عدد سكان مصر 120 مليون نسمة في 2050 "البرج الشمسي".. تقنية توفر الطاقة وتحلي مياه البحر إنتاج الطاقة الشمسية في مصر يعادل مليون برميل نفط سنوياً إنشاء محطة طاقة نووية يستغرق 10 سنوات أساليب "الرش" و"التنقيط" يقضي على خصوبة التربة قال المهندس هاني النقراشي رئيس مجلس أمناء مؤسسة "ديزرتك"، إن تبني المجتمع المدني لتطبيقات وسياسات تنمية ثقافة وصناعة الطاقة البديلة، والمشاركة في وضع إطار للعمل الوطني للتنمية المستدامة ودعم الطاقات المتجددة من أهم التحديات التي نواجهها. وأكد النقراشي خلال ندوة "احتياجات المجتمع المصري في 2050" على نقطة الاستدامة في دستور مصر، وضرورة الحفاظ على مقومات الدولة بتطبيق مبادئ الاستدامة في الزراعة وإنتاج الطاقة وغيرهما من ضروريات المجتمع، وذلك لضمان سلامة البيئة والحفاظ على حق الأجيال القادمة، مشيراً إلى أن مصر الدولة التي تمتد جذورها إلى خمسة آلاف عام، يتحتم عليها من الناحية الأخلاقية أن تحافظ على مواردها لخمسة آلاف عام أخرى على الأقل. سكان مصر وأوضح النقراشي أن عدد سكان مصر لن يزيد بحلول عام 2050 عن 120 مليون نسمة، وذلك بسبب ارتفاع مستوى المعيشة الذي سيلحق بمصر، حيث أن الدول مرتفعة المستوى المعيشي مثل أوروبا واليابان دائماً ما يثبت بها عدد السكان على عكس الدول منخفضة المستوى المعيشي، والتي تعاني من الكثافة السكانية العالية. عجز المياه عام 2050 وأشار النقراشي إلى أن احتياجاتنا من المياه ستصل إلى 120 مليار متر مكعب بحلول عام 2050، بعد أن كانت الآن 70 مليار متر مكعب، وقد قسمت إلى 55 مليار متر مكعب من مياه النيل، 5 مليار متر مكعب من نصيب السودان في مياه النيل والذي لا تستخدمه، 10 مليار متر مكعب من مياه الأمطار والآبار، مؤكداً أننا سنحتاج بهذا الشكل إلى 50 مليار متر مكعب من المياه خلال السنوات القادمة، وبذلك فإننا سنحتاج إلى نيل أخر. وحذر من قيام المزارعين بري التربة الزراعية بمياه قليلة بهدف ترشيد استهلاك المياه، لأن حينما تكون المياه قليلة فإنها تتبخر وتتراكم الأملاح حتى تقضي على خصوبة التربة، مما يعني حدوث عجز في الأمن الغذائي مستقبلاً. وعلق النقراشي على أساليب وزارة الموارد المائية والري، حيث تلجأ إلى خلط مياه الري بمياه الصرف الصحي، ونتيجة لذلك نحتاج إلى مياه أكثر لغسيل الأرض باستمرار، لأن ذلك يزيد ملوحة مياه الري، كما أن الوزارة تلجأ إلى تقليل الفاقد في الري من خلال استخدام أسلوب "الرش- التنقيط"، واصفاً الرش بأنه إهدار للماء، والتنقيط بأنه يفسد التربة إن لم تغسل باستمرار. فشل محطات الطاقة النووية وأوضح النقراشي أنه منذ عام 2008 وهناك زيادة 8 % في معدل استهلاك الكهرباء كل عام، حيث سنحتاج عام 2022 إلى 50 جيجاوات، في مقابل نفاذ الغاز الطبيعي، والذي لا يكفي الإنتاج المحلى منذ وقتنا هذا، لذا نحتاج إلى بديل، وفي حال اتجهنا لاستخدام الطاقة النووية، فإن إنشاء محطة طاقة نووية واحدة يستغرق 10 سنوات، كما أنه سيوفر لنا 5 جيجاوات فقط أى 10% فقط من الطلب، لذا فهو مشروع فاشل لا يمكنه مواكبة الزيادة في الطلب. وأضاف النقراشي أنه في حالة الاستعانة بطاقة الرياح ستوفر لنا 7,2 جيجاوات أى 14% من الطلب، وعلى الرغم من أن سرعة الرياح على سواحل خليج السويس تسمح بإنتاج الكهرباء بوفرة ولكن شدة الرياح تختلف مع المواسم، فعلى سبيل المثال في الشتاء يكون الناتج الكهربائي حوالي ثمن ناتج الصيف أى أقل من 1 جبجاوات، بينما طاقة المياه توفر 2,8 جيجاوات أى 6% من الطلب، وفي حال لجأنا إلى كل هذه الطرق فهناك 35 جيجاوات لا نجد لهم حل حتى الآن. وأكد أن معهد "الفضاء وأبحاث الطيران" وجد أن تأسيس محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية يعتمد على شدة الإشعاع الشمسي، والذي يكون متشابهاً في شمال أفريقيا من حيث قوة الاشعاع، ولكنه هادئ فقط عند الساحل الشمالي، وأيضاً استواء الأرض، فضلاً عن أن بعد الأماكن السكنية عن تلك المحطات يتطلب توفير سكن قريب للعاميلن، وتوفير شبكات الكهرباء، مؤكداً أن كل محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية موقعها بجانب البحر لابد أن نستغل فائضها الحراري لتحلية مياه البحر. وأشار النقراشي إلى أن إنتاج الطاقة الشمسية في صحارى الدول العربية يعادل مليون برميل نفط لكل كيلو متر مربع سنوياً، ولكننا لم نستغلها حتى الآن، وعلى الرغم من ذلك فإن محطات الطاقة الشمسية لا تغطي احتياجات الدولة وقت الذروة، لذا نحتاج للمحطات التقليدية بجانبها لتعمل 4 ساعات فقط في اليوم. تقنية "البرج الشمسي" ودعا النقراشي إلى إنشاء محطات شمسية حرارية نمطية تستخدم توربينة بخارية مما يفتح المجال للتصنيع المحلي وسرعة الإنجاز واستيعاب عمالة متوسطة المهارة، فضلاً عن وضع المحطة في أى مكان قرب المدن الجديدة لتقليل خطوط النقل وفواقدها، عن طريق استخدام تقنية "البرج الشمسي" مع تخزين الحرارة في الملح المنصهر، والذي يسمح بتخزين الحرارة لساعات طويلة، بالإضافة إلى أنه يعمل بدون شمس أى ضمان تشغيل 24 ساعة، وقد فاز مشروع البرج الشمسي "جيماسولار" في أسبانيا بجائزة تقنية الصحراء "ديزرتك" لعام 2014 لفوائده ومميزاته في توفير الطاقة.