افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم الأحد الدورة ال 20 من معرض ومؤتمر القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "اى سى تى 2016" ، حيث تفقد الرئيس الأجنحة المختلفة للمعرض المقرر أن يستمر حتى 30 نوفمبر الجاري. وأوضح السيسي أن إطلاق خدمات الجيل الرابع للاتصالات المحمولة الذي نطلق بثه التجريبي اليوم سيضع مصر في مكانها الطبيعي بين الأمم في مجال الاتصالات، وسيرفع جودة الخدمات الصوتية وخدمات نقل البيانات المقدمة للمواطن المصري، كما سيساهم في تقديم الخدمات الإلكترونية التي يحتاجها قطاع الأعمال، لقد أوفى هذا القطاع بوعده في إتمام عملية التحول إلى خدمات الجيل الرابع في الوقت المحدد، كما ساهم في رفع كفاءة خدمات الاتصالات الثابتة والمحمولة في كافة أنحاء الجمهورية بما في ذلك توفير خدمات الاتصالات المحمولة لمواطنينا في المناطق الحدودية. وأضاف أن المناطق التكنولوجية التي نفتتحها اليوم في كل من أسيوط وبرج العرب كنموذج، سوف تساهم في توفير الآلاف من فرص عمل جديدة لأبناء مصر، كما ستساهم في زيادة الصادرات سواء من صناعة البرمجيات وتوفير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالنيابة عن الشركات العالمية الكبرى فيما يطلق عليه "التعهيد"، فضلاً عن تشجيع الإبداع وريادة الأعمال وزيادة صادرات الأجهزة الإلكترونية التي ستُقام مصانعها في هذه المناطق. إن الانتهاء من تنفيذ المنطقتين التكنولوجيتين بكل من أسيوط وبرج العرب في فترة زمنية تقل عن عام وتحقيق نسبة إشغال حالية تزيد عن 75% للمساحات المخصصة لأعمال تكنولوجيا المعلومات، يعتبر إنجازاً بكل المقاييس يحق أن يفخر به كل مصري. إن هذه المناطق سوف تسهم في تعزيز مكانة مصر العالمية في المجالات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما ستساعد في تحقيق عدالة توزيع فرص العمل بين كافة المحافظات، من خلال توفير أربعة آلاف فرصة عمل مباشرة بكل منطقة خلال العام الأول. المجتمع الرقمي إن ما حققه قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال دمج ذوي الإعاقة في المجتمع لهو أمر محل تقدير، حيث تمت الإتاحة التكنولوجية لثلاثة ألاف مدرسة من مدارس الطلاب ذوي الإعاقة، وتدريب ما يقرب من عشرين ألف مُعلم من مُعلمي التربية الخاصة على استخدام التكنولوجيا المساعدة في التعليم، والتي تم تزويد مائتي مركز للشباب بها، بالإضافة إلى المنشآت الحكومية لتصبح أماكن مؤهلة لاستيعاب ذوي الإعاقة. كما يتم تقديم برامج للعلاج عن بعد لهم، وإنشاء مركز إقليمي لتحفيز المبتكرين والشركات الناشئة لتطوير التكنولوجيا المساعدة لذوي الإعاقة من خلال برنامج "تمكين". وأتمنى أن يتضاعف جهدنا في السنوات القادمة لنتمكن من دمجهم في كل الأنشطة الاقتصادية ليصبحوا قوة عاملة منتجة نفخر بإنجازاتها. أما فيما يتعلق بتصنيع الإلكترونيات في مصر لهو من الأمور المُبشرة. إن نجاحكم خلال العام الحالي في جذب أربعة مصانع عالمية لتصنيع الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسب اللوحي وأجهزة الاتصال بالإنترنت من خلال كابلات الألياف الضوئية، بالإضافة إلى تصنيع الألياف الضوئية في المناطق التكنولوجية الجديدة، لهو خُطوة هامة على طريق تطوير وتوطين هذه الصناعة لكي تتبوأ مصر مكانتها التي طال انتظارها، كما أنها من الصناعات الهامة والواعدة والتي تُعتبر من الصناعات المغذية للعديد من الصناعات الأخرى التي تخطط مصر للتوسع فيها مثل صناعة السيارات. فالمساهمة التي يقدمها هذا القطاع في مجال تصدير خدمات التعهيد بلغت بما يزيد عن نصف مليار دولار حتى نهاية شهر سبتمبر 2016، وذلك من خلال قوة عمل تَقترب من 30 ألف متخصص. ورغم ذلك فإنني أطلب منكم مزيداً من الجهد وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية للتوسع في تقديم هذه الخدمات، مع التركيز على الخدمات ذات القيمة المضافة العالية من تطوير البرمجيات وتقديم خدمات الدعم الفني عن بعد وأيضا الخدمات المتعلقة بالبحوث والتطوير والابتكار، والتي سَتُعظِم العائد من الصادرات المصرية في هذا المجال الواعد الذي يوفر الآلاف من فرص العمل لشباب مصر. فالاتفاق مع كبرى الجهات العالمية العاملة في مجال تدريب الكوادر البشرية فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات لتأهيل حديثي التخرج والشباب وإكسابهم الخبرات التي تؤهلهم لسوق العمل بالإضافة إلى حصولهم على مهارات عالمية في هذا المجال من خلال التعلم الإلكتروني التفاعلي، هو من أهم الموضوعات التي أوليها كل اهتمامي، لأن شبابنا هم قادة المستقبل. إن إطلاق منصة التعلم التفاعلي "رواد تكنولوجيا المستقبل" اليوم، هو خطوتنا الأولى على طريق تأهيل هذا الشباب لمواجهة التحديات التكنولوجية وتمكينهم من التدريب على أحدث التقنيات في التخصصات التكنولوجية الحديثة، لما لها من مردود وتأثير اقتصادي وتقني وأمنى عالٍ.