عندما يقول وكيل لجنة في مجلس الشعب إنه تلقى وأعضاء لجنته تهديدات بالتصفية الجسدية، من قبل عناصر مجهولة على تليفونه المحمول، وذلك لأن اللجنة كتبت في تقريرها أن مستشفى سجن طرة يصلح لاستقبال الرئيس المخلوع حسني مبارك، فأننا لابد أن نتوقف لنشير للتنظيم السري المنحل في وزارة الداخلية، والمدعوم صهيونيا وأمريكيا، والذي لا تزال بقاياه تثير الرعب والفوضى والفزع في شتى قطاعات الوطن. وعندما نطالع صحفا، ونشاهد قنواتٍ فضائية، مملوكة لرجال أعمال معروفة ارتباطاتهم الخارجية وجنسياتهم الأجنبية، ونجد تلك الوسائل تدعم سبَّ العقيدة والجيش، وتروج لأقوال دعاة الفتنة والتخريب، عبر شخصيات ساقطة، تعودت أن تأكل بثدييها، وبخلاف ذلك تأكل أيضا وفقا لنوع جنسها، وكل ذلك يتم تحت ذريعة الثورة البريئة من تلك النفايات، فإننا لابد وأن نتوقف لنشير إلى تراخيص تلك الصحف والفضائيات ودور أمن الدولة وما تفرع عنها بعد حلها في منح تلك التراخيص لأصحابها، واختيار رؤساء تحرير لها، ومقدمي برامج توك شوو، إلى جانب مصادر تمويلها المعلومة جيدا لأجهزتنا السيادية. وعندما نجد برلمانيين تسللوا لمجلس الشعب بالحيلة والخديعة وتضليل الناس، ومعهم من ينتسبون لأطهر الثورات ظلما وزورا وبهتانا، يقفون في مؤتمرات ليتطاولوا بأقذر الألفاظ على رمز العسكرية المصرية وشرفها وقائد الوطن السيد المشير ورفاقه ومؤسسته، ونجد فلول نظام سابق يتبارون معهم، أيهم يسب الجيش ورموزه أولاً، وأيهم يخرب ويدمر ويحرق ويقتل في أبناء الوطن ويساهم في نشر الفوضى ودعم البلطجة، ويهدد الشرعية، فإننا لابد أن نفتش عن هذا التنظيم السري الجبان. وعندما ترد إلينا رسائل من دعاة فتنة بالمهجر تستهدف الجيش ورموزه والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسب رجال الدين والعقيدة، وعلى أنغام تلك الرسائل الوقحة نسمع تهديدات قادة واشنطن لقادة جيشنا، إلى جانب تهديدات أخرى من أصوات نشاز هنا وهناك لدى دوائر أوربية تسير في الفلك الأمريكي، فإننا لابد أن نتوقف ونشير إلى تنظيم أمن الدولة السري أيضاً، وعلاقاته بتلك العناصر التي يحتضنها الموساد في المهجر. إذن من خلال ما رصدناه سابقا يتضح لنا، أن ثمة تحالف بين منتسبين للثورة ظلما وزورا وبهتانا، وبين فلول النظام السابق المنهار، وبين طائفيين بالمهجر، وهذا الثلاثي توجهه بالريموت كنترول دوائر تمويل عالمية مرتبطة بأجهزة استخبارات، تعمل ليل نهار من أجل السيطرة على ثورتنا، وإن استعصت تلك السيطرة فلا بد من العمل لأجل إفشالها، والقضاء على أية نهضة مستقبلية مصرية، وخيوط هذا الاستنتاج الآن تحت أيدي أجهزة الأمن المصرية، وخطة إفساد ما يخططون له ويحاولون تنفيذه جاهزة، وبدأ جيشنا في تنفيذ تلك الخطة بالفعل عبر تصفية ملف التمويل الخارجي لتلك الآليات المستخدمة أمريكيا وصهيونيا بمصر. ولتتضح خطورة ما ذكرنا، فإننا هنا لابد أن نتوقف أيضا أمام مقولة للجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات الحربية الإسرائيلية «أمان»، حيث ذكر خلال مراسم تسليم مهامه للجنرال «أفيف كوخافى» منذ أكثر من عام أن: «مصر هي الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلي، وأن العمل في مصر تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979». وأضاف اللواء يادلين -وفقاً لما نقله الإعلام العبري عنه-: «لقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع بمصر، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسنى مبارك في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر». ومن جهتنا نعتبر ما ذكرناه، هو أحد الإفرازات الصديدية لهذا الاختراق، لكن ما فات المسئول الصهيوني البارز، أن الذي يسميه اختراقا كان تحت سمع وعلم وسيطرة أسود الأمن القومي المصري، وكانوا علي علم به، وكان بإمكانهم اصطياد كل العناصر التي يتصور المسئول الصهيوني أن كيانه غرسها بالمجتمع المصري، لكن للأسف كان صانع القرار السياسي بمصر وهو حسني مبارك ضمن تلك العناصر، ولذلك اكتفي رجال أمننا القومي بمراقبة الموقف وانتظار لحظة الاجتثاث، والتي جاءت عقب تفجر ثورة 25 يناير المجيدة، والتي تعد ثورة من عند الله. وبعد تفجر تلك الثورة، انقض على الفور أسود أمننا القومي على الخونة من قادة نظام الحكم البائد، انقضوا على كبيرهم الذي علمهم السحر، وعلى وزير داخليته وتنظيمه السري الذي تحول لفلول تضرب هنا وهناك، وبدءوا يستأصلون بهدوء جذور الخيانة ورموزها تدريجيا. ومن هنا اتضح لعدونا أن وطننا بدأ يعرف طريقه؛ لذا تحركت عناصره وفلوله لتقتل وتخرب وتنشر الفزع بشتى أرجاء الوطن، وتحاول أن تسيء للقوات المسلحة ورموزها وتغرس الفتن بينها وبين الشعب، وبينها وبين الثوار. لكن شعبنا العظيم بوعيه أدرك الملعوب، وأبعاد المؤامرة، وانحاز لجيشه، ومن هنا لم يكن غريبا أن كل التيارات الإسلامية وبقية شرفاء الوطن، والذين تعرضوا لمصادرة حرياتهم وانتهاك آدميتهم وتعرض أهلهم للقتل والسجن والاعتقال في عهد مبارك، أصبحوا كلهم مع الجيش يدا واحدة. إن من يسبون الجيش والعقيدة الآن، هم من كانوا يقفون إلى جانب مبارك راضيين بلعب دور المعارضة الشكلية عبر فضائيات وصحف وأحزاب أفسدت الحياة السياسية، وهم من كانوا "يتفرجون" على قتل الإسلاميين واعتقالهم ومحاكمتهم عسكريا، ومصادرة حقوقهم في الرأي والتعبير. ومن هنا لم أستغرب ما نشر أمس عن تلقي أكثر من 47حزبا من الأحزاب الكارتونية الموجودة الآن إلى جانب المنظمات دورات تدريبية على أيدي خبراء موساد والسي آي إيه المتواجدين بالمنظمات الحقوقية الأوربية والأمريكية العاملة بمصر، والتي تشكل أهم أذرع الاختراق الصهيوني المزعوم للمجتمع المدني المصري. المهم أنه، عندما رأي الصهاينة والأمريكان أبطال جيشنا وأجهزة أمننا القومي بدءوا يحتوون الأمور ويسيطرون عليها، ويسيرون بالوطن إلى بر الأمان بدءوا في تحريك ثعابين ربوها في قلب مجتمعنا، وهنا تم تحذير تلك الثعابين بمعرفة رجال أمننا القومي، من أن زمن مبارك انتهي، ومصر هي الباقية، وأنه عليهم أن يلزموا جحورهم إلى حين، ولكن الثعابين التي تعودت على نهب مقدرات وطن والعيث فيه فسادا، رفضت أن تستمع للتحذيرات بالجدية المطلوبة، واستقوت بالخارج. وجاءت الضربة من جيشنا بتطهير مصر من تلك المنظمات وخطر التمويل الأجنبي لناشطين وجماعات وأحزاب ومراكز أبحاث، وبدأت البدائل عبر مبادرات شعبية للاستغناء عن المعونة الأمريكية تطفو على السطح، فجن جنونهم في واشنطن وتل أبيب، هذا الجنون المتواصل إلى الآن. وفي تقديرنا أن معركة مواجهة مراكز البحوث الأجنبية المتواجدة على أرض مصر ومنظمات التمويل، وفضائيات المارينز، لا تقل أهمية عن معركة تأميم الزعيم عبد الناصر لقناة السويس، في آثارها وتداعياتها على وطننا العظيم مصر. * * * * ولنا وقفة - اتصل بنات بعض الإخوة في حزب "المصريين الأحرار" يعتبون علينا لأننا نسمي هذا الحزب باسم السيد نجيب ساويرس، وأنهم يرون في ذلك استهدافا للرجل، ونحن هنا نؤكد وقوفنا على مسافة متساوية من كل الأحزاب والقوى السياسية المصرية بغض النظر عن لونها، وأن تلك التسمية المشار إليها لحزب المصريين الأحرار، تمت لأن السيد نجيب ساويرس، أشهر من الحزب لا أكثر ولا أقل، ولا توجد لتلك التسمية أية أهداف لدينا خلاف ذلك،كما أن السيد نجيب رجل أعمال مصري الفيصل بيننا وبينه الاحترام المتبادل للشرعية والقانون، ومستقبلاً سنسمي الحزب باسمه.
* * * عزاء واجب - أتقدم بخالص العزاء للصديق العزيز الأستاذ جمال عبد الرحيم الكاتب الصحفي المعروف بجريدة الجمهورية الغراء والعضو البارز والقيادي بمجلس نقابة الصحفيين، في وفاة السيدة الفاضلة والدته يرحمها الله، راجيا الله سبحانه وتعالى أن يدخلها جنات عدن خالدة فيها، وأن يلهم أهلها وأسرتها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون. - وأتقدم بخالص العزاء للصديق العزيز الكاتب الصحفي المعروف الأستاذ علي القماش في وفاة شقيقه، راجيا من الله سبحانه وتعالى له الرحمة، وأن يدخله جنات عدن، ويتقبله قبولا حسنا، ولأهله الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون. [email protected]