وسط إقبال ضعيف على التصويت.. صواريخ طالبان تسبق الناخبين الأفغان إلى صناديق الاقتراع عبد الله عبد الله المنافس الأقوى لقرصاي كابول : فتحت صناديق الاقتراع أبوابها صباح اليوم الخميس أمام الناخبين الأفغان للادلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات رئاسية تشهدها البلاد منذ سقوط نظام طالبان ، وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبًا لهجمات. وشهدت الساعات الأولى العديد من الحوادث الأمنية ، حيث اشتبكت الشرطة الأفغانية مع ثلاثة مسلحين يعتقد أنهم انتحاريون من طالبان حاولوا اقتحام مركزًا للشرطة في شرق العاصمة الافغانية كابول. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد :"ثلاثة من اعضاء طالبان مشاركون في الهجوم في اطار خطتهم لتعطيل انتخابات الرئاسة الافغانية التي بدأت يوم الخميس" ، فيما منعت الشرطة وسائل الاعلام من الاقتراب تنفيذًا للحظر على تغطية أحداث العنف يوم الانتخابات . وقال مراسل قناة "الجزيرة" إن الوضع في العديد من المدن الأفغانية "متوتر للغاية" ، حيث تقوم حركة طالبان باعتراض السيارات المتوجهة إلى مدينة قندهار ، فيما أصيب قائد مركز للشرطة في تخار في الشمال والقت الشرطة القبض على انتحاريين كانا يستهدفان قوات الشرطة ، وحاولوا اطلاق نار على مراكز الاقتراع. وكان مسؤول محلي قال إن بضعة صواريخ صغيرة سقطت في مدينة قندهار بجنوب افغانستان ، بينما كان الناخبون الافغان يستعدون للادلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة ، مما اسفر عن اصابة اربعة اشخاص . وأكد مسؤولون اقليميون ان هجمات الصواريخ المتفرقة طالت قندهار وقندوز وغزنة كما وردت تقارير عن تعرض بلدات اخرى للهجمات. إقبال ضعيف الاقبال ضعيف جدا على التصويت ورغم مرور عدة ساعات على بدء عملية التصويت ، الا ان الاقبال ضعيف جدا على التصويت في العاصمة الأفغانية كابول خاصة بين النساء ، فيما لم يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة في ولاية قندهار، بينما تغيب المواظفين عن الحضور اصلا إلى مراكز الاقتراع . وأدلى الرئيس المنتهية ولايته حامد قرضاي بصوته بعد لحظات من فتح مراكز الاقتراع قرب مقر اقامته في كابول، داعيا الناخبين الى الحضور بقوة في هذا الاستحقاق الانتخابي. وحسبما ذكر موقع قناة "العالم" الإخباري ، يتوجه نحو 17 مليون ناخب افغاني للادلاء باصواتهم في ستة الاف مركز اقتراع يؤمن حمايتها 300 الف عنصر من القوات الافغانية والاجنبية وضعوا في حالة استنفار قصوى تجاه التهديدات بشن هجمات من قبل حركة طالبان التي كثفت خلال الايام الماضية هجماتها خصوصا في كابول نفسها. وسيختار الناخبون رئيسا من بين 41 مرشحا للرئاسة أبرزهم الرئيس حامد قرضاي ووزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، ووزير المالية السابق اشرف غني احمد زاي ، فضلا عن 420 ممثلا عنهم من اصل 3196 مرشحا في مجالس الولايات ال43 والبرلمانات المحلية التي تقوم بدور صلة الوصل بين الحكومة في كابول والشعب. تهديد وفساد وتقول وزارة الداخلية الأفغانية إن نحو ثلث البلد تحت تهديد التعرض لهجمات كما أن مراكز الانتخاب لن تُفتح في ثماني مقاطعات تخضع لسيطرة حركة طالبان. وهناك مخاوف بشأن استشراء الفساد إذ تداولت الأنباء أخبارا عن بيع بطاقات الانتخاب بشكل علني وتقديم مرشحين لرشى من أجل كسب أصوات الناخبين. وتشير استطلاعات الرأي إلى الرئيس المنتهية ولايته، حامد قرضاي ، الذي ينافس 41 مرشحا سيفوز بنسبة 45 في المئة من الأصوات في حين سيحل منافسه المباشر ووزير خارجيته السابق، عبد الله عبد الله، في المرتبة الثانية بحصوله على نسبة 25 في المئة من أصوات الناخبين. وكان المسلحون أصدروا تهديدات متكررة حثت الناخبين على عدم التصويت علما بأن أكثر من 25 أفغانيا قتلوا جراء تفجيرات وهجمات خلال اليومين الأخيرين. وقالت طالبان في بيان لها إن 20 مسلحا انتحاريا اتجهوا إلى العاصمة كابول حيث يستعدون لشن هجمات.وحذر المسلحون في ولاية هلمند الناخبين من مغبة بتر أصابعهم في حال مشاركتهم في الانتخابات. وعبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها من محاولات المسلحين تخويف الناخبين وبث الرعب في نفوسهم ، لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إيان كيلي، قال إن هناك "رغبة قوية جدا لأغلبية الشعب الأفغاني في تحمل مسؤولية مصيرهم". ودعت الأممالمتحدة إلى رفع الحظر على وسائل الإعلام، قائلة إن الدستور الأفغاني يضمن حرية الصحافة. متوكل: الحل في خروج الأجنبي لا في الانتخابات وكيل احمد متوكل في غضون ذلك، قال وزير خارجية طالبان السابق الملا وكيل أحمد متوكل إنه "لا مجال للصلح والاستقرار في أفغانستان بوجود قوات أجنبية، كما ان لا مجال للتوصل الى السلام عبر فوهة البندقية". وأكد ان التحالف القائم منذ سنوات طويلة بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان لا ينفك من خلال الدعوة للحوار مع المعتدلين من الحركة. واضاف: "إنهما حليفان في خندق واحد وهما طرف واحد في صراع مع القوات الأجنبية والحكومة الحالية". ورأى وكيل أحمد في حديث لجريدة "الحياة" اللندنية من منزله في كابول، إن الدولة والحكومة تنقصهما الإرادة للحوار مع طالبان وقوى المعارضة الأخرى التي "تدرك أن الدولة والحكومة لا تملك القرار في هذه المسألة الحساسة"، موضحاً أن الحكومة "متناقضة في أقوالها فهي من جهة تقول إنها دعت طالبان الى الحوار ومن جهة أخرى تجلب قوات أجنبية للبلاد من العراق وغيره كما أنها تواصل حصار مسؤولي طالبان ووضع أسمائهم في قائمة المطلوب استهدافهم وقتلهم". وقال ان الحكومة لم تبد أي بادرة حسن النوايا تجاه طالبان والمعارضة المسلحة في أفغانستان، كما أن محاولات الحكومة للتمييز بين طالبان بالقول إن هناك بينهم معتدلين ومتشددين وأن الحكومة تريد التفاوض مع المعتدلين، "لا تزيد المعارضة إلا استهجاناً، فحركة طالبان كانت ولا زالت تياراً واحداً بقيادة واحدة وبأمير واحد وعنوان واحد وهو ما يلزم الدولة بأن تكون ذات شفافية في التعامل مع خصومها ومعارضيها بدلاً من أن تخسر أكثر مما خسرته حتى الآن". وأشار وكيل أحمد بتحسر إلى أن هيلاري كلينتون تقول شيئاً والرئيس الأفغاني حميد قرضاي يقول شيئاً آخر وهو ما يقلل من هيبة ومصداقية الحكومة الأفغانية ودعواتها. ولاحظ وكيل أحمد الذي كان ولا زال ينظر إليه إلى أنه أحد الوجوه المعتدلة في طالبان والمنادية بالسلام إلى أن قرضاي "لم يزر قرية واحدة ولم يعمل على إنهاء السجون التي يديرها الأجانب في أفغانستان ويزج بها أبناء الشعب الأفغاني سواء في بغرام أو قندهار أو غيرهما، كما أن السجون الافغانية لا تزال تعج بالمعارضين ومن تتهمهم الحكومة أنهم من مقاتلي طالبان والمعارضة المسلحة". وانتقد متوكل دعوة الحكومة الأفغانية طالبان الى إلقاء السلاح والاعتراف بالدستور الحالي كشرط أساسي للحوار والمصالحة الوطنية، محملاً الحكومة المسؤولية عن هذا الشرط الذي وضعت طالبان شرطاً مقابلاً له وهو خروج القوات الأجنبية قبل أي حوار مع الحكومة أو التحاور مع القوات الأجنبية على وضع جدول زمني للانسحاب دون التفاوض مع الحكومة وألا يكون للدولة أي دور في مثل هذا الحوار" . وحول الانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم، قال وكيل أحمد إنها "ليست حلاً للقضية الأفغانية وليست سوى دعاية للغرب وشعاراته الديموقراطية"، مضيفاً أن مستوى المشاركة الشعبية سيكون متدنياً بشكل كبير لأن الكثير من قطاعات الشعب الأفغاني لا ترى حلاً عبر الانتخابات الرئاسية وأن "الأفضل كان البحث عن مصالحة وطنية أفغانية قبل البحث عن انتخابات رئاسية في ظل وضع أمني واقتصادي متدهور". وعن الدور الإيراني المتنامي في أفغانستان، أشار وكيل أحمد إلى أن "إيران مثل بقية الدول الإقليمية لها دورها ومصالحها ونتخوف من أن تتم تصفية الحسابات بين واشنطن وطهران على الأرض الأفغانية".