تل أبيب : فيما اعتبر أنه دليل جديد على صعوبة عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب لسابق عهدها ، كشفت تقارير صحفية السبت أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى خلال الأيام الماضية سلسلة من التدريبات مع نظيره اليوناني في إشارة إلى ازدهار العلاقات العسكرية بين الجانبين. وبجانب التدريبات العسكرية ، فقد دفعت إسرائيل باتجاه تقوية علاقاتها مع اليونان عبر تبادل وزرائهما الزيارات ، بل إن هناك أيضا خططا لإقامة مشروع أنابيب بين الجانبين يمكن إسرائيل من تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا. ومن جانبها ، ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها في هذا الصدد أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على قوتها الجوية المتطورة ، لكن مجالها الجوي لا يسع لتدريباتها ومناوراتها ، قائلة :" سبق وأجرت المروحيات الاسرائيلية مناورات في رومانيا حيث تحطمت احداها الصيف الماضي مما تسبب في مقتل عدد من الاشخاص كما أجرت تدريبات متعددة في تركيا ، لكن الامر مختلف اليوم ". وأضاف التقرير " منذ هاجمت قوة خاصة إسرائيلية سفينة مرمرة التركية والتي كانت متجهة الى غزة محملة بالمساعدات فاتكة بتسعة اتراك تدهورت العلاقات التركية الاسرائيلية بشدة ، حيث أنه بالاضافة إلى إلغاء المناورات العسكرية المشتركية ، أعلن وزير تركي مؤخرا أن أنقرة ستقاطع ندوة دولية حول السياحة ستعقد في اسرائيل ، ومن المستبعد ان تعود العلاقات بين اسرائيل وتركيا الى سابق عهدها الا اذا امتثلت الاولى لطلب تركي بتقديم اعتذار وتعويض عن الحادث ". وتابع التقرير " سوء العلاقات بين تركيا واسرائيل سيضر بالاخيرة بشكل كبير ، لا يعرف بوضوح كل المجالات التي كان يشملها التعاون التركي الاسرائيلي، لكنه بلا شك كان يشمل المجالات العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية ، كما كانت تركيا من اهم زبائن صناعة الاسلحة الاسرائيلية ومن اكبر المستفيدين من تقنية اسرائيل العسكرية حيث استخدمتها لمحاربة المتمردين الاكراد ، ونظرا لموقع تركيا الجغرافي إلى شمال سوريا ومجاورة ايران قد يكون التعاون الاستخباراتي اهم ما تفتقده اسرائيل". واستطرد تقرير "بي بي سي" قائلا :" يحاول المسئولون الاسرائيليون واليونانيون ابراز الجوانب الايجابية لهذه العلاقة الجديدة فهي توفر لاسرائيل مجالا جويا حيويا للتدريب ، كما سيستفيد الجانبان من التعاون السياحي ". ونقل عن اوديد اران من معهد دراسات الامن القومي في جامعة تل ابيب القول في هذا الصدد :"الخيار اليوناني قد لا يعوض بشكل كامل ما فقدناه بفقدان الحليف التركي، لكن له جوانب مهمة جدا تستحق العناية خاصة في ظل التوتر التاريخي في علاقات تركيا واليونان ".