قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 60 شخصا قتلوا الأحد برصاص الأمن السوري، معظمهم في حمص وحماة وريف دمشق. ونقلت قناة "الجزيرة" اليوم الاثنين، عن ناشطين قولهم :"إن مناطق عدة في إدلب ودرعا وريف دمشق تتعرض لحملات دهم واعتقال. كما تحدث ناشطون عن وقوع اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر في محيط جوبر بدمشق وحي الجورة في دير الزور".
وفي أحدث التطورات، قال ناشطون سوريون إن قتالا عنيفا اندلع خلال الليل بين قوات مدرعة موالية للرئيس بشار الأسد ومعارضين شنوا هجمات منسقة على حواجز للجيش في مدينة درعا، جنوب سوريا على الحدود مع الأردن.
وأضاف الناشطون أن معارضين منضوين تحت لواء الجيش السوري الحر كثفوا هجماتهم على أهداف موالية لنظام الأسد في جنوب سوريا وشمالها وشرقها في الأيام القليلة الماضية لتخفيف الضغط عن مدينة حمص المحاصرة.
وقال أحد الناشطين واسمه ماهر عبد الحق من درعا إن الجيش السوري الحر هاجم عدة نقاط تفتيش وتحصينات في الشوارع في وقت واحد، وإن الدبابات ترد بإطلاق قذائف مضادة للطائرات من عيار 14 مليمترا على الأحياء السكنية، كما يقوم قناصو الجيش بإطلاق النار على أي شيء يتحرك حتى الأكياس المصنوعة من النيلون.
وأضاف أن نحو 20 حافلة تقل جنودا شوهدت تتجه من ملعب كرة القدم في الشمال إلى القطاع الجنوبي من المدينة على الحدود مع الأردن.
وبث ناشطون سوريون صورا لما قالوا إنها عملية مشتركة شنها الجيش السوري الحر في دمشق وريف دمشق على فرع المخابرات الجوية. وتظهر الصور أثار العملية التي نفذها الجيش ليلا.
كما بث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت تظهر مظاهرة في أحد الأسواق الشعبية قرب مبنى قيادة الشرطة في دمشق. وقد ردد المتظاهرون شعارات مناوئة للنظام، ورفعوا لافتات تطالب بإسقاطه. كما هتف المتظاهرون بنصرة المدن السورية الأخرى الواقعة تحت حصار الجيش النظامي.
من جانب آخر قال ناشطون سوريون وشهود عيان إن الجيش النظامي قصف بلدة القصير في محافظة حمص قرب الحدود مع لبنان، ما أدى إلى فرار عدد من السكان إلى الأراضي اللبنانية سيرا على الأقدام.
دخول المساعدات
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلن فيه الصليب الأحمر لادولي بدء توزيع المعونات على المدنيين الفارين من حي بابا عمرو في حمص. وأكد أنه لم يسمح لأفراده بدخول الحي نفسه.
وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة في جنيف إن فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري بدأت توزيع المعونات على الفارين إلى قرية تقع على مسافة 3 كليومترات من مدينة حمص.
وقال إنه من المقرر أن تصل المعونات أيضا إلى حيي "الإنشاءات" و"التوزيع" في حمص اللذين فرا إليهما عدد من سكان بابا عمرو.
ووصف حسن تمكن فرق المعونات من الوصول إلى هؤلاء الفارين من بابا عمرو بأنه خطوة إيجابية. إلا إنه قال "نريد أن ندخل بابا عمرو الأحد".
وكان متحدث باسم الصليب الأحمر قد قال إن اللجنة سوف تستأنف الأحد المفاوضات مع المسؤولين السوريين الذي كانوا قد حالوا دون وصول قوافل الصليب الأحمر إلى بابا عمرو السبت.
وقالت السلطات السورية إنه جرى تطهير المنطقة من الفخاخ التي اتهمت المعارضة بنصبها فيها.
وقضت قافلة معونات الصليب الأحمر المؤلفة من سبع شاحنات ليلتها الثانية في حمص بعد أن منعت من دخول بابا عمرو السبت رغم حصولها على موافقة مبدئية من الحكومة السورية.
تفعيل الحماية في غضون ذلك ، كشفت مرح البقاعي عضوة المجلس الوطني السوري النقاب عن أنها تعمل حاليا مع شخصيات سورية معارضة، بالتعاون مع قوى دولية، على تفعيل مبدأ مسؤولية الحماية، تمهيدا لتدخل عسكري دولي ضد النظام السوري. وقالت البقاعي في مقابلة مع راديو "سوا" الأمريكي : "هذا المبدأ اعتمد في عام 2005 نتيجة الحرب في كوسوفو وتم تطبيقه في كوسوفو أيضا وتم تطبيقه في ليبيا. وينص على ان المجتمع الدولي عليه واجب أن يحمي المدنيين في الدول التي تتقاعس الحكومات فيها عن حماية المدنيين. وفي هذه الحالة تسقط السيادة عن هذه الدول لأن السيادة لا تعتبر في هذه الحالة عبارة عن رخصة غير منتهية يستعملها النظام في تلك الدول من أجل البقاء في السلطة وفي نفس الوقت تجاهله لحماية المدنيين. فكيف هو الحال في دولة مثل سورية يقوم فيها النظام ليس فقط برفع الحماية عن المدنيين بل بقتل مبرمج ضد المدنيين؟". وعن أهمية تطبيق هذا المبدأ في الحالة السورية، قالت البقاعي: "يمكن اللجوء اليه من دون اللجوء إلى مجلس الأمن أي من خارج مجلس الأمن. وهكذا تمنع اي امكانية للصين أو روسيا او اي دولة أخرى بتعتيم هذا القانون. وهو يؤهل التدخل بضربات في الدولة المعنية من أجل اسقاط النظام. هذا المبدأ مهم جدا تفعيله في هذه الحالة. وأعمل مع جهات دولية على هذا الموضوع ونحن نحاول أن نذهب بهذا القانون قريبا انشاء الله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة". وأعلنت البقاعي عن عقد مؤتمر للسوريين الأمريكيين الشهر القادم للتركيز على هذا المبدأ. وقالت "إن المؤتمر سيعقد بتاريخ 6 و 7 من الشهر القادم للمؤسسة الأمريكية السورية للحراك السياسي، وهي عبارة عن مجموعة من الأميركيين السوريين الذين وضعوا نصب اعينهم الدعم للثورة السورية والمطالبة بالتدخل الدولي الحازم من أجل وقف القتل الممنهج ضد الشعب السوري ووضع حد لهذا النظام".