يريفان: خرج آلاف الأرمن فى مظاهرات الجمعة احتجاجا على القرار الذى اتخذته حكومة بلادهم بتوقيع اتفاقات تقارب تاريخية مع تركيا. وذكر راديو "سوا" أن حوالي 10 آلاف شخص جابوا شوارع العاصمة الأرمينية ورفعوا لافتات كتب عليها "لا تنازلات للأتراك"، ثم توجهوا إلى النصب التكريمي لضحايا المجازر التي يزعمون أنها ارتكبت بحق الأرمن إبان الحكم العثماني. ودعا المتظاهرون الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان إلى عدم توقيع تلك الاتفاقات بالاحرف الاولى ، قائلين :" هذه الاتفاقات تتضمن عناصر بالغة الخطورة على امتنا ودولتنا وتهدد مصالحنا ، إن الرئيس سيحمل مسؤولية تداعيات هذا التوقيع". وتم تنظيم التظاهرة بدعوة من احزاب معارضة عدة بينها الاتحاد الارميني الثوري الذي كان انسحب هذا العام من الائتلاف الحاكم اثر خلافات في شان عملية المصالحة مع تركيا. ومن المقرر أن توقع تركيا وأرمينيا السبت بوساطة سويسرية اتفاقات تاريخية تهدف إلى تطبيع العلاقات الثنائية التي تعكرها قضية مذابح الارمن التي تعتبرها يريفان عملية ابادة وذلك بحضور وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون. ومن جانبه ، قال الناطق باسم الدبلوماسية الروسية اندري نيسترنكو إن توقيع الاتفاق التركي الأرميني في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول في زوريخ سيعيد البلدين إلى طريق العلاقات الطبيعية بينهما. جدير بالذكر أن قضية مذابح الأرمن التى وقعت عامي 1915 و1917 ويرى الارمن انه عندما كانت الامبراطورية العثمانية في تقهقر قتلت قواتها اكثر من مليون ارميني مسيحي كانوا يعتبرون خطرا على امنها ويصفون العملية بانها ابادة ومثلهم فرنسا وكندا والبرلمان الاوروبي ، لكن تركيا كانت دائما تنفي حدوث ابادة وتتحدث عن مذابح مزدوجة من الطرفين. وتفاقم الخلاف في 1993 بدعم يريفان انفصاليي منطقة قره باخ الارمينية في اذربيجان البلد الذي يدين سكانه بالاسلام ويتكلمون اللغة التركية. واغلقت حينها تركيا حدودها مع ارمينيا ، واعلن القادة الاتراك ان تلك الحدود لن تفتح مجددا طالما لم تسحب ارمينيا قواتها من تلك المنطقة.