قال الكاتب والروائي الدكتور يوسف زيدان إن روايته الجديدة «محال»، عنوانها يشير إلى احتمالات دلالية ثلاثة، الأول منها يشير إلى أنه من المستحيل عليك الإمساك باللحظة؛ لأنها منفلتة ومتأبية على القنص والتمكن، أو يمكن أن تشير إلى الحالة الذهنية للبطل التي من المستحيل أن تمتد، وقد نفدت منه اللحظات وتفلتت. أما الدلالة الثانية فيمكن أن تشير إلى المكان، فمن المستحيل إدراك الوجود الإنساني بمعزل عن الزمان والمكان. والاحتمال الثالث أن “محال” يمكن أن تؤمئ إلى الاستخدام القرآني في قوله تعالي «إن ربك شديد المحال»، بما توحيه من الشدة والغلظة والتوعد.. جاء هذا في سياق حفل توقيع روايته الجديدة «محال»، الصادرة مؤخرا عن دار الشروق، بمكتبة دار الشروق بالزمالك، مساء أمس الأربعاء، وحضرها عدد من أصدقاء وقراء ومحبي يوسف زيدان، حيث جرت مناقشة مفتوحة بين زيدان والحضور حول الرواية وموضوعات أخرى. وربط زيدان بين ما يحدث في الواقع المصري بعد الثورة والكتابة الروائية، مشيرا إلى أن من يريدون استمرار الثورة واستكمالها، وهو منهم، لا بد أن يسعوا بكل طاقتهم للعمل بجدية ودأب. وبسؤاله عما حدث في أحداث مجلس الوزراء وما نتج عنها من مأساة حريق المجمع العلمي، أوضح زيدان أن «المجمع العلمي تم حرقه عندما تم إهماله، ومأساة المجمع العلمي تضاف إلى رصيد المآسي المباركية، وما كان أكثر أهمية في المجمع هو الخرائط، وكانت تحتاج سنين طويلة حتى يتم ترميمها، وما يقال عن ترميم دار الكتب للوثائق والكتب التي تم إحراقها هو كلام سوقي؛ لأن الطريقة التي تمت بها جمع الأشياء المحترقة غير مجدية». رواية «محال» هي الرواية الرابعة في مسيرة زيدان الروائية، بعد «ظل الأفعى»، و«عزازيل» التي حازت جائزة البوكر لعام 2009، و«النبطي» التي وصلت للقائمة الطويلة للبوكر 2012. وتدور أحداث الرواية الجديدة حول تجربة اعتقال شاب مصري في العشرين من عمره، يتسم بالبراءة والتدين، يعمل مرشدا سياحيا بالأقصر وأسوان، وحيث يستقر بعيدا عن أسرته المقيمة في أم درمان بالسودان، وخلال عمله في الإرشاد السياحي يلتقي فتاة سكندرية، من حي «كرموز» الشعبي الشهير، يحبها وتتطور الأحداث مع وقوع مذبحة السياح بالأقصر عام 1997م، وتعرض السياحة لمصر لانتكاسة رهيبة حدت بالكثير من الشباب إلى السفر للخارج والهجرة إلى الدول الخليجية، ومنها الانتقال إلى دول القلق السياسي والعسكري كأوزبكستان وأفغانستان، ومن ثم الوقوع في دائرة الرعب الجهنمية.. «الإرهاب». وتتعرض الرواية لتجربة اعتقال الشاب وإيداعه بمعتقل «جوانتانامو» الرهيب، ويظهر أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة المغدور، في خلفية الأحداث الروائية، وحيث تتتبع الرواية مسارات البطل ومصائره من خلال أماكن عدة، من أقصى الشرق بأوزبكستان وأفغانستان، مرورا بدول الخليج، والأقصر بمصر، والانتهاء بجوانتانامو غرب الأطلنطي، بلغة شعرية عذبة، تميز بها زيدان في أعماله السابقة، ليجذب قارئه إلى معايشة تجربة إنسانية فريدة، يختلط فيها الواقع بالخيال، ويشده بشغف لاكتشاف خبايا النفس والعالم. يوسف زيدان، روائي وباحث مصري متخصص في التراث الإسلامي والعربي، وله جهود بارزة في دراسة المخطوطات والإشراف عليها من خلال عمله كمدير لمركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية. له العديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في التصوف والفكر الإسلامي وتاريخ العلوم عند العرب، إضافة إلى الكتب التي أخرجها وحققها عن مخطوطات نادرة، وصدر له 3 روايات عن دار الشروق، هي «عزازيل» 2008، والطبعة الثانية من «ظل الأفعى» 2009، و«النبطي» 2010م، وتتصدر رواياته قوائم الكتب الأكثر مبيعا منذ صدورها حتى الآن.