مرت تقريبا 200 سنة على اكتشاف مرض باركسنون لأول مرة، ولم يتمكن أي مريض حتى الآن من التعافي منه، ما جعل الكثير يتساءلون: هل هناك آمل في القضاء على هذا المرض مستقبلا؟ ويحتفل العالم يوم 11 إبريل من كل عام باليوم العالمي للشلل الرعاش بهدف بحث الأبحاث والدراسات لمعرفة أحدث طرق العلاج ونسب الإصابة بالمرض حول العالم. وترجع أسباب الإصابة بالشلل الرعاش إلى فقدان خلايا المخ إلى مادة تسمى بالدوبامين والتي تعد موصلا كيميائيا أو عصبيا لكل خلايا المخ التي تجعله يعمل بشكل مناسب ومتلائم وفي حال فقد كميات من تلك النسب يحدث ما يعرف بالشلل الرعاش. وتشير الدراسات إلى أن الشلل الرعاش يصيب شخصين كل 100 شخص أي أن نسبته لا تتعدى 2% فقط بينما نجد ارتفاع تلك النسبة في السنوات الأخيرة، ومازالت الأبحاث تبحث سبب ارتفاع نسب الإصابة بالمرض، وترتفع نسب الإصابة بالمرض للمرضى الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، وتبين الدراسات أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالمرض من النساء. وغالبا ما تبدأ أعراض الشلل الرعاش باهتزاز في جزء واحد من أجزاء الجسم ثم يحدث بعد ذلك انتشار الاهتزاز على الجانبين وتكون غالبا الحركات دائرية كما لو كنت تقلب كرة زجاجية، ويعتبر التصلب من أهم الاعراض التي تظهر لمرضى الشلل الرعاش والتي تؤدي إلى صعوبة تحرك المريض. من هو مكتشف المرض؟ يعتبر الطبيب البريطاني جيمس باركنسون أول من اكتشف هذا المرض، وكان ذلك عام 1817، ولهذا أطلق على المرض اسم مكتشفه. ورغم مرور 200 سنة على اكتشاف المرض إلا أن أي شخص يعاني من هذا المرض لم يتمكن من الشفاء، ويصنف مرض باركنسون أو الشلل الرعاشي ضمن مجموعة الأمراض المزمنة التي تنجم عن تلف خلايا الدماغ المنتجة للدوبامين. إلا أنه ثبت وجوده في عائلات بعينها دون أخرى، ويعد من أكثر أمراض الأعصاب انتشارا بين المتقدمين في السن، إذ يفقد المصابون بهذا المرض السيطرة على عضلاتهم، ما يتسبب بإصابتهم بارتعاش اليدين، والرجفة، والجمود في ملامح الوجه، وبطء في الحركة قد يصل إلى حد الجمود. متى تبدأ الأعراض؟ وتبدأ أعراض هذا المرض بالظهور بين سن ال45 و60 عاما، ويعود سبب الإصابة به إلى خلل في منطقة معينة في الدماغ تموت فيها الخلايا العصبية المسؤولة عن إنتاج الدوبامين، وهو عبارة عن ناقل كيميائي له وظائف متعددة في الدماغ، من بينها دوره المهم في التأثير على تحريك الجسم، علما أن أعراض الباركنسون تبدأ بالظهور وبشكل ملحوظ، عندما تصل نسبة الخلايا الميتة في الدماغ إلى 60 بالمئة تقريبا. أما أهم الأعراض الحركية المرتبطة بالباركنسون والمشكلات التي تواجه المريض، فهي مشكلة التصلب، إذ يعاني المريض من توتر مستمر وتصلب في الأطراف والمفاصل. والرجفة هي من أهم أعراض الباركنسون وهي تظهر في اليدين والرجلين والرأس أو حتى في كامل الجسم، كما يظهر بطء في الحركة، إذ يصبح المريض بطيء الحركة وأحيانا غير قادر على المشي، فضلا عن صعوبة في الكلام وفي البلع مع فقدان تدريجي للذاكرة. ويصاب 20% بالمرض عن طريق الوراثة في حين تحدث 80% من الحالات بسبب عوامل أخرى. أسباب الإصابة 1- أسباب جينية "الوراثة". 2- المبيدات الحشرية وبعض المعادن الضارة. 3- إصابة الرأس. 4- أدوية وعقاقير الذهان التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض. الأعراض الرئيسة هزة، أو رجفة في اليد، الذراع، الساق، الفك والوجه - الصلابة، أو تصلب الأطراف والجذع - بطء الحركة وعدم استقرار الوقفة، أو التوازن. الكآبة - صعوبة في الابتلاع والمضغ والكلام - اضطرابات معرفية - مشكلات بولية وإمساك - مشكلات جلدية - تقطع النوم. عقار جديد أعلنت إدارة "الأغذية والدواء" الأمريكية موافقتها على بدء تداول عقار "زاداجو" الجديد المعالج لمرض الشلل الرعاش "الباركنسون". وقد أثبتت الأبحاث الطبية المستفيضة،التي أجريت على عقار "سافيناميد" الجديد، فعاليته في تخفيف أعراض الشلل الرعاش وفى مقدمتها الهزات وعدم الاتزان الحركي حيث أظهرت التجارب السريرية، التي أجريت على 645 مريض شلل رعاش تناولوا جرعات منتظمة من العقار الجديد تراجع حدة الأعراض المرضية بصورة كبيرة بلغت 23%،مقارنة بالعقاقير الطبية التقليدية. وينتمى مرض الشلل الرعاش (الباركنسون) إلى الأمراض العصبية المتعلقة باضطراب الحركة التي ينجم عن فقد الروابط العصبية لكفاءتها نتيجة لتراجع مستوى مادة الدوبامين في المخ، لتظهر الأعراض على هيئة اهتزاز في الحركة إلى جانب على عسر فى الحركات الإرادية. ووفقا للمعاهد الوطنية للصحة، يتم فيه تشخيص ما يقرب من 50 ألف أمريكى مصاب بمرض الشلل الرعاش (الباركنسون)سنويا، فيما يعاني حوالي مليون شخص بالمرض.