حازم حسني: فوز ترامب في مصلحة السيسي ظاهريا فقط .. والضغط على الرئاسة سيكون هائلا محمد حسن : ترامب حاول مغازلة اليهود بنقل السفارة الأمريكية للقدس .. والواقع سيصدمه ويمنعه الرئيس الأمريكي المنتخب ربما يتعرض لعملية اغتيال خلال فترة قريبة يترقب العالم العربي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وسياساته في التعامل مع المنطقة التي تعاني من أزمات عدة وصراعات تتدخل الولاياتالمتحدة فيها بشكل مباشر كما في حالة العراق بعد أن شكلت بالتعاون مع عدة دول "التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة داعش"، وبعد التصريحات العدائية لدونالد ترامب بحق المسلمين واللاجئين يتزايد القلق عما سينتهجه تجاههم. وكرد فعل إولى على فوزه بادرت مصر بتهنئة ترامب بوصوله للبيت الأبيض وكانت أول الدول المهنئة له بعد نجاحه أمس، إذ صدر بيان من الرئاسة مفاجأة لجميع المتابعين للشأن الدولي وشئون الأقليات في العالم "مصر تتطلع لأن تشهد فترة رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية، ومزيدا من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين المصري والأمريكي، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها." مباركة عربية وخليجية أول اتصال هاتفي مهنئ لترامب من دولة عربية انتزعته المملكة السعودية، حيث أجرى الملك سلمان بن عبد العزيز العاهل السعودي اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي الجديد لتهنئته بفوزه، وكانت وكالة الأنباء السعودية ذكرت إن الملك سلمان أكد لترامب "تطلّع المملكة إلى تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة الأميركية، والعمل معاً لما يحقق السلم والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط والعالم". ووصف سلمان الشعب الأمريكي بالصديق معربا عن تمنياته بالتقدم والازدهار بقيادة ترامب، وأوضحت الوكالة أن ترامب عبر شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على التهنئة، وعلى مشاعره تجاه الولاياتالمتحدة الأميركية والشعب الأمريكي، مؤكدا حرصه على تطوير العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الصديقين. أما في الكويت فقد أرسل أميرها صباح الأحمد الجابر الصباح اليوم برقية تهنئة إلى ترامب، عبر فيها عن منتهي سعادته و تهانيه بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتمنياته له "بالتوفيق والسداد، وللعلاقات التاريخية المتميزة بين دولة الكويتوالولاياتالمتحدةالأمريكية الصديقة المزيد من التطور والنماء". وقدمت السلطات الثلاث العراقية( رئاسية وتشريعية ورئاسة الوزراء ) التهنئة لترامب أيضا فأصدر الرئيس العراقي بيانا بعد حسم نتيجة الانتخابات لصالحه قال فيه "باسمي شخصيا وباسم شعب وحكومة العراق، أعرب لكم وللشعب الأمريكي الصديق عن أصدق التهاني بانتخابكم رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية". رد الفعل نفسه اتخذه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إذ هنأه على فوزه بالانتخابات، ولم ينس العبادي أن يذكّره في بيانه بأن العراق يحارب معه الإرهاب وأنه في مقدمة دول العالم التي تصدي له، معربا عن تطلعاته إلى استمرار العالم والولاياتالمتحدة في الوقوف مع العراق في مواجهة الإرهاب، وكذلك صدر بيان تهنئة عن رئيس البرلمان سليم الجبوري. وهنأ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات ترامب، معرباً عن تمنياته له بالتوفيق في مهامه القادمة، وحسبما قالت وكالة الأنباء الإماراتية فإن آل نهيان شدد على العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، مؤكداً حرص دولة الإمارات على تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات. كما بعث الملك حمد بن عيسى آل خليفة العاهل البحريني تهنئة لترامب، معربًا عن اعتزاز مملكة البحرين بالعلاقات التاريخية الوطيدة والممتدة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لأكثر من مئة وعشرين عاما، وحرصها على فتح آفاق جديدة من التعاون على المستويات كافة بما يعزز تلك العلاقات الاستراتيجية. وبعث ايضا الامير خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ببرقيات تهنئة إلى دونالد ترامب الفائز مع تمنيات بالتوفيق والسداد في إدارة الحكم. مصلحة الرئيس ويعلق الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على نتائج الانتخابات بقوله إن أكثر النخب السياسية والثقافية توقعت فوز هيلارى كلينتون بناءً على حسابات النخبة التى لم تقبل بأن ينحرف منطق التفكير لدى الناخب الأمريكى عن منطق تفكير النخب السياسية والثقافية بمن فى ذلك النخب الأمريكية. وأوضح أن ترمب كان يطيح بمنافسيه الجمهوريين واحداً بعد الآخر وكان يعلن للنخب أنه يعبر بصدق ودون تكلف عن مزاجية المواطن الأمريكى، بل ومنطق تفكيره فى الأمور، ضد المزاجية النخبوية، مضيفا أنه لم يفاجئ بفوزه. وقال إن انتخاب ترامب، وما سيترتب عليه من تداعيات ستؤثر علينا حتماً عند تشكيل مسارات المستقبل، لافتا إلى أن هذا الفوز إنما هو فرصة للمصريين لإعادة التفكير فى ثوابت كثيرة ظلت تتحكم فى العقل المصرى ومزاجة لزمن طال بأكثر مما تتحمله حركة التاريخ. واعتبر حسني أن انتخاب ترامب يصب فى مصلحة نظام السيسى ظاهرياً إلا أنه قد يمثل ضغطاً هائلاً عليه من جانب آخر، مضيفا أن هذا النظام لا يملك الذكاء الذى يحتاجه من يريد أن يخرج سالماً من براثن هذه التناقضات. ورأى أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن دول الخليج ستتعامل مع ترامب كما تعاملت مع من سبقوه، قائلا "رؤوساء امريكا يأتون ويذهبون ودول الخليج تعاملت مع 12 رئيس أمريكي في نصف قرن وستتعامل مع ترامب بنفس نهج أنه إن استمر فلن يستمر أكثر من 8 سنوات". الشأن الداخلي أولا فيما قلل الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية من تأثير انتخاب ترامب على قضايا الشرق الأوسط، مفسرا ذلك بأنه فور دخول ترامب للبيت الأبيض سيبدأ في تشكيل هيئته الاستشارية وسيخوض معارك مع الكونجرس الأمريكي لاختيار عدد من الوزراء وبعد انتهاء ذلك سينشغل لتحقيق وعوده الانتخابية. وأوضح أن الشأن الداخلي الأمريكي ومشكلاته ستجبر ترامب على مواجهاتها ولن يلتفت إلى الشرق الأوسط فهو ليس الرئيس الجمهوري الأولي الذي يأتي للبيت الأبيض، مضيفا أن "بوش حينما انتخب رئيسا انشغل بالداخل حتى وقوع أحداث 11 سبتمبر حينها بدأ في اتخاذ خطوات ضد الشرق الأوسط". واعتبر حسين أن تصريحات ترامب السابقة ضد المسلمين والشرق الأوسط بوجه عام لن تكون معيا للحكم عليه بعد وصوله للرئاسة لأن الرئيس الأمريكي في عاميه الأولين سيتعلم السياسة الخارجية وكيفية إدارتها وفي العامين التاليين سيحاول الحصول على دعم أكبر عدد ممكن من المواطنين لتأهيله لاستكمال مدة ثانية. وعن تهديداته بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس حال فوزه قال أستاذ العلاقات الدولية إنها جاءت في سياق مغازلة لليهود وللناخبين لكن الواقع السياسي يفرض نفسه، موضحا "منذ عام 1995 منذ قرار الكونجرس لم تنتقل السفارة الأمريكية إلى القدس لا كلينتون ولا بوش ولا أوباما جرأ أحد منهم أن يأخذ تلك الخطوة". وألمح إلى أن ترامب ربما يواجه رفضا داخل المؤسسات الأمريكية وقد تلجأ الجهات النافذة هناك لاغتياله، معتبرا أن تشدد الرئيس الجديد لن يستطيع ترجمته إلى فعل في أرض الواقع فهو رجل أعمال والقاعدة تقول إن رأس المال جبان فهو لن يغامر بارتكاب فعل أحمق بل سينشغل بتنفيذ وعوده الانتخابية وحل المشاكل الداخلية وستظهر سياساته بحق الشرق الأوسط بعد ذلك عقب اختيار فريقه الاستشاري ووضوح الحقائق أمامه كرئيس دولة.