في الدماغ ملايين الخلايا العصبية منتمية إلي أقسام متباينة شديدة التعقيد ولاسيما في الاتصال فيما بينها ، والعباقرة إنما يستغلون 10% فقط من كل هذا الكم يحتوي المخ علي أربعة فصوص رئيسية هي ( الفص الأمامي – الخلفي – الصدغي – الجداري) لكل فص منها دور يفصل عن بعضها ويكمله، واكتشف العلماء أن الفص الأمامي الموجود في الوجهة الأمامية مسئول عن سلوك الإنسان وكلامه وهو أكبر أقسام الدماغ يحتوي علي 5 مراكزعصبية من بينها القشرة الأمامية وهنا تساءل العلماء ماذا يحدث إذا أصيبت القشرة الأمامية وجدوا أن إصابتها تؤدي إلي فقدان الشخص المبادرة والتمييز وبينت دراسات المخ الالكترونية في النصف الثاني من القرن العشرين أن الذين يتعرضون لإصابة هذه القشرة غالبا ما يعانون من تناقص في قدراتهم العقلية وهبوط في المعايير الا أخلاقية.
فاستنتج الأطباء أن الفلقات الأمامية الجبهية هي المسئولة عن التصرفات الا أخلاقية لأنها مركز التوجه والضبط وتؤثر علي مراكز المخ مثل الأخبار والمشاعر وتعتبر هذه القشرة هي مركز المبادرة بالكذب ففيها تتم الأنشطة المتعلقة بالكذب كما نشرت الموسوعة البريطانية.
والعجيب أن قبل هذه البحوث المتطورة أطلعنا القرآن الكريم علي هذه الحقيقة في قوله تعالي "كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة" العلق 16.
و"الناصية" في اللغة العربية هي مقدمة الرأس أو أعلي الجبهة ، و"السفع" هو القبض علي الشيء وجذبه بشدة وقد تحير المفسرون القدماء في هاتين الآيتين وتساءلوا لماذا خص الله تعالي هذا الجزء من الجسم بالكذب دون البقية .
حتي جاءت البحوث الحديثة في القرن العشرين في علم التشريح لتثبت أن هذا الجزء هو المسئول عن ضبط تصرفات الإنسان من حيث الصدق والكذب والخطأ والصواب.
فسبحان الله" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"