بروكسل: ذكرت مسئولة شؤون الأمن في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم أن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة على وشك وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن تقاسم البيانات المصرفية والمعطيات ضمن التحقيقات الخاصة بمكافحة الإرهاب والعنف السياسي. وقالت مالمستروم فى تصريحات اوردتها وكالة الانباء السعودية إن المحادثات الخاصة بتمكين سلطات الأمن والجمارك الأمريكية من قاعدة معطيات مؤسسة "سويفت" وهي شركة خاصة مقرها بروكسل قد انتهت. وبينت أن النسخة المنقحة من الصفقة الجديدة تتضمن تحسينات كبيرة مقارنة مع الاتفاق المؤقت الذي تم رفضه في فبراير. وأقرت المسئولة الأوروبية انه لا يمكن التغافل بشكل تام على بعض الجوانب مبينةً أن الأمر الجديد هو تمكين الشرطة الاتحادية الأوروبية "يوروبول" من المشاركة في إدارة الملف والإشراف على عمليات نقل البيانات للتأكد من أنه يتم استعمالها على أضيق نطاق ممكن. وأوضحت أنه يجب على سلطات الولاياتالمتحدة أن تبرهن على وجود ارتباط ملموس بين البيانات المطلوبة وعمليات التحقيق. كما تتعهد الولاياتالمتحدة بعدم نقل بيانات مؤسسة "سويفت" إلى بلد ثالث فضلا عن الضمانات القانونية لمعالجة أفضل لبيانات رعايا ومواطني الاتحاد الأوروبي على الأراضي الأمريكية. وكان الاتحاد الاوروبي قد وقع في نوفمبر الماضي اتفاقا مؤقتا مع واشنطن يسمح للسلطات الامريكية بالوصول الى البيانات المصرفية الاوروبية غير أن أعضاء في البرلمان الأوروبي انتقدوا ذلك معتبرين أنه "ينتهك الحقوق الشخصية والحريات المدنية". وأعلنت لجنة الحريات المدنية وشئون العدل في البرلمان الأوروبي فى فبراير الماضي رفضها لتنفيذ اتفاقية "سويفت" والتي من شأنها أن تتيح للولايات المتحدةالأمريكية بالإطلاع على المعطيات المصرفية الخاصة برعايا التكتل الأوروبي والمقيمين داخله أو المتعاملين معه وذلك في إطار مكافحة الإرهاب. وذكرت لجنة الحريات المدنية في البرلمان وقتها أنها صوتت بغالبية ساحقة ضد الاتفاق ودعت البرلمان الأوروبي إلى التصويت ضده خلال الجلسة العلنية المقرر عقدها فى العاشر من فبراير في ستراسبورج وهو ما حدث بعد أن أبدى نواب الأخير قلقهم بشأن تلك الإتفاقية. وعارض الاتفاق 29 عضوا في لجنة الحريات الحريصة تقليديا على احترام الحقوق الفردية، ووافق 23 عليه في حين امتنع عضو واحد عن التصويت، وقد اعتبر أعضاء اللجنة أن الاتفاق يتيح للسلطات الأمريكية الوصول إلى معلومات شبكة "سويفت" المصرفية بدون أن توفر ضمانات كافية لحماية هذه المعطيات الخاصة حيث يرون في ذلك تعديا على الخصوصية. يشار إلى أن "سويفت" هي عبارة عن تعاونية بنكية مقرها قرب العاصمة البلجيكية بروكسل وتتولى معالجة المعلومات المصرفية لنحو 8 آلاف مؤسسة مالية في العالم.