القاهرة : حذر المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين د. محمد بديع من انتشار الفتن والفوضى وانقسام الشعب المصرى، معتبرا أنها "معوق أساسى عن تحقيق النهضة". وقال بديع فى رسالته الاسبوعية: " إن اصحاب النهضة بالأمة هم المصلحين على الدوام، لها يعملون ومن أجلها يقدمون التضحيات ، ومن أجلها يتحملون العناء ،وقد تحدثنا من قبل عن عائق الفرقة والتنازع، وكيفية تجاوزه لتحقيق أهداف النهضة التي ينشدها الجميع " .
واشار الى ان الفتنة تعوذ منها معلم البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما طالب كل الناهضين بأوطانهم أن يحذروها، كما في حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن " رواه مسلم .
ويقول " إذا بالبعض يجتهد من أجل حياة غير صحيحة، يجاهد في سبيلها، ويموت من أجلها موتة فاسدة، ومن هنا تتفتح أبواب الفتن على القلوب وتتوالى دون انقطاع، تارة بالسير في تخبط وفساد، وتارة بالولوغ في خطر التفرق أوتمزيق الصف، وأخري بإسالة الدماء المعصومة، واستباحة الأعراض المصانة، وإضاعة الجهود والأموال".
وتساءل بديع هل تعود الأمة إلي الوراء بعد نجاحها في التغيير والإصلاح وبدء النهضة والبناء ؟ ! وهل تعود إلى الوراء والله معها ؟!، يقول تعالى عن مدبري الفتنة وسفاكي الدماء (كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) المائدة : 64،64 واكد على ان الأمة اذا لم تأخذ بأسباب الاستقرار والبناء، وتركت العنان للمخربين والمفسدين، هلكت جميعاً، فهل من الحرية الشخصية أن يخرق الإنسان ثقباً في نصيبه، ليأخذ الماء من قريب، ولا يؤذي من فوقه، حتى ولو كانت النية نبيلة، أو كان العذر مقبولاً؟ فهل يعقل أن يصل به الأمر إلى أن يخرب مؤسسات بلده، أو يحرق هيبة وطنه، أو يدمر بيديه ممتلكاته، أو يقتل ويجرح أبناءه وإخوانه . ويضيف : اي أفق ضيق يعيش فيه غير عابئ بالضرر اللاحق بالمجموع، فتقوده المصلحة الشخصية، ويدفعه التصور الخاطيء، حينما لا يتعدى نظره موضع أقدامه، فلا يري أحداً غيره، لأنه حدد أفعاله في إطار ذاته ومصالحه الآنية الضيقة ولا ينتبه ولا يهتم بالمآل، وبالتالي لا يقدم من الحلول إلا ما فيه هلاك الأمة، وهو لا يدري ؟! . ويقول " هكذا حال اليوم : لابد للشعوب بعد استرداد حريتها وكرامتها أن تأخذ الموقف الجاد، أمام من يعقدون الأمور ويبثون الفتن المكشوف منها والمستتر، فالايجابية في مواجهة الفتن لا تعني الابتعاد عنها بالاعتزال السلبي والهروب الآثم من التصدي لها، بل بإرشاد الأمة الحيرى بكيفية الخروج منها، وتنوير الآخرين بحقائقها، وتبصير الناس بعواقبها، وبهذا وحده تكون النجاة للأوطان، ويتحقق الأمان للشعوب، وتنعم الأمة بالاستقرار، بل وينجو معنا أيضا هؤلاء المخطئون .