القدس المحتلة: أفادت مصادر صحفية الاثنين بأن خلافا نشب بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال فعاليات القمة العربية الأخيرة في ليبيا حول مطالب سوريا باستمرار المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل بدلا من المطالبة بتجميد الاستيطان. ونقل راديو "سوا" الامريكي عن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قولها ان الأسد دعا الفلسطينيين إلى مواصلة المقاومة ضد إسرائيل بدلا من مناقشة تجميد الاستيطان، إلا أن عباس رفض ذلك قائلا "إنه إذا لم يصر على تجميد الاستيطان فإنه لن يكون هناك أرض متبقية كي يبني الفلسطينيون دولتهم". وأضافت الصحيفة الاسرائيلية: "ان الأسد اشتبك مع عباس في اجتماع لجنة المراقبة العربية في سرت على هامش القمة العربية الأخيرة عندما قال الرئيس السوري إنه ليس من دور الجامعة العربية أن تمنح الفلسطينيين حق التفاوض مع إسرائيل لأنها قضية على الفلسطينيين أن يتخذوا قرارا بشأنها". وأشارت إلى أن عباس رد على الأسد بالقول: "إن المشكلة الفلسطينية هي مشكلة عربية، وإذا ما لم تتخذ الجامعة العربية قرارا فإن ذلك يعني أنها تنفض يدها من المشكلة الفلسطينية". وقالت "هآرتس" إن خلافا آخر بين الأسد وعباس حدث بسبب مساعي الأسد للضغط على الدول العربية للموافقة على دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لحضور القمة العربية الأمر الذي رفضه عباس إلا إذا قام مشعل بتوقيع اتفاق المصالحة الذي اقترحته مصر. واعتبرت الصحيفة أن "المحاولة السورية للارتقاء بوضع مشعل ليكون مناظرا لعباس أغضب رئيس السلطة الفلسطينية"، حسب قولها. وكان مشعل قد التقى الشهر الماضي في السعودية بمدير المخابرات المصرية عمر سليمان بحضور ممثلين عن السعودية وسوريا، وهو اللقاء الذي عبر خلاله مشعل عن موافقة الحركة على توقيع اتفاق المصالحة مع حركة فتح الذي اقترحته مصر وبدون تحفظات، إلا أن قيام أجهزة السلطة الفلسطينية لاحقا بعدة اعتقالات في صفوف أعضاء من حماس أثار حفيظة مشعل ومعارضة قيادات الحركة في غزة لتوقيع اتفاق المصالحة. وكانت صحيفة " الشرق الاوسط" اللندنية قد نقلت عن مصادر مطلعة قولها حركة فتح تدرس نقل مكان لقاء المصالحة المقرر مع حركة حماس في العشرين من الشهر الجاري إلى بيروت بدلا من دمشق في أعقاب المشادة الكلامية بين عباس والأسد.