باكو: انتقدت اذربيجان اليوم الأحد اتفاق التطبيع بين ارمينيا وتركيا ، محذرة من أن فتح الحدود بين البلدين المتصالحين قد يتسبب بزعزعة الاستقرار في جنوب القوقاز. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بيان صادر عن وزارة الخارجية الأذرية "ان تطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا قبل انسحاب القوات الارمنية من المنطقة الاذربيجانية المحتلة يتناقض بشكل مباشر مع مصالح اذربيجان ويلقي بظلاله على العلاقات الاخوية بين اذربيجان وتركيا المبنية على جذور تاريخية". واضاف البيان "ان اذربيجان ترى ان فتح الحدود التركية الارمنية من جانب واحد قد يهدد السلام والاستقرار في المنطقة". وكانت تركيا وأرمينيا وقعتا السبت اتفاقا تاريخيا لتطبيع العلاقات بينهما، لينهي بذلك قرابة قرن من العداء بين الأرمن والأتراك على خلفية اتهام تركيا بقتل مئات آلاف الأرمن في عام 1915. وقد تم توقيع الاتفاق في مدينة زيوريخ بسويسرا، إذ وقعه عن الجانب التركي وزير الخارجية، أحمد داود أجلو، وعن الطرف الأرمني نظيره، إداورد نالبندنيان. وينص الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة فتح الحدود بينهما، وتشكيل لجنة مشتركة من مؤرخين مستقلين لدراسة قضية "الإبادة الجماعية" التي طالما اتهم الأرمن تركيا بارتكابها بحقهم. وجاء توقيع الاتفاق بعد أن ظهرت خلافات بين الطرفين في الدقيقة الأخيرة بسبب اعتراض أرمينيا على صيغة البيان الذي كان من المقرر أن يلقيه وزير الخارجية التركي خلال حفل التوقيع، الأمر الذي أدى إلى تأجيل حفل التوقيع لمدة ثلاثة ساعات. وحضر حفل التوقيع كل من وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، ونظيرها الروسي، سرجي لافروف، و الفرنسي، بيرنار كوشنير، والمفوض الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافير سولانا. ولا تقيم انقرة علاقات دبلوماسية مع يريفان منذ استقلال ارمينيا عن الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991، بسبب الخلافات العميقة حول مجزرة بحق الارمن بين العامين 1915 و1917 ، والتي يقول الأرمن إنها اوقعت اكثر من مليون ونصف مليون قتيل في حين تقول تركيا ان عدد القتلى تراوح ما بين 300 و500 الف. وترفض تركيا نظرية الابادة بحق الارمن في حين تعترف بها فرنسا وكندا وغيرهما من الدول. ودعا الرئيس التركي عبدالله جول نظيره الارمني سيرج سركيسيان لحضور مباراة كرة القدم بين ارمينيا وتركيا ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات مونديال 2010 وستقام المباراة في 13 اكتوبر/تشرين الاول في بورصة (غرب تركيا). وكان جول قد قام في سبتمبر/ايلول 2008 بزيارة تاريخية لارمينيا هي الاولى لرئيس تركي الى هذا البلد بمناسبة مباراة لكرة القدم.