تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء الانتقاد اليمني لمنظمة "هيومن رايتس" ، والتعنت الإسرائيلي في المفاوضات مع الفلسطينيين ، فضلا عن موقف السياسة اللبنانية من الوضع السوري. ومن جانبها ، انتقدت صحيفة "الجمهورية" اليمينة موقف منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية الأمريكية من الأوضاع في اليمن ، متهمة إياها بانها تحاول أن تفسد اتفاق الفرقاء السياسيين وتعيد اليمن إلى نقطة الصفر بفعل بياناتها وتقاريرها .
وتساءلت صحيفة "الجهورية" فى مقالها الرئيسى للكاتب جمال محمد حميد تحت عنوان " هيومن رايتس.. واستهداف اليمن!! " ماذا تريد "هيومن رايتس " ومن خلفها امريكا من بيانها وانتقاداتها لموضوع قانون الحصانة للرئيس صالح الذي اقر مشروعه مجلس الوزراء المتمثل بحكومة الوفاق وأحاله إلى مجلس نواب الشعب لإقراره.
وقالت الصحيفة ان "هيومن رايتس" هي منظمة أمريكية تعكس السياسة الأمريكية الحالية وهو ما ترجمته أفعالها خلال الفترة الماضية بتناولها القضايا العربية على وجه الخصوص وتركها لقضايا أمريكية وإسرائيلية تخترقان فيها كل مضامين المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والحريات .
وانتقدت المحاولات الامريكية الفاشلة من خلال " هيومن رايتس " للتدخل فى اليمن ، خصوصا في هذا الوقت بالذات بعد توقيع المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة وفاق على ضوء المبادرة وآليتها التنفيذية المزمنة وبدء اللجان المتخصصة التي شكلت بممارسة مهامها على أكمل وجه وبدء العد التنازلي للخروج من الأزمة اليمنية التي أثقلت كواهلنا عشرة أشهر ذاق فيها مختلف أبناء المجتمع اليمني مرارة المعاناة التي غابت عند الساسة الكبار وحضرت عند المواطن البسيط.
وأكدت ان الشعب اليمني يريد الآن الخروج من الأزمة الراهنة وتنفس الصعداء ولديه أمل بعودة الحياة كسابق عهدها أمنا وأمانا واستقرارا بغض النظر عمن يحكم في الوقت الراهن أو من سيقود البلاد.
ودعت الصحيفة " هيومان رايتس " إلى الدفاع عن مشكلة تؤرق العالم كله وهي القضية الفلسطينية والانتهاكات التي تقوم بها قوى الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل .
والى شرق دارفور يعتذر
وذكرت صحيفة "الانتباهة" الصادرة في الخرطوم اليوم الثلاثاء ، أن لقاء جمع الرئيس عمر البشير ووالي جنوب دارفور السابق عبد الحميد موسى كاشا قبل يومين ، وأن البشير أمهل كاشا وقتا لمراجعة نفسه حول اعتذاره عن عدم توليه منصبه الجديد واليا لولاية شرق دارفور .
ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تسمه أن كاشا جدد اعتذاره أمس وأبلغ مدير مكتب الرئيس باعتذاره (الذي لم تتضح أسبابه) . وقال المصدر إن كاشا أكد للرئيس أنه جندي من جنود حكومة الإنقاذ ، لكنه لن يستطيع تولي المنصب .
وكان البشير أصدر قبل أسبوع مراسيم جمهورية أعفى بموجبها الدكتور عبد الحميد موسى كاشا من موقعه واليا لولاية جنوب دارفور ، ليحل محله حماد اسماعيل حماد عبد الكريم .
وبموجب هذه المراسيم تم تعيين كاشا واليا لولاية شرق دارفور ، والدكتور يوسف تبن موسى آدم واليا لولاية وسط دارفور ، وهما ولايتان مستحدثتان في اقليم دارفور الذي أصبح يضم الان خمس ولايات هي شمال وغرب وجنوب دارفور ، اضافة الى الولايتين الجديدتين .
التعنت الإسرائيلي وحول مصير المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ، أكدت صحيفة "الدستور" الأردنية أن مصير "لقاءات عمان" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي سيكون الفشل في ظل التعنت الاسرائيلي ورفض وقف الاستيطان والاعتراف بحدود الرابع من يونيو 1967 ما يفرض على اللجنة الرباعية الدولية الخروج عن صمتها والإعلان للرأي العام العالمي حقيقة ما جرى في لقاءات العاصمة الأردنية.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم " إن إسرائيل تصر على المناورة ورفض قرارات الرباعية والمتمثلة في وقف الاستيطان مما يتطلب إعادة الملف الى مجلس الأمن من جديد كسبيل وحيد للجم العدوان الصهيوني الذي بات يشكل خطرا على المنطقة كلها وعلى السلم العالمي.
وأضافت الصحيفة إن المتابع للاجراءات الصهيونية في القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة وما تنشره الصحف الاسرائيلية من تصريحات للمسئولين الصهاينة، يؤكد أن العدو يعمل جاهدا على افشال "لقاءات عمان".
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى رفع وتيرة الاستيطان في القدسالمحتلة والمباشرة باقامة حدائق توراتية في البلدة القديمة ما يعني الاصرار على تهويد المدينة وتغيير طابعها العربي الاسلامي تمهيدا لاعلانها عاصمة اسرائيل اليهودية كما يقترح عضو الكنيست العنصري "الداد".
وأكدت الصحيفة أن مبادرة الاردن بعقد لقاءات فلسطينية اسرائيلية لاستكشاف امكانية العودة للمفاوضات بعد تذليل العقبات التي تعترضها ، قد كشفت العدو الصهيوني وأثبتت أن اسرائيل لا تزال تناور وتحاول الالتفاف على القرارات الدولية وتكريس الأمر الواقع من خلال رفض الاعلان صراحة عن أفق الاستيطان أو الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من يونيو 1967، أو رفض الاعتراف بأن القدسالشرقية أرض محتلة وعاصمة الدولة الفلسطينية المرتقبة.
الأزمة السورية
واعتبرت صحيفة السفير اللبنانية أن سياسة النأى بالنفس عن سوريا وأزمتها التى اتبعتها حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتى تكتسب المزيد من المصداقية والشعبية يوما بعد يوم، وتتحول الى خيار سياسي عملي تعتمده مختلف الطوائف والقوى السياسية اللبنانية التي تكتشف تدريجيا ان لبنان ليس محكوما بأن يضحي بنفسه من اجل اي سوري مهما كان عزيزا ، مؤكدة أن لبنان يسير في الاتجاه الصحيح نحو الحد من الأضرار والخسائر التي ستنجم عن التغيير القريب في سوريا.
وقالت الصحيفة فى تعليق بعددها الصادر اليوم إن ثمة تحولات ظاهرة في موقف الأليتين الشيعية والمسيحية، وفي موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وما يمثله داخل الطائفة السنية التي حسمت قرارها منذ اللحظة الاولى لاندلاع الثورة السورية..وهي تبشر بأن لبنان يمكن أن ينجو من عواقب التغيير الوشيك في سوريا، التي كانت تبدو في أواسط العام الماضي بمثابة زلزال مدمر يمكن أن يدمر الشرق الأوسط برمته، فإذا هي مجرد صراع سوري داخلي أولا وأخيرا، قبل ان يكون صراعا بين أمم العالم وشعوبه كافة.
وألمحت الى التحول الابرز في الموقف الذي عبر عنه الأمين العام لحزب الله نصر الله في خطابه الاخير، والذي سبقته ملاحظات أبداها في مجالسه الخاصة على أداء النظام السوري، وانتقادات حادة للمعارضين السوريين بلغت حد وصفهم في أحد خطبه العلنية بأنهم مجرمون نالوا العفو ومتآمرون ومتواطئون مع امريكا وإسرائيل... فإذا هم، يستوي فيهم المقيمون في الداخل والخارج، ومدعوون حاليا من قبل نصر الله الى الحوار مع النظام، واذا الجميع في سوريا بمن فيهم النظام ايضا، مطالبون أيضا بإلقاء السلاح.
واعتبرت هذه الدعوة متأخرة جدا، وهي لن تثمر حوارا او حتى وقفا لإطلاق النار، لكنها تعبر عن رغبة شيعية طارئة في اعتماد سياسة النأي بالنفس عن الحرب الاهلية التي تدور الآن في سوريا وتحرق كل من يحاول ان يقترب منها، لبنانيا كان ام عربيا ام إسلاميا ام حتى أجنبيا...وتضع حزب الله قبل اي طرف آخر امام واحد من اخطر التحديات التي واجهها في تاريخه.
وذكرت ان نفس التحول جاء من البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي أطل على الأزمة السورية في بداياتها الاولى من موقع الشريك والحليف للنظام الذي يواجه تهديدا اسلاميا سلفيا يطال الأقليات المسيحية في سوريا ولبنان، فإذا به يكتشف متأخرا بعض الشيء ان الثورة السورية ليست اسلامية، وان الحياد الإيجابي تجاه ما يدور في سوريا هو الموقف العاقل والمنطقي الوحيد.