مع كل موسم أو مناسبة يتبادل المحبون والأصدقاء الهدايا فيما بينهم بداية من العروسة في المولد النبوي الشريف، والفانوس في شهر رمضان، والورد والدباديب في عيد الحب، فضلا عن أعياد الميلاد ورأس السنة وغيرها، ويتربع على عرش الهدايا في عيد الأضحى خروف العيد، ويأخذ نصيبه كهدية بين المخطوبين والأصدقاء والأطفال. وللعام الثالث على التوالي تصدر الخروف الصيني الدمية ساحة الهدايا تزامنا مع عيد الأضحى هذا العام، فشكله الجذاب وألوانه والتفنن في طريقة تقديمه للطرف الآخر أيا كان شكل العلاقة، جعله هدية مميزة ومقبولة بل ومطلوبة في هذه الأيام يجلبها الشاب لخطيبته أو حبيبته والأب لصغاره والصديقات يتبادلنه فيما بينهن. أسعار مرتفعة عبده أحمد بائع متجول اعتاد أن يبيع في موسم عيد الأضحى تلك الدمية في نفس المكان بمنطقة شبرا كل عام، يقول "من ثلاث سنوات تقريبا أبيع هنا في كل موسم أما بقية العام أعود إلى بلدي للدراسة فأنا لا زلت في مرحلة الثانوية وأعمل هنا برفقة آخرين من نفس بلدي". وأضاف خلال حديثه لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن الأسعار مرتفعة هذا العام بسبب ظروف نقص الدولار وانخفاض الجنيه، لافتا إلى أن سعر الخروف الذي يصدر أصواتا يبدأ من 35 جنيها حسب الحجم، فالأكبر ب170 جنيه، وهناك أحجام متوسطة تتراوح ما بين 50 و70 جنيها، وجميعها تكون مبطنة بالفايبر، والمصنوع من البلاستيك سعره 25 جنيه وهو نوع آخر يضيء وله صوت. وأرجع ارتفاع أسعار خروف العيد الدمية هذا العام مقارنة بالعام الماضي إلى سعر الدولار الذي ازداد بما يقرب الضعف، ووصل ل 13 جنيها، خصوصا وأن الدمية مستوردة من الصين، منوها بأن ما كان يبيعه الموسم الماضي ب15 جنيها أصبح هذا العام ب30 جنيها نتيجة أزمة نقص الدولار. "السوق تعبان" يصف البائع الوضع حاليا قائلا: "إن الإقبال هذا العام أقل من العام الماضي وقد نضطر لتخزين باقي البضائع للعام المقبل". محمد عبد العال صاحب أحد محلات بيع الهدايا في المطرية، قال إنه لجأ لبيع خروف العيد مؤخرا نتيجة الطلب المرتفع عليه وخاصة من فئة المخطوبين أو المرتبطين، مضيفا "هؤلاء هم أكثر زبائني وهم من يقبلون على شرائها مثلما نبيع الدباديب في الفلانتين، وجاء الخروف ليكون هدية عيد الأضحى". يفسر ذلك بكون أعباء الأسرة المصرية في الفترة الأخيرة قد تضاعفت بعد غلاء كل أسعار السلع الأساسية والأدوية والكهرباء والماء، ما كبد الأسر ضغوطا كثيرة جعلت الأب يحجم عن دفع 30 جنيها في لعبة، في الوقت الذي قد يحتاجها لسد حاجة أساسية له، مضيفا "هذا هو تفكير معظم الأسر لكن المخطوبين وضع آخر". مخطوبين وأطفال تقول أمل محمد، متخرجة حديثا إنها سعدت كثيرا عندما أهداها خطيبها ذلك الخروف الصغير الملون قبل عدة أيام، فدلالاته بالنسبة لها في كونه مظهر من مظاهر اهتمام خطيبها بها وتدليلها، "شكله حلو وصغير وبيعمل صوت زي صوت الخروف الحقيقي ومغلف بورق ملون وعشان كدة أنا حبيت الهدية دي جدا". ولا يقتصر تبادله على المخطوبين أو المتزوجين حديثا، لكن كانت تلك الدمية هي طلب آية عبد الله من والدها بمناسبة قدوم العيد بدلا من العيدية، تقول: "قالولي العيد الكبير عيد لحمة ومفيش عيدية فقولت لبابا يشتريلي الخروف الصغير هدية قبل العيد ووافق وهيشتريه لي ولأختي". إلى ذلك فقد ظهرت أشكال وأفكار جديدة مع ظهور الخروف الأول في السوق قبل عدة أعوام، منها أن يتم تقديمه مع أنواع مختلفة من الشيكولاتة خاصة بين المخطوبين، أو أن يوضع في علبة للهدايا بعد أن يغلف بورق شفاف وملون وأفكار أخرى يبتكرها أصحاب محلات الهدايا فضلا عن تقديمه بالشكل الذي هو عليه.