تناولت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" فى افتتاحيتها الرئيسية الازمة السورية بشكل موسع وعميق حيث اشارت فى عددها الصادر اليوم الاثنين الى ان إنهاء الازمة السورية ليس بالأمر السهل لكنه يتطلب تحديد الادوار الخارجية سواء الجامعة العربية او تركيا واوربا. وأوضحت افتتاحية الصحيفة ان بدء انتقال الصراع الى حلب ودمشق، بعد تفجير المعارضة المسلحة مقرات امنية في حلب، يعني ان الصراع ينتقل الى معاقل تاييد نظام الاسد.
وتوصف "الفاينانشيال تايمز" الوضع عسكريا بان الاقتراب من حلب ودمشق سيعني مزيدا من دموية الصراع.
وتضيف ان النظام لن يستطيع بعد ذلك استعادة سيطرته على البلاد، الا ان المعارضة المسلحة ضعيفة بما لا يمكنها من ازاحة النظام.
وفى ذات السياق تناقش الافتتاحية حجة الغرب في التردد من تكرار ما فعله في ليبيا بان سوريا مختلفة وان ذلك سيجعلها تتحول الى صراعات شظايا طائفية كما حدث في العراق او لبنان.
وتجد "الفاينانشيال تايمز" مخرجا لرفع الحرج عن العرب والغرب وتركيا اذا تدخلوا، فمع اقرارها باحتمال التفتت العرقي والطائفي الا انها تلقي باللائمة على نظام الاسد الذي بذر بذور هذا التفكك على مدى اربعة عقود من حكمه.
وتناشد الافتتاحية العرب والغرب وتركيا للتدخل بدعم المعارضة المسلحة كي لا يكرروا تجربة البوسنة حين سبقهم اليها الجهاديون الاسلاميون.
كما شددت على اهمية ان يتقدم العرب جهد تسليح المعارضة، والا يقتصر ذلك على دول الخليج، وعلى دور تركيا الرئيسي ايضا ثم ياتي بعد ذلك دور الغرب.
وفي تلك الحالة يمكن في مرحلة لاحقة فرض مناطق عازلة لحماية السكان المدنيين تتطلب حظرا جويا يسمح بتدخل دولي مبرر وقتها.
وتختم "الفاينانشيال تايمز" افتتاحيتها المطولة بالاشارة الى ان تسليح المعارضة سيساعد ايضا على تشجيع المزيد من قوات الجيش السوري على الانشقاق والانضمام للجيش السوري الحر، وهذا هدف مهم يجب التركيز عليه: زيادة انقسام الجيش.
الجامعة العربية محبطة
ومن جانبها ، بررت صحيفة " واشنطن بوست " الأمريكية مطالبة الجامعة العربية الليلة الماضية بتدخل دولي للحد من وتيرة العنف المتصاعدة في سوريا بأن بعض الدول العربية أصابها الإحباط نتيجة فشل المجتمع الدولي في اتخاذ أي إجراء من شأنه وقف سفك الدماء هناك.
وتناولت " واشنطن بوست " في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني صباح اليوم الاثنين ، ما تمخض عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس الأحد من المطالبة بتشكيل فريق أممي - عربي مشترك لحفظ السلام في سوريا في الوقت الذي كثفت فيه دمشق عدوانها على مناطق تحصن الثوار في حمص وغيرها من المدن السورية .
وقالت الصحيفة ، ان سوريا رفضت طلب الجامعة العربية فور صدوره ، مشيرة إلى صعوبة تنفيذ مهمة حفظ السلام التي اقترحتها الجامعة في وقت قريب بالنظر إلى رفض دمشق إلى جانب الموقف الروسي المعارض للتدخل الدولي في سوريا.
وذكرت أن الجامعة رغم توصياتها للدول الأعضاء بتقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي للمعارضة السورية بغرض تقويض "التعاون الدبلوماسي" مع نظام الرئيس بشار الأسد ، إلا أنها امتنعت فيما خرجت به من اجتماع الأمس من قرارات عن الإعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للبلاد ، وهو الأمر الذي اقترحته بعض الدول العربية قبل انعقاد الاجتماع.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن قرار الجامعة العربية لم يوضح ماهية المهمة التي من المفترض أن تشارك فيها قوات أممية مع قوات عربية في سوريا، الأمر الذي عبر عنه دبلوماسيو مجلس الأمن بقولهم ان تفاصيل الطلب العربي غير واضحة بالنسبة إليهم ، على الرغم من أن القرار يتماشى مع قيام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع الماضي بحث المنظمة الدولية بالمساهمة فيما وصفه ب "تمديد" مهمة المراقبين العرب في سوريا التي توقفت مؤخرا.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الى تعليق السفير السوري بالقاهرة بشأن قرار الجامعة العربية ، والذي قال فيه ان القرار العربي يعكس "الحالة الهستيرية" التي أصابت الجامعة بعد فشلها في الحصول على دعم الأممالمتحدة لخطة السلام التي اقترحتها في وقت سابق من الشهر الجاري .
وقالت الصحيفة ،ان حق النقض الذي استخدمته روسيا والصين ضد مشروع قرار مجلس الأمن بشأن سوريا أدى إلى انقسام المجتمع الدولي بين قسم مؤيد للثورة السورية المطالبة بإسقاط نظام الأسد ، ويتضمن الولاياتالمتحدة وأوروبا ومعظم الدول العربية ، وقسم آخر يتمسك ببقاء الأسد في منصبه ويشمل روسيا والصين وإيران .
وأفادت الصحيفة بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة تناقش في وقت لاحق اليوم وضع حقوق الإنسان في سوريا حيث تلقي مسئولة مفوضية الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي كلمة بهذا الصدد ، كما أوضحت أن حكومات عربية تخطط حاليا لطرح قرار من شأنه إدانة النظام السوري ومطالبة الدول أعضاء الأممالمتحدة بتبني الخطة العربية الخاصة بانتقال السلطة في سوريا إلى حكومة وحدة وطنية .
معسكر جوانتانامو
وفي شأن مختلف اهتمت "الاندبندنت" بقضية اخر المعتقلين البريطانيين في معسكر جوانتانامو الامريكي والذي تحل هذا الاسبوع الذكرى العاشرة لاعتقاله في افغانستان ونقله الى جوانتانامو ليقضي هذه المدة بدون تهمة او محاكمة.
وتنشر الصحيفة رسائل شاكر عامر السعودي المولد والمقيم في بريطانيا منذ 1996، لعائلته في بريطانيا.
وخلاصة رسائله انه يطالب سجانيه في القاعدة الامريكية بان يعذبوه بالطريقة التقليدية لان تعذيبهم النفسي والذهني له ابشع.
وتفرد "الاندبندنت" افتتاحيتها الرئيسية لموضوع جونتانامو بعنوان "ذكرى العار لنا جميعا".
تقول الافتتاحية انه في الوقت الذي تكتفي الولاياتالمتحدة بالكلمات الطيبة تجاه من واتتهم الشجاعة للمطالبة حقوقهم الانسانية في الشرق الاوسط نتذكر انتهاك امريكا لحقوق الانسان باعتقال سجناء غوانتانامو بدون تهم حتى بعد سنوات من تعهد باراك اوباما باغلاق المعسكر.
وتطالب الافتتاحية الحكومة البريطانية بالعمل بجد وصدق على استعادة شاكر ليحاكم في بريطانيا ان كانت هناك اتهامات ضده.
وتحذر من ان اجراءات الطوارئ تحمل في طياتها خطر ان تتحول الى اجراء روتيني، مشيرة الى تسرب تلك الممارسات الى بريطانيا بالاعتقال لمدد طويلة دون محاكمات.
وتعترف الصحيفة بان تلك الدعوة قد لا تجد مؤيدين في وقت تتكر فيه التحذيرات من تفجيرات يرتكبها متطرفون اسلاميون، الا انها تضيف ان رجال الدولة عليهم اتخاذ اجراءات لانها صحيحة حتى لو لم تكن مصدرا لزيادة الشعبية.