اتهام خاتمي ونجل رفسنجاني بالتخطيط لثورة مخملية في إيران هاشمي رفسنجاني طهران : شهدت الجلسة الرابعة لمحاكمة مجموعة إصلاحية جديدة أمام محكمة الثورة الإيرانية العديد من الاتهامات التي طالت شخصيات رفيعة منها عائلة رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي والممول العالمي جورج سوروس ، فضلا عن اعترافات ساخنة من قبل المعتقلين . والجلسة الرابعة شهدت مثول عدد من المقربين من خاتمي ورفسنجاني، منهم وزير الصناعة والمناجم السابق وأحد منظري الحركة الإصلاحية بهزاد نبوي، ومساعد وزير الداخلية السابق مصطفى تاج زاده، ومساعد وزير الخارجية السابق محسن أمين زاده، ومساعد وزير الاقتصاد السابق محسن صفائي فرحاني. والإصلاحيان البارزان محسن ميردمادي وعبد الله رمضان زاده. وبين المتهمين أيضا سعيد حجاريان النائب السابق لوزير المخابرات الذي أصبح أحد مهندسي الحركة الإصلاحية في إيران ، فضلا عن الأكاديمي الإيراني الأميركي كيان تاجبخش، والصحافي سعيد ليلاز، وغيرهم . نجل رفسنجاني في غضون ذلك، اتهم معتقلون رئيس مجمع مصلحة تشخيص النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني ونجله بالتحريض على "الثورة المخملية" في الجمهورية الاسلامية الإيرانية . وقال بعض المتهمين في الجلسة إنهم تلقوا أموالا ومساعدات من عائلة هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، للقيام بالتظاهرات والحملات الدعائية ضد الثورة الإيرانية في منحى جديد يحاول توريط الأخير في محاولة انقلابية. واعترف حمزة كرمي من جبهة الإعمار والبناء المقربة من رفسنجاني بتلقيه أموالا من مهدي هاشمي الابن الأكبر لرفسنجاني للقيام بحملات دعائية ضد نجاد . كما ذكر مسعود مرادي رئيس موقع (الجمهورية) الإليكتروني التابع لمهدي نجل رفسنجاني بأن الأخير أمر بتأسيس هذا الموقع لأجل بث الدعايات والحملات المناوئة لنجاد ، مشيرًا إلى أنه ارتبط مع شبكات إعلامية معادية للنظام الإيراني، تهدف إلى التجسس. ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن الصحافي مسعود بستاني الذي كان يعمل في موقع "الجمهورية" إيضا في اعترافاته:" مهدي رفسنجاني عمل لإشاعة انطباع أن ثمة تزويرا في الانتخابات". وأضاف "تلقينا أمرا بمهاجمة العمل الذي حققته الحكومة منذ أربعة أعوام بهدف إثارة شكوك حول العملية الانتخابية". اتهام خاتمي في نفس السياق، اعترف الأكاديمي الإيراني الأمريكي، كيان تاجبخش أن الزعيم الإيراني السابق محمد خاتمي التقى الممول العالمي جورج سوروس عام 2006 في نيويورك مع محمد جواد ظريف الذي كان سفيرا لإيران في الأممالمتحدة آنذاك. وأضاف تاجبخش "أنا ضحية برنامج أمريكي يهدف إلى الإطاحة بالنظام الايراني بشكل سلمي". اعترافات ساخنة ومن الماثلين أمام المحكمة في جلسة الثلاثاء الاصلاحي سعيد حجاريان والذي قدم في اعتذاره عن "الأخطاء الفادحة" التي ارتكبها بسبب "التحليلات السيئة"، قائلا عبر أحد المعتقلين من الإصلاحيين (الذي طلب منه قراءة بيان اعترافه بسبب الصعوبات التي يواجهها في الكلام منذ محاولة اغتياله): "ارتكبت أخطاء كبيرة بتقديمي تحليلات في غير محلها خلال الانتخابات. أعتذر للأمة الإيرانية العزيزة لأن تحليلاتي الخاطئة كانت سببا في أفعالي الخاطئة". وقدم في الجلسة اعتذاره وقال الادعاء العام في لائحة اتهاماته أمس إن حجاريان له صلات بأجهزة الاستخبارات البريطانية ومؤسسة "سوروس" التي يملكها الملياردير الأمريكي جورج سوروس التي سعت إلى قيام "ثورة مخملية" في إيران. وطالب ممثل الادعاء بتوقيع ''أقصى عقوبة'' على الإصلاحي البارز سعيد حجاريان المتهم بالإضرار بالأمن القومي، وهي تهمة عقوبتها الإعدام في إيران. كذلك وجه الادعاء العام الاتهام إلى حجاريان بإهانة المرشد الأعلى لإيران آية الله على خامنئي. وفي الجلسة اعترف رمضان زادة الذي مثل أمام المحكمة أمس، أكد بدوره أمس أن "نتيجة الانتخابات كانت صحيحة". واتهم الادعاء العام في إيران أمس أحزابا إصلاحية على غرار "جبهة المشاركة" الإصلاحية و"منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية" بنشر "شائعات عن عمليات تزوير" طالبة حلهما. واعتبر الادعاء العام أن بعض المجموعات السياسية "بالتعاون مع وسائل إعلام غربية وسفارات استعمارية، زرعت الفوضى واستخدمت أنصار المرشحين الخاسرين للقيام بانقلاب أبيض". وأحيل 140 شخصا منذ الأول من أغسطس/آب إلى المحكمة الثورية إثر المظاهرات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في 12 يونيو/حزيران. وكان الجلسة الأولى من هذه المحاكمات شهدت اعتراف محمد على أبطحي النائب السابق لخاتمي الذي نقل عنه الادعاء اعترافه بوجود مخطط مسبق من رفسنجاني وخاتمي ومير حسين موسوي للاحتجاج على الانتخابات، ووصف الإصلاحيون تلك الاعترافات بأنها مسرحية. وأقامت إيران بالفعل ثلاث محاكمات جماعية هذا الشهر لأكثر من 100 محتجز بينهم سياسيون بارزون بتهم تشمل الإضرار بالأمن القومي وهي تهمة عقوبتها الإعدام وفقا لقانون إيران. والجولة الثانية عقدت يوم الثامن من أغسطس/آب الحالي، وقد مثل خلالها عدد من الإصلاحيين والفرنسية كلوتيلد ريس وموظفان إيرانيان بسفارتي بريطانيا وفرنسا في طهران. أزمة فرنسية إيرانية من ناحية أخرى، تصاعدت أمس الخلافات بين إيرانوفرنسا على خلفية أزمة احتجاز ريس، فقد انتقد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير السفير الإيراني في باريس سيد مهدي ميرابوطالبي الذي اتهم في مقابلة مع صحيفة فرنسية الشابة كلوتيلد ريس بالتجسس على النشاطات النووية الإيرانية. وقال كوشنير بلهجة حادة لإذاعة "أوروبا 1" إن ما قاله الدبلوماسي "خاطئ كفوا عن الاعتقاد بأن السفير الإيراني هو القضاء الإيراني. هذا الرجل تحدث وهو مخطئ في ذلك لأن ما قاله خطأ ، لقد استقبلناه واستدعيناه مرارا". وكانت الفرنسية التي تبلغ من العمر 24 عاما أوقفت في إيران في الأول من يوليو/تموز وتمكنت باريس في 16 أغسطس (آب) من التوصل إلى الإفراج عنها بكفالة لتقيم في السفارة الفرنسية بانتظار حكم. وتساءل السفير الإيراني "لماذا تذهب إلى أصفهان (كمدرسة للفرنسية) المنطقة التي تضم منشآتنا لتخصيب اليورانيوم تحديدا؟"، مبررا "شكوك" طهران فيها. وأضاف أنها خضعت لمراقبة مستمرة في إيران. وقال "نراقبها منذ أن دخلت الأراضي الإيرانية". واتهم السفير الإيرانيفرنسا بالسعي "للتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية بعد الانتخابات فورا" التي فاز فيها الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد. ووصف كوشنير هذه الاتهامات بأنها "هراء"، معبرا من جديد عن "تخوفه" من أن تضطر ريس للانتظار "أياما إن لم يكن أسابيع" الحكم الذي يمكن أن يمهد لإعادتها إلى فرنسا.