رام الله : كشف تقرير صادر عن وزارة شئون الأسرى والمحررين أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل منذ العام 1967، ما يقارب ال800 ألف مواطن فلسطيني، ما يشكل 25% من مجموع الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يشير أن أكثر من 70% من العائلات الفلسطينية قد اعتقل أحد أفرادها في مرحلة من المراحل، حيث شملت الاعتقالات كل فئات الشعب الفلسطيني من النساء والأطفال والشباب والشيوخ، ولم يستثن أحداً من الاعتقال، وقد مورست شتى الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية بحق المعتقلين وعائلاتهم بما ينتهك كافة الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية. وقد اثر الاعتقال بشكل مباشر على الأسرة الفلسطينية التي تعتبر دعامة أساسية من دعائم البناء الاجتماعي وخاصةً أن قضية الاعتقالات لا تمثل فقط معاناة للأسير نفسه وإنما تترك عواقب وخيمة على عائلة الأسير بما يشمل ذلك من ضغوطات اجتماعية واقتصادية ونفسية.
وأوضح التقرير إن 40% من الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال هم من الأسرى المتزوجين، وهذا يؤثر بدوره على وضع الأبناء النفسي ومستقبلهم، إضافة إلى تأثير ذلك على وضع العائلة الاقتصادي. وحسب دراسة وزارة الأسرى فإن 91% من الأسر الفلسطينية التي مرت بتجربة الاعتقال تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، وتكون المعاناة أكثر وضوحاً إذا كان المعتقل هو المعيل الوحيد للأسرة.
وكشفت الدراسة أن معاناة الأسرة الفلسطينية تتضاعف نتيجة الخسائر المادية الناجمة عن أعمال الانتقام التي يقوم بها جنود الاحتلال، مثل هدم المنزل أو إغلاقه أو تدمير محتوياته، إضافة إلى ما تتكبده عائلة الأسير من أعباء مادية جديدة ناتجة عن التكاليف المادية التي تتكبدها العائلة أثناء الزيارات إلى السجون من شراء مستلزمات الأسير المختلفة وإدخال الكنتين ودفع الغرامات التي تفرضها إدارة السجن أو المحكمة الإسرائيلية على المعتقل.
وقد أثرت سياسة الاعتقالات على المجتمع الفلسطيني بشكل عميق نتيجة استمرار الاعتقالات واستقبال الآلاف من المحررين الذين أصبحوا جيشاً عاطلاً عن العمل نتيجة عدم وجود إمكانيات لاستيعابهم وإيجاد فرص عمل لهم، حيث يتراوح عدد الأسرى المحررين العاطلين عن العمل ما بين 10 إلى 15 ألف أسير. وهذا أدى إلى مشاعر من الاحباط واليأس والتفكير بالهجرة لدى العديد من الأسرى المحررين وخاصةً الشباب منهم.
وأظهر التقرير ان الاعتقالات ألقت أعباء كثيرة على المجتمع الفلسطيني من حيث توفير العلاج للأسرى بعد تحريرهم والبحث عن حياة كريمة لهم تكون بمستوى تضحياتهم ومن أجل مواجهة السياسة الإسرائيلية التي تستهدف تحويل الأسرى المحررين إلى عبء على مجتمعهم والشعور بالعجز عن إطلاق سراح المعتقلين نتيجة السياسات الإسرائيلية الإحتلالية الهادفة إلى زرع الشعور لدى الأسرى بأنهم وحدهم وأن مجتمعهم وشعبهم قد تخلّى عنهم.