انتصار تاريخي ثان للفلسطينيين بقرار "اليونسكو" الجديد الذي وضع مدينة الخليل والحرم الابراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي وان البلدة القديمة في الخليل موقع "يتمتع بقيمة عالمية استثنائية" رغم كل محاولات اسرائيل وحلفائها من عرقلة التصويت ووقفه..وذلك بعد قرار اليونسكو باعتبار إسرائيل قوة احتلال في القدس القديمة وشجب الحفريات الإسرائيلية وعمليات التنقيب أسفل المسجد الأقصى وهو ما يساعد الفلسطينيين على الصمود والدفاع عن الخليل. وقال محافظ الخليل كامل حميد - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - ان قرار "اليونسكو" الجديد الذي وضع مدينة الخليل والحرم الابراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي جاء في وقت دقيق جدا بعد وصلت المخططات الإسرائيلية فيها إلى الذروة بعد تقسيم الحرم بقوة السلاح ووضع الحواجز والتمكين بالقوة للمستوطنين في البلدة القديمة. وأوضح المحافظ ان الإسرائيليين كانوا يتصرفون في الآونة الأخيرة وكأن الخليل سلخت تماما من الجسد الفلسطيني وأصبحت جزءا من إسرائيل حيث لا يتم السماح لأحد الدخول إلا بتصاريح خاصة في المناطق المحاصرة مثل تل الرميدة وشارع الشهداء وشارع السهلا والحرم الإبراهيمي. وأضاف ان قرار اليونسكو يدحض كل الإجراءات الإسرائيلية ويعطي الفلسطينيين دفعة قوية من أجل استمرار الجهود الدولية والبعثات السياسية والدبلوماسية والقانونية والدينية وأيضا طمأنة الفلسطينيين القاطنين في البلدة القديمة الذين وصلوا إلى درجة كبيرة جدا من الغضب والتوتر وعدم القدرة على الاستمرار في ظل السياسات الاسرائيلية. وأكد المحافظ أن هذا القرار هو بداية لجهد آخر مواز يتعلق بالمؤسسات الدولية بضرورة العمل في البلدة القديمة لأن كثيرا من المؤسسات الدولية شعرت في الآونة الأخيرة بالإحراج نتيجة الإجراءات الإسرائيلية وكأن الأمر أصبح واقعا وأن الحرم أصبح كنيسا يهوديا . وأشار إلى أن القرار رفع الغطاء عن الإجراءات الإسرائيلية، وأعطى المجال لبلدية الخليل باعتبارها صاحبة الصلاحية في البلدة القديمة والتراخيص والأمن وكافة القضايا التي خولها لها اتفاق الخليل أو القانون الدولي.. وعلى المستوى القانوني سيتيح التوجه للمحاكم الدولية وحتى المحاكم الإسرائيلية لإلغاء كل الإجراءات الإسرائيلية .. ويعطي الجانب الفلسطيني دفعة قوية من أجل تفعيل الاتفاقيات التي تم توقيعها والتي جاء بموجبها مراقبون دوليون من 6 دول اسكندنافية بالإضافة إلى تركيا .. بالإضافة إلى اتفاقية الخليل التي وضعت جانبا والإسرائيليون لم يعودوا يلتزمون بها . وردا على قرار اليونسكو، قررت الحكومة الإسرائيلية، أمس الجمعة، خصم مليون دولار من مدفوعاتها للأمم المتحدة، وتحويلها لبناء ما سمته ب "متحف للتراث اليهودي" في مدينة الخليل. ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قرار اليونيسكو بأنه "سخيف ووهمي"، وقال إن إسرائيل "سوف تواصل الحفاظ على مغارة المخبيلا"، وهي التسمية اليهودية للحرم الإبراهيمي. وانحازت أمريكا لإسرائيل، ووصفت مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية الدائمة لدى الأممالمتحدة "نيكي هيلي"، قرار اليونسكو بأنه "إهانة للتاريخ". وأضافت هيلي في بيان إن بلادها "تقوم حاليا بتقييم المستوى الملائم لمواصلة عضويتها في (منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة) اليونسكو".. وتابعت أن "تصويت اليونسكو بشأن مدينة الخليل أمر مأساوي على عدة مستويات، ويقوّض الثقة اللازمة لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، كما أنه يضعف مصداقية وكالة الأممالمتحدة" (حسب زعمها) . وأصبحت البلدة القديمة في الخليل رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وقرية بتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس).