علّق دكتور يوسف زيدان على استبعاد روايته "النبطي" من القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" العربية، أن هذا أعفاه من الحرج لأنه حصل على الجائزة من قبل، قائلاً: حين صعدت الرواية إلى القائمة الطويلة شعرت بالفرح والتوجس في آن واحد، لأن جائزة البوكر من أهم الجوائز الأدبية العربية، وتمتلك آلية لتصويب أخطائها، وتختار كل عام لجنة تحكيم جديدة، والبوكر جائزة تختبر ذائقة القراءة. جاء ذلك خلال حفل توقيع روايته "محال" أمس الأربعاء الذي استضافته دار "الشروق" الصادرة عنها الرواية. ويؤكد زيدان ان الناشر أحمد الزيادي قدم الرواية إلى الجائزة دون إخباره، مشيرا إلى أنه يرغب بإتاحة الفرصة للاسماء الجديدة ، مرحباً بإعلان القائمة القصيرة للجائزة من مصر لأنها أكثر البلدان إنتاجاً وقراءة. وعن روايته "محال" قال زيدان أن اسم الرواية من الممكن أن يشمل ثلاثة معاني، الأول أن " محال" يعني استحالة الإمساك باللحظة، فالبطل تنفلت منه اللحظات، وثانيا قد تعني كلمة " محال " المكان، فمن المستحيل إدراك الوجود الإنساني بمعزل عن المكان والزمان، ثالثا قد تعني "محال" القسوة الشديدة مثلما ذكر في القرآن "إن ربك شديد المحال" . مشيراً إلى أن الشخصية الروائية في الرواية بلا اسم ليكون معبرا عن الإنسان على إطلاقه. قائلاً أنه مر بكل أماكن الرواية عدا قندهار، مستشهداً بما قاله من قبل أديب نوبل نجيب محفوظ "لا يوجد نص روائي مطابق للواقع"، فالواقع لا يمكن نقله كاملاً إلى سياق روائي. وأشار زيدان إلى أنه في العام الماضي في نفس التوقيت كان يكتب روايته "حاكم" وهي عن السلطة التي تحمل في بداخلها عوامل فنائها، فالرواية كانت مبنية على وجود شخصية تاريخية هي الحاكم بأمر الله، وشاب مصري عاش في الفسطاط. قائلاً: حين كتبتها كان في ذهني القذافي، لوجود تطابق بين الشخصيتين، وقد عرفت أن القذافي كان شديد الإعجاب بشخصية الحاكم، ولكنه لم يكمل روايته لأن أحداثها وقعت بالفعل، والجمهور تابعها على الشاشات منذ اندلاع ثورة ليبيا. ثم بدأت تظهر فكرة "محال" حين أراد زيدان جذب القراء إلى واجهة أخرى بعيدة عن التاريخ الذي عرفه القراء فيه ، ليتجدد النص الروائي. وأشار إلى أن "محال" رغم كونها رواية معاصرة إلا أن بها مسحة من التراث، لافتاً إلى أن أهم دوافعه لكتابة نص جديد هو الاعتناء باللغة ، كذلك تميزت الرواية بالنزعة الإنسانية . وعن مأساة المجمع العلمي قال زيدان أنها مأساة تضاف إلى المآسي المباركية، محملاً الراحل محمود حافظ رئيس المجمع العلمي مسئولية حرق المجمع نظراً لكبر سنه وعدم متابعته الأمر. مشيراً إلى أن كتاب وصف مصر ليس هو الأهم كما يصور الإعلام، بل أهمية المجمع تكمن في الخرائط التي كان يحتويها، مؤكداً أن ما يقال عن ترميم دار الكتب لمقتنيات المجمع أمر سوقي ، لأن المعالجة التي تتم بها جمع الكتب وترميمها في منتهى الحقارة، على حد وصفه، مشيراً إلى أن مكتبة الإسكندرية كانت الأولى أن تقوم بالترميم، وهي في مأزق بسبب إعلان دار الكتب الترميم. مسئول النشر في دار "الشروق" أحمد الزيادي قال أن رواية "محال" هي رواية معاصرة بعكس روايتي زيدان "عزازيل" و"النبطي"، ورغم كونها رواية معاصرة إلا أنه لم يتخل عن تخصصه كخبير في المخطوطات، فحقق هذه الرواية على مستوى الأماكن والأسماء، بدءاً من كلابشة إلى أسوان إلى إكسندرية إلى الخليج، وطقشند وبخارى زقندهار على حدود باكستان، فهو ملم بحغرافيا المكان، وتاريخه. يذكر أن رواية "محال" تستلهم تجربة الإعتقال فى المعسكر الأمريكى الشهير "جوانتانامو" من خلال سيرة شاب عشرينى يعيش فى أسوان بعيداً عن أسرته المقيمة فى أم درمان، وأثناء عمله فى الإرشاد السياحى يقع فى حب فتاة سكندرية تعيش فى حى "كرموز" الشعبى، عندما زارت الأقصروأسوان فى رحلة جامعية. ثم تتطور أحداث الرواية مع نكسة السياحة بمصر بعد مذبحة الدير البحرى، بالأقصر، واضطرار الشاب إلى السفر إلى الخليج، ومنها إلى أوزبكستان، ثم أفغانستان، حيث اعتقله الجيش الأمريكى وسجنه فى معتقل جوانتاناموا، وفى خلفية الأحداث الروائية، يظهر أسامة بن لادن زعيم القاعدة، ولكن بصورة أخرى غير تلك التى اشتهرت عنه فى وسائل الإعلام.