طهران : تشهد العلاقات الإيرانيةالباكستانية توترًا حادًا بعد اتهام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وقائد الحرس الثوري محمد جعفري إسلام أباد بدعم الإرهابيين الذي نفذوا الاعتداء الذي وقع أمس الأحد في محافظة سيستان وبلوشستان بجنوب شرق إيران، مما اسفر عن مقتل 42 شخصًا بينهم قادة في الحرس الثوري الإيراني ، فيما اصيب 28 بجروح. وقال الرئيس الايراني محمود احمدي في اتصال هاتفي مع نظيره الباكستاني آصف علي زرداي ان "تواجد العناصر الارهابية داخل الاراضي الباكستانية لا يمكن تبريره وعلى حكومة اسلام آباد اعتقال الضالعين في هذه العملية الارهابية لينالوا عقابهم سريعا". وإشار الى العلاقات "الاخوية والودية" بين البلدين ، مشددا على ضرورة العمل المشترك من اجل مكافحة الارهاب وتحديد جدول زمني لاستئصال جذوره في المنطقة. بدوره شجب الرئيس الباكستاني هذا الحادث الارهابي معربا عن مواساته وتضامنه مع الحكومة الايرانية وأسر ضحايا الانفجار الانتحاري الذي وقع امس باقليم سيستان وبلوشستان المحاذي لحدود بلاده. عملية ثأرية في سياق متصل ، أكد القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي جعفري أنه سيتم تنفيذ عمليات ثأرية بحق العناصر التي تقف وراء الاعتداء الإرهابي . وقال اللواء جعفري إن الاجهزة الاستخباراتية الامريكية والبريطانية والباكستانية تنشر مظلة دعمها لمجموعة الارهابي مالك ريجي زعيم جماعة جند الله السنية وتابع: " الاجهزة الامنية عرضت وثائق تثبت حصول جماعة ريجي الارهابية الدعم من اجهزة الاستخبارات المذكورة ". ومضى الجعفري بالقول: " وفدا من الجمهورية الاسلامية الإيرانية سيتوجه الي باكستان لتسليم هذه الوثائق الي السلطات الباكستانية لإطلاعها علي المعلومات التي لدي طهران عن الجهات التي تدعم الارهابيين في باكستان". وأعرب جعفري عن امله بأن يتم القيام بالعمليات الثأرية في الوقت المناسب بحق العناصر التي تقف وراء الجريمة المروعة التي شهدتها إيران أمس الأحد وكانت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) قد ذكرت أن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا استهدف عددا من قادة الحرس الثوري لدى وصولهم للمشاركة في ملتقى للقبائل بمنطقة بيشين الواقعة بين مدينتي سرباز وجابهار جنوبي المحافظة بهدف التحضير لمؤتمر الوحدة بين القبائل السنية والشيعية في البلاد. وذكر التلفزيون الرسمي أن جماعة جند الله أعلنت مسؤوليتها عن المذبحة. وتعد جماعة جند الله كبرى الجماعات المتشددة الموجودة في المنطقة وقد دخلت في عدة مواجهات مع الحرس الإيراني على طول الحدود مع أفغانستانوباكستان. وشهد شهر يوليو/تموز الماضي إعدام 13 من عناصر جند الله في مدينة زاهيدان عاصة المحافظة، كما أن شقيق عبد الملك ريجي قائد الجماعة في انتظار تنفيذ حكم الإعدام بحقه.