كشف وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، عن سبب تأجيل خطاب الأمير تميم الذي كان سيلقيه للشعب القطري عقب قطع العلاقات والتطورات الأخيرة مع الدول الشقيقة، فيما وصف الإجراءات التي اتخذت ضد قطر من قبل ست دول عربية من بينها مصر، بقطع العلاقات مع قطر، ب"التصعيدية"، متابعًا:"لم نر لتلك الإجراءات سابقًا على الإطلاق وقطر لا تعرف الأسباب الحقيقية وراء تلك الأزمة التي حدثت ليترتب عليها قطع العلاقات". وأوضح وزير خارجية قطر خلال حوار مع فضائية "الجزيرة" أن هناك وسائل إعلام كثيرة تحاول شيطنة دولة قطر بناء على قصص وهمية وافتراءات مكذوبة على حد تعبيره. وتساءل آل ثاني: "هل هناك أسباب وراء تلك الأزمة التي حدثت بقطع العلاقات مع الدول العربية المجاورة لافتًا إلى أنه لو كان هناك أسباب لقطع هذه العلاقات لكانت طرحت على طاولة مجلس التعاون الخليجي. وعن خطاب الأمير تميم حاكم دولة قطر للشعب القطري قال إن الأمير كان سوف يلقي خطابًا للشعب القطري عقب قطع العلاقات والتطورات الأخيرة مع الدول الشقيقة ولكن الأمير تلقى اتصالا من والده وعقب ذلك أجل كلمته للشعب القطري لإعطاء مساحة للشيخ صباح الأحمد جابر الصباح أمير الكويت للعمل على التحرك والتواصل مع أطراف الأزمة الواقعة والعمل على احتوائها لافتا إلى أن سمو الشيخ صباح كان له دور كبير في حل الأزمة في عام 2014 بسبب قطع العلاقات مع الدولة المصرية. وعلق محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنه أثناء اجتماع مجلس الوزاري لدول التعاون الخليجي لم يذكر على الإطلاق أسباب قد تؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول المجاورة أو حدوث توتر مع دول الجوار نهائيا وكذلك الأمر عند حضور القمة التشاورية والقمة الخليجية العربية والقمة العربية الإسلامية الأمريكية وكان هناك لقاء بين دول مجلس التعاون الخليجي ولم يذكر أي أسباب من أسباب التوتر ولم يوجد هناك مؤشر لقطع تلك العلاقات ولكنا وجدنا أن هذا التصعيد قد بدأ عقب جريمة القرصنة التي ارتكبت في وكالات الأنباء القطرية وبث فيها أنباء مفبركة عني وبني عليها تصعيد إعلامي غير مسبوق حتى وصل إلى مراحل لم نعهدها في دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصًا عندما يتم الإساءة إلى مجلس التعاون الخليجي بكل وسائل الإعلام. وأشار وزير خارجية قطر إلى أن الدولة لم تقابل ذلك التصعيد بتصعيد مشابه على الإطلاق وتعاملنا مع الموضوع بحكمة. وأوضح أن دولة قطر ترى أن مثل هذه الخلافات التي بين دول مجلس التعاون الخيجي وبين الدول الشقيقة والدول الصديقة يجب أن تحل على طاولة حوار ويجب أن يكون هناك جلسة لطرح وجهات النظر وكشف مواقع الاختلاف بين الدول والعمل على تضييق مساحة الاختلاف المتواجدة بين دول التعاون الخليجي للعمل على حل هذه الأزمة مع احترام وجهات النظر الخاصة بدول التعاون الخليجي. واستطرد محمد بن عبد الرحمن آل ثانى أنه تلقى اتصالات عديدة من عدة دول صديقة للعمل على حل الأزمة لافتا إلى أن الخيار الاستراتيجي لدولة قطر هو حل أي أزمة تحدث عن طريق جلسات الحوار. وتابع وزير خارجية قطر أن الغريب أن توجه دولة من دول مجلس التعاون الخليجي سهامها إلى قطر خاصة أن المنطقة تشهد نزاعات وحروب وكان يجب أن تلتفت تلك الدول وتتوحد مع بعضها. وأوضح وزير خارجية قطر أن مستقبل مجلس التعاون الخليجي يتواجد به علامات استفهام كثيرة للغاية مشيرا إلى أنه يجب أن تكون العلاقات به قائمة على التعاون والتماسك والجميع يعرف ان الشعوب الخليجية شعوب تجمعها الثقافة والعلاقات الأسرية وهي نسيج واحد على امتداد العصور. وأدان التدخل في الشئون الداخلية للدولة والذي تجلى اليوم في بيانات مجلس التعاون الخليجي والتي أطلقتها للإعلان عن إجراءاتها للتدخل لسافر في الشئون الداخلية لدولة قطر على حد وصفه لهذه التصريحات. وعلق وزير خارجية قطر إنه إذا كان هناك توجه من قبل دول مجلس التعاون الخليجي لفرض وصاية على دولة قطر فإن مستقبل مجلس التعاون الخليجي يوجد عليه علامات استفهام. وكشف أن دولة قطر مرت بأزمات كثيرة منها الانقلاب الفاشل الذي وقع وسحب السفراء من الدول العربية الشقيقة لافتا إلى أن الأمير تميم وضع برامج استراتيجية لهذه الأزمات بحيث لا تتأثر الدولة بأي قرارات قد تتخذها أي دولة من دول المنطقة تجاهنا، وتعتمد الدولة في تلك الظروف على نفسها لتوفير الموارد الرئيسية وأن تكون الحياة طبيعية للمواطن القطري في تلك الظروف الطارئة. وأشار وزير الخارجية أن قطع العلاقات البرية بالدول الشقيقية في مجلس دول التعاون سوف يكون له تأثير سلبي شديد على الدولة القطرية في كافة المجلات مؤكدًا ن هناك سفراء من دول مجلس التعاون تشن حملات تشوية لقطر من خلال وسائل إعلام خارجية وأجنبية وهذا شيء مخالف للغاية لميثاق مجلس التعاون الخليجي على حد تعبيره. واوضح وزير خارجية قطر أنه في الآونة الأخيرة لاحظت دولة قطر أن هناك اتهامات وحملة تحريض من قبل سفراء داخل مجلس التعاون الخليجي تصف دولة قطر بأنها تدعم الجماعات والكيانات الإرهابية في المنطقة العربية واصفًا ان هذه الحملات لم تؤثر إلا على مؤسسات هامشية في قطر مؤكدًا علاقات قطر الوطيدة مع الإدارة الأمريكية واصفًا إياها بالممتازة.