دمشق: في الوقت الذي اعلن فيه ناشطون سوريون مقتل 42 شخصا برصاص الأمن السوري أمس الثلاثاء ، يواصل وفد المراقبين العرب جولتهم في حمص. وبدوره ، أكد مصطفى الدابي فريق أول رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، إن اليوم الأول من مهمة بعثته في مدينة حمص كان "جيدا جدا"، وأن "كافة الأطراف أبدت تجاوبا مع المراقبين". ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن الدابي في نهاية اليوم الأول من مهمة بعثته في سوريا قوله: "أنا عائد إلى دمشق لحضور سلسلة من الاجتماعات، وسأعود الأربعاء إلى حمص. أمَّا باقي أعضاء الفريق، فسيمكثون في حمص". ونقل موقع اليكتروني إخبارى سورى عن الدابي قوله إنه سيرسل تقريرا إلى الجامعة العربية بعد زيارته إلى حمص أمس ، موضحا "لن نعطي الإعلام أي تفاصيل عن تقارير المراقبة للأوضاع في سوريا بل نرسلها إلى الجامعة العربية". وأضاف "نحن بعثة نكتب ما نراه بأعيننا وما نسمعه بآذاننا إلى الجامعة العربية بكل شفافية حتى لا يكون هناك أي التباس في اتخاذ القرار سواء لمصلحة أو ضد أي طرف من أطراف الأزمة السورية". وأشار الدابي إلى أن فريق المراقبين إلى حمص ضم ما لا يقل عن عشرة أشخاص وهم من دول عربية عدة ، للوقوف على ما يجري في المدينة .. ونفى بشدة ما ادعاه أحد الأشخاص أثناء حديثه إلى قناة فضائية أمس الأول في شأن عضويته في بعثة المراقبين. وقال "ادعى أن اسمه محجوب وقال إنه مستشار في بعثة مراقبي الجامعة العربية وإنه أصيب في حمص" .. وشدد الدابي على أن "هذا الكلام كله فبركة إعلامية ، لا يوجد شخص اسمه محجوب ضمن فريق المراقبين في حمص، ولم يذهب مراقب إلى حمص أول أمس "الاثنين" .. هذا الرجل لا علاقة له بالمراقبين، هذه فبركة وعملية رذيلة تهدف إلى الإساءة للمراقبين". وكانت الدفعة الأولى من المراقبين العرب، وقوامها 50 مراقبا، قد بدأت مهمتها في سوريا أمس الثلاثاء للتحقق من التزام السلطات السورية بتطبيق بنود مبادرة الجامعة العربية الهادفة إلى وضع حد للعنف المستشري في البلاد منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي. قتلى العنف وعلي الصعيد الميادني ، قالت جماعة حقوقية سورية إن قوات الأمن السورية قتلت 42 مدنيا في أنحاء البلاد بينهم 15 شخصا على الأقل في حمص يوم الثلاثاء وبدوره ، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرُّه العاصمة البريطانية لندن "أن الجيش السوري سحب 11 دبابه من حي بابا عمرو بحمص، والذي شهد أعنف المواجهات الاثنين الماضي ". وأردف المرصد قائلا: "إن العديد من الدبابات لا تزال موجودة في الحي، إذ أخفاها الجيش داخل المباني والمنشآت الحكومية، مشيرا إلى أن الجيش "أخفى إحدى دباباته في قاعة للاحتفالات". وقال المتحدث باسم المرصد عبد الله عمر،، ل "بي بي سي" إن 20 ألف شخص على الأٌقل تدفقوا على شوارع حمص للترحيب بوصول المراقبين. لكن شاهد عيان، عرَّف عن نفسه باسم "أبو رامي"، قال ل بي بي سي إن عدد المتظاهرين تجاوز 50 ألف شخص وأن قوات الحكومة هاجمتهم وقتلت ثمانية منهم". وبثَّت "رويترز" لقطات فيديو، جرى تحميلها أيضا على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، ويظهر فيها عدد من سكان حمص وهم يخوضون جدالا مع المراقبين، محاولين أخذهم إلى داخل حي بابا عمرو بالمدينة لرؤية "ضحايا هجمات القوات السورية"، كما قالوا. وفي تسجيل فيديو آخر هتفت مجموعة من السكان لدى مرور المراقبين بهم "الله يحيي الجيش الحر". والجيش السوري الحر هو جماعة فضفاضة تعهد منشقون على الجيش ومتمردون مسلحون بالولاء لها. وبدا السكان ثائرين وهم يندفعون تجاه المراقبين. ومع تقدم المراقبين وسط احد الحشود اندفعت امرأة إلى رئيس الفريق وصاحت "نريد إطلاق المعتقلين". وفي تسجيل فيديو ثالث ناشد سكان غاضبون النشطاء أن يتوغلوا داخل حي بابا عمرو في حين اندلع إطلاق نار في الخلفية. وجذب رجل احد أعضاء الفريق من سترته وهتف به قائلا "كنت تقول لرئيس البعثه إنه لا يمكننا العبور إلى الشارع الثاني بسبب إطلاق النار. لماذا لا تقول هذا لنا.. ادخلوا إلى الداخل وانظروا ما يحدث في الداخل. لقد ذبحونا والله". وتنصُّ المبادرة العربية على سحب السلطات السورية لكافة القوات المسلحة من المناطق التي تشهد صدامات. وكان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون، قد قال "إن عددا من المراقبين الذين وصلوا إلى حمص لم يتمكنوا من التحرك فيها بحرية، بل أصبحوا سجناء لدى النظام السوري". وناشد غليون القادة العرب الذين وضعوا هذه الخطة التدخل لإرغام النظام السوري على وقف هذه المذبحة. كما ناشد غليون الأممالمتحدة والزعماء الأوروبيين أيضا التدخل في سوريا قائلا: "إن مبادرة الجامعة العربية جيدة، لكنها تفتقر إلى القوة اللازمة لتنفيذها". من جانبها ، اتهمت الولاياتالمتحدة النظام السوري بتصعيد ما وصفته بأعمال القمع قبيل وصول مراقبي الجامعة العربية الى سوريا. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية "الوضع كان مرعبا خلال أيام عدة تصاعد فيها العنف، نحن بالتأكيد ندين تصعيد العنف". وأضاف " النظام السوري استغل الأيام الاخيرة لتكثيف هجماته على بعض أحياء مدينة حمص ومدن أخرى قبل وصول مراقبي الجامعة العربية. وأكد تونر ان "هذه الأفعال لا تنسجم مع الشروط التي تضمنتها خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة في الثاني نوفمبر من تشرين الثاني الماضي او مع موافقة النظام السوري على حضور المراقبين في 19 ديسمبر/كانون الأول".