بغداد: توجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأحد إلى واشنطن على رأس وفد رفيع، في زيارة تتزامن مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية الشهر الحالي بموجب الاتفاقية الامنية بين البلدين. ويجري المالكي سلسلة محادثات تشتمل على العديد من القضايا الرئيسية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال الزيارة التي تستغرق يومين، وتأتي قبل نحو ثلاثة أسابيع فقط من انسحاب ما تبقى من القوات الأمريكية والأجنبية في العراق، بعد غزو واحتلال دام نحو ثماني سنوات.
وقال علي الموسوي مستشار المالكي إن هذه هي أول زيارة يقوم بها المالكي بصفته زعيما للبلاد وهي على وشك أن تكون خالية من القوات الاجنبية، وقادرة على البقاء لوحدها بقوتها الذاتية.
وأضاف الموسوي أنه سيتم بحث عدة أمور في مجال التعاون المشترك، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين بغداد وواشنطن، والتي كانت في الماضي تهيمن عليها الشئون العسكرية.
ويرافق المالكي وزير خارجيته هوشيار زيباري ووزير الدفاع بالإنابة سعدون الدليمي، ووزير النقل خير الله حسن بابكر، ووزير التجارة هادي العامري، ومستشار الأمن الوطني فلاح الفياض.
كما يشارك في الوفد العراقي رئيس اللجنة الوطنية للاستثمارات سامي الاعرجي، وكبير مستشاري المالكي ووزير النفط السابق ثامر الغضبان.
ويبحث المالكي مع أوباما ونائبه جون بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وعدد من الشخصيات البرلمانية البارزة أوجه التعاون في قضايا الأمن والطاقة والتعليم والقضاء.
وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض أن الزعيمين سيبحثان في مسألة انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وجهود بدء عهد جديد من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين العراق والولاياتالمتحدة".
وأضاف أن الرئيس أوباما يثمن التضحيات والانجازات التي قدمها كل من شارك وعمل في العراق، ويقدر الشعب العراقي من أجل الوصول إلى تلك اللحظة التي يتحقق فيها وعد الصداقة الدائمة بين البلدين، مع نهاية حقبة الحرب في العراق.
ويرجح مراقبون أن تبقي بغداد وواشنطن على علاقات قوية بعد الانسحاب العسكري الأمريكي، حيث سيتحول التركيز من الجانب العسكري إلى عمل البعثة الأمريكية في العراق، والتي يقدر عدد العاملين فيها بحدود 16 ألفا.
وسيبقى في العراق قرابة ستة آلاف عسكري في أربع قواعد عسكرية، وهو عدد أقل بكثير من ذروة التواجد العسكري الأمريكي في العراق الذي بلغ في مرحلة من المراحل نحو 170 ألف جندي في 505 قواعد عسكرية متعددة الأحجام.
ويترك الأمريكيون قوة أمنية عراقية مكونة من نحو 900 ألف فرد، يقول مسئولون عراقيون وأمريكيون أنها كافية للتعامل مع الأمن الداخلي، لكنها غير قادرة على حماية وصيانة الحدود البرية والمجال الجوي والمياه الاقليمية.
وستبقي الولاياتالمتحدة على 170 جنديا بالملابس العسكرية الرسمية، ونحو 763 متعاقدا مدنيا لمساعة العراقيين على تدريب قواتهم تحت امرة وسلطة السفارة الامريكية الضخمة في العراق.