انضمت جمهورية الجبل الأسود، أمس الاثنين، رسميا إلى حلف شمال الأطلسي، لتصبح العضو ال29 في الناتو، بالمقابل أعربت موسكو عن أسفها ل"هستيريا معاداة روسيا" في الجبل الأسود وتعهدت بالرد. وتأتي هذه الخطوة رغم معارضة موسكو لها، التي تعتبر أن توسع الحلف المستمر ليضم دول أوروبا الشرقية يهدد أمنها، ولا يمكن أن يمر دون اتخاذ إجراءات. وأقيم حفل بمناسبة انضمام الجبل الأسود "مونتينيجرو" للناتو في وزارة الخارجية الأمريكية بحضور الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، حيث سلم رئيس وزراء الجبل الأسود، دوشكو ماركوفيتش، ووزير خارجيتها، سرجان دارمانوفيتش، أوراق الانضمام إلى نائب وزير الخارجية الأمريكي، توماس شانون. واعتبر ستولتنبرج أن سياسة "الأبواب المفتوحة" التي ينتهجها الناتو لقبول أعضاء جدد "أصبحت أحد أهم المساهمات في ضمان السلم والأمن في العالم وغرب البلقان"، مؤكدا "أن ولائنا للحلف أقوى اليوم من أي وقت مضى". من جانبه، أشار نائب وزير الخارجية الأمريكي إلى أن الجبل الأسود قبلت القواعد والتوجيهات التي يعتمد عليها الناتو وأجرت الإصلاحات الهيكلية اللازمة وتحديث قواتها المسلحة. وشكر شانون السلطات في البلاد لاستعدادها إلى زيادة الإنفاق العسكري بحيث يصل إلى 2 بالمئة من حجم الناتج المحلي الإجمالي حتى العام 2024. بدوره، وصف رئيس وزراء الجبل الأسود دوشكو ماركوفيتش انضمام بلاده للناتو ب"حدث تاريخي" وقال: "أصبحنا اليوم جزءا من أقوى التحالفات والأكثر نجاحا في التاريخ. إن العضوية فيه تعني بالنسبة لنا الاستقرار الثابت". وجاءت هذه الخطوة رغم معارضة موسكو، التي تعتبر أن توسع الحلف المستمر في شرق أوروبا يهدد أمن روسيا، ولا يمكن أن يمر دون إجراءات مضادة. وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر عنها، الإثنين، عن أسف موسكو لمواصلة نهج "هستيريا معاداة روسيا" في الجبل الأسود، مؤكدة أن روسيا تحتفظ بحق الرد على أساس المعاملة بالمثل. وأضافت الخارجية الروسية في البيان: "في السياسة، كما في الفيزياء، كل عمل يولد ردة فعل"، مؤكدة أن المسؤولية عن الوضع الراهن تقع بالكامل على عاتق جمهورية الجبل الأسود. وذكرت بأن الجانب الروسي سبق له أن اتخذ "خطوات مناسبة" بعد أن انضمت الجبل الأسود، بصورة غير مبررة، إلى العقوبات ضد روسيا في مارس/أيار 2014.
