرموت ولحج ومأرب لدعم التنظيم في هذه المعركة التي لن تقتصر على أبين بل ستمتد إلى شبوة وحضرموت ومنطقة أرحب شمال صنعاء للقضاء على عناصر "القاعدة".
وأكد المصدر أنه "تم رصد تدريبات مكثفة لمقاتلي التنظيم في معسكرين بمنطقة الخرمة وجبل سكاه المطل على مدينة الحوطة وشوهدت معهم مدرعات ومصفحات كانوا قد سيطروا عليها، في هجومهم الأخير على قوات الجيش في محافظة أبين إضافة إلى أسلحة رشاشة وبنادق آلية وصواريخ "لو" وقاذفات "بي 10".
من جهة أخرى، شددت الأجهزة الأمنية اليمنية إجراءاتها على مداخل ومخارج السفارات والمنشآت الحيوية والحكومية بالعاصمة صنعاء، إثر معلومات كشفت عنها اعترافات أدلى بها أحد عناصر القاعدة عقب اعتقاله في أبين وترحيله إلى عدن للتحقيق معه، تفيد باعتزام مسلحي القاعدة "جماعة أنصار الشريعة" شن هجمات مركزة تستهدف منشآت أمنية وحكومية ومصالح غربية في العاصمة.
وقال مصدر امني في تصريح له أنه تم وضع خطة أمنية تهدف إلى تعزيز إجراءات الحماية ومراجعة التدابير الاحترازية المفروضة على المنشآت الحكومية كافة، والسفارات ومقار البعثات الدبلوماسية العربية والغربية في كل من صنعاء وعدن، للحيلولة دون استهدافها بهجمات محتملة لعناصر تنظيم القاعدة.