اختتمت حلقات اللقاء الفكري، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال48، أمس الخميس، بمحاضرة متخصصة في الطاقة للدكتور هاني النقراشي، خبير الطاقة العالمي، عضو المجلس الاستشاري للرئاسة، بعنوان "انطلاق مصر إلى المستقبل بمواجهة تحديات الطاقة والمياة والإسكان في مخطط شمولي". وأفرد "النقراشي"، ساعتين للحديث عن الطاقة المتجددة المتاحة في مصر، موضحًا أنه بتحليل المتاح في مصر، نجد أن الطاقة الشمسية الحرارية ذات التخزين الحراري هي الوحيدة التي يمكن أن تحل محل محطات الكهرباء التقليدية، فهي بجانب أن تصنيعها في مصر متاح، نجد أن مصادرها متوفرة بسخاء، أي الإشعاع الشمسي المباشر، ومتاحة في كل مكان في مصر دون إستيراد أو نقل الوقود إلى مواقع المحطة ولا تنتج عنها أية نفايات أثناء التشغيل أو عند التخلص منها، وإذا كانت المحطة قرب موقع الطلب فنوفر أيضًا نقل الكهرباء بعكس الرياح أو طاقة الأمواج. وتطرق "النقراشي"، من خلال عرض تليفزيوني لجمهور المعرض، للحديث عن نظريته للمحطات الخمسية في شبكة فرعية مستقلة تمامًا، موضحًا أن الطاقة التي يحتاجها ممر التنمية تنتج من محطات شمسية حرارية بين وادي النيل، ومسار الممر تبريدها هوائي لتوفير الماء، وتبنى المحطات الشمسية في مجموعات من خمس محطات نمطية، كل منها 50 م، ومدعمة بمحطة غازية، واحدة للطوارىء ومرتبطة في شبكة فرعية، والمحطات الشمسية التي توجد قرب السواحل يستبدل مكثفها الهوائي بوحدة تحلية، فتنتج احتياج المياة للمدن الساحلية دون إنقاص الناتج الكهربائي. ومن مميزات مخطط المحطات الشمسية النمطية المرتبطة في شبكات فرعية صغيرة، أنها ليست لها أي ضرر على البيئة بعكس المحطات التقليدية وكل مكوناتها يُعاد تدويرها. واعتبر "النقراشي"، أن الدستور المصري هو الدستور الوحيد الذي ينص على ضرورة الالتزام الأمثل لمصادر الطاقة، وطاقة الشمس من أفضل الطاقات المتجددة لأنها تتفق مع الدستور باعتبارها لا تلوث البيئة. وأوضح "النقراشي"، أن المصريين القدماء أول من استخدموا طاقة الرياح، والفرعون أخناتون أول من عَبَدَ القوة التي كانت خلف الشمس، ولم يعبد الشمس، كما يزعم البعض. ورأى "النقراشي"، أن حكومات مصر السابقة أهملت إنتاج الكهرباء بالقدر الكافي، وقد حصل نقص في الكهرباء، بخاصة بعد ثورة 25 يناير، والتقلبات التي تبعت الثورة أدت إلى سفر الخبراء الأجانب، موضحًا أن الكهرباء مرتبطة ارتباطًا وثيقا بالاستثمار الأجنبي.