ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن أهم تحدي يواجه دولة قطر في الوقت الراهن، هو دعمها لتنظيم القاعدة الإرهابي، مشيرةً إلى أن علاقات الدوحة بالغرب لم تمكّن الإعلام "المزيف"، على حد وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، من التعامي عن الحقائق التي قادت دول العالم الإسلامي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية إلى قطع العلاقات مع قطر. وقالت المجلة، في تقرير لها نشرته اليوم وأبرزته صحيفة "الرياض" السعودية، إن سيطرة الديمقراطيين وأقصى اليسار الأمريكي على كبرى وسائل الإعلام الأمريكية، ساعدت قطر في أزمتها؛ إذ ينتهج هذا الإعلام منهجية واضحة معارضة لكل الخطوات والتحالفات التي يبنيها الرئيس ترامب منذ وصوله للرئاسة، ومنذ أيام حملته الانتخابية ما دعا عدد من وسائل للوقوف ضد الرئيس ترامب في الحلف الاستراتيجي الذي يجدده مع المملكة. وسلط التقرير الضوء على مشكلة دعم قطر لتنظيم القاعدة وعلاقاتها مع طالبان وإيران وتنظيم الإخوان وحركة حماس، قائلًا إن التنظيم الإرهابي من خلال فرعه في سوريا يشكل أكبر خطر يهدد أوروبا والولاياتالمتحدة وحلفائهما في المنطقة بعد تنظيم "داعش"، وذلك بحسب تقرير مجلس الأمن الدولي في العام 2016 فالدعم المتواتر التي قدمته قطر لهذا التنظيم كان يضمن استمراريته و قوته وتمكينه من القضاء على باقي المجموعات المقاتلة على الأرض. وكشفت "فورين بوليسي" أن ميزانية تنظيم القاعدة في سوريا بلغت 10 ملايين دولار، مؤكدة معلومات البيان المشترك للدول العربية الذي صنف سعد بن سعد الكعبي كأحد الإرهابيين القطريين الذين ينظمون فعاليات لجمع أموال طائلة في قطر وإرسالها لتنظيم القاعدة في سوريا، فمنذ عام 2015 قامت الأممالمتحدة بإدراج سعد الكعبي على لوائح العقوبات الأميركية وذلك لجمعه الأموال بالنيابة عن تنظيم القاعدة في سوريا، بالإضافة إلى ترويجه لمقاطع فيديو لمقنعين وغرفًا مليئة بالأسلحة في سوريا، ضمن حملة مبهمة أسموها بحملة "مدد أهل الشام للمجاهدين"، وبإشراف خاص من قبل سعد بن سعد الكعبي وهذا يفسّر تصنيف وكيل وزارة الخزانة الأميركية آنذاك ديفيد كوهين قطر في مارس 2014 على أنها "متساهلة قضائيًا" مع ممولي الإرهاب. وقال "كوهين"، إن المشكلة لا تقتصر على دعم حركة حماس، بل تمتد إلى الدعم القطري للجماعات المتطرفة العاملة في سوريا، مضيفًا "أن هذا يهدد بتفاقم الوضع السيء أصلًا في سوريا بطريقة خطيرة"، وكانت هذه الأموال المقدمة للقاعدة جزء من مبالغ طائلة تلقاها التنظيم من قطر كان آخرها عبر صفقة إطلاق سراح صيادين قطريين. وأبرز تقرير المجلة الأمريكية، التفاف قطر حول الإجراءات التي تتخذها الولاياتالمتحدة ضدها لدعمها للإرهاب دون أن تقطع قطر صلاتها بشكل نهائي، فعلى سبيل المثال وعلى الرغم من أن التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية حول قطر عام 2014 بشأن الإرهاب قد طالب قطر بوقف نشاطات داعمي الإرهاب، قامت قطر بإقفال منصة سعد الكعبي على الإنترنت لجمع التبرعات، وما يسمى ب"مدد أهل الشام"، وهاتين المنظمتين متهمتين بدعم تنظيم القاعدة، إلا أن عقوبات الخزانة الأمريكي لاحقًا أشارت إلى أن الكعبي ما زال يشارك بنشاطات في تمويل القاعدة في سوريا بعد عام على الأقل من شمله في العقوبات. واختتمت "فورين بوليسي" تقريرها حول تمويل قطر للقاعدة وفرعها السوري بالتحديد بالقول "من المؤكد أن قطر تأخرت في محاربتها ووقفها للنشاطات الممولة للإرهاب على أراضيها إلا أن شروعها الفوري بالعمل لقطع هذه الصلات يبقى أفضل من لا شيء".