صرح المرشد بأن جماعة الإخوان لن تقدم مرشحا لها في انتخابات الرئاسة وانتقلت لنا الأخبار عن الشيخ القرضاوي بأنه يرشح الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح " للرئاسة وينصح الإخوان بالتصويت له. والشيخ القرضاوي من الإخوان وظل فيها سنينا وأكثر محبيه من تلك الجماعة ولقد سوقت له الجماعة حتى أصبح عند الإخوان من أعلم علماء الإخوان في العالم . والشيخ القرضاوي خريج أزهر ولقد ترك الجماعة ليكون ملكا لكل المسلمين إلا أن ولاءه للإخوان لا ينكر والوصال بينه وبين الجماعة مستمر. فالقرضاوي إخواني المنهج إلا أنه غير إخواني التنظيم . وهنا يبرز الخلاف بين عالم وسطي أزهري كالقرضاوي وبين مرشد الإخوان المعبر عن قمة الهرم التنظيمي . ولا شك أن ما يؤثر على القرضاوي من قراءة للواقع لا يجعله يغير من منهجه كإخواني التفكير . كذلك المرشد وهو المعبر عن أعلى سلطة هرمية في تنظيم الإخوان ويحمل قطعا فكر الإخوان . ثم نأتي على الأستاذ عصام سلطان نائب حزب الوسط في البرلمان وهو إخواني التربية فقد مكث في الإخوان سنينا وقد طلب الكلمة حين ترشحه لرئاسة البرلمان وكان رد فعل الإخوان لا يخلو من تعسف ولو كان تحججا بالائحة أي لائحة لائحة مجلس الشعب ومن الذي وضعها . القصد أن فكر الإخوان لم يستطع أن يجمع من قالوا بانتهاجهم منهج الإخوان ونقول أن فكر الإسلام أوسع من فكر الإخوان . وفي البرلمان هناك أكثر من حزب إسلامي (النور-البناء والتنمية- الوسط) وغيرهم غير الليبراليين . وأظن إن رفع الشعارات الإسلامية بين الأحزاب الإسلامية غير وارد ورويدا فإن الإقصاء بدعوى الإسلامية وغيرها ستضعف . ومع العلم أن الإسلام أوسع من كل الأحزاب التي مثلت في البرلمان وهنا يأتي دور الفقه المقارن . كما أن دور استقراء الواقع أوسع بكثير من تصورات الإخوان ولن تكتفي الأمة باستقراء جماعة الإخوان للواقع ومن باب أولى قراءة تنظيم الإخوان للواقع . فإذا أرادت الجماعة احتكار استقراء الواقع أو احتكار الاستنباط الفقهي أو السياسي فالهلاك السياسي في انتظارها. فالصراع اليوم من يملك من هل الجماعة تريد أن تملك المصريين أم المصريون يريدون أن يملكوا الجماعة فمصر أوسع من الجماعة فقها وسياسة وقراءة للواقع . والجماعة كانت تدعي في السابق خصومة النظام لها فكانت تستخفى بأسرارها فإذا أرادت الجماعة اليوم أن تمثل النظام الحاكم فلتستعد للشفافية الكاملة والمراقبة من الشعب والمحاسبة أيضا من الشعب . أما علاقة الجماعة بالميدان فالآن الجماعة ممثلة في البرلمان ومحاولة الاستيلاء على الميدان من أجل الاستقرار فهذا مفهوم أما محاولة السيطرة على الميدان لإقصاء الأطراف الأخرى سواء في البرلمان أو الميدان فذلك مرفوض . وسوف تكون الثورة على الإخوان أشد من الثورة على غيرها لاستخدامها المقدس عند الشعب المصري لتحقيق استبداد سياسي مسنود بتنظيم يعطي الولاء الكامل لمكتب الإرشاد وليست لمؤسسات الدولة القانونية.