أعلن الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي مساء الأحد، أثناء زيارته للجزائر، أن قادة دول المغرب العربي اتفقوا على عقد قمة مغاربية في غضون العام الجاري. وأكد المرزوقي، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الجزائرية، أن هذه القمة ستكون "جدية" ونتائجها ملموسة بالنسبة لشعوب المنطقة، مضيفا أنه من الأرجح أن تعقد هذه القمة في تونس "بعد دراسة الملفات بين مختلف البلدان حتى تكون لها قيمة فعالة ولا نصدم شعوبنا باجتماعات شكلية". وعقد الرئيس التونسي أول لقاء له مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لدى بدء زيارة رسمية للجزائر، المحطة الاخيرة في جولته المغاربية التي تهدف إلى احياء اتحاد المغرب العربي. ولدى وصول المرزوقي إلى مطار هواري بومدين آتيا من نواكشوط، كان الرئيس الجزائري ورئيس الوزراء احمد اويحيى في استقباله. واجرى الرئيسان محادثات اولى في القصر الرئاسي في حضور وزراء ومستشارين من البلدين، ثم التقيا حول مأدبة غداء اقامها بوتفليقة على شرف ضيفه على ان يعقدا اجتماعا رسميا الاثنين، في اليوم الاخير من زيارة المرزوقي. وشارك المرزوقي بعد الظهر في منتدى نظمته صحيفة الشروق ثم التقى شخصيات سياسية واجتمع مساء مع رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صلاح. وقال في تصريح صحفي مساء أمس :"آمل أن تكون 2012 سنة اتحاد المغرب العربي". وأضاف المرزوقي :"إنه حصل من قادة اتحاد المغرب العربي - المغرب وموريتانيا - اللتين زارهما قبل الجزائر، وكذلك قادة ليبيا الذين التقاهم بعد انتخابه، على موافقة على عقد قمة خلال هذه السنة "في تونس على الارجح"، مؤكدا انها ستكون "جدية" وستخرج "بنتائج ملموسة". وشدد على ضرورة احياء هذه المؤسسة التي انشئت في 1989 والتي شل دورها بسبب الخلاف المغربي الجزائري حول قضية الصحراء الغربية. وتطالب الرباط بالسيادة على الصحراء الغربية، في حين تؤيد الجزائر الصحراويين الذين يطالبون بتنظيم استفتاء حول مصيرها. ويضم اتحاد المغرب العربي المغرب والجزائروتونس وليبيا وموريتانيا، وكان الرئيس التونسي اكد في نواكشوط أن "الظروف النفسية اصبحت حاضرة" لبناء اتحاد المغرب العربي بعد "سقوط الانظمة الديكتاتورية في تونس وليبيا". وتنتطر الجزائر ان تعطي زيارة المرزوقي "دينامية قوية" لتطوير التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والصناعة والتجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتعليم العالي والسياحة والثقافة، بحسب المصدر نفسه. وقال المرزوقي "تطلعاتي من هذه الزيارة كبيرة جدا". وتعمل في تونس شركات جزائرية في مجالات النقل والصناعة والاشغال العمومية والصناعة الصيدلانية، فيما تضم الجزائر 47 مشروعا استثماريا تونسيا. وبلغت الصادرات الجزائرية إلى تونس 530 مليون دولار في 2011 بينما بلغت الواردات من هذا البلد 428 مليون دولار. وتؤمن الجزائر مئة في المائة من حاجات تونس إلى الطاقة.