مشاركة الفتيات والسيدات حتى المسنات تكاد تكون هي الأكثر من نوعها في تاريخ الانتخابات المصرية ، فهي سابقة من حيث العدد وكونها أول انتخابات برلمانية حرة لمصر بعد الثورة، هكذا أكدت المنظمات الحقوقية المحلية والعالمية والمهتمة بمراقبة الانتخابات البرلمانية في يوميها الأول والثاني بالمرحلة الأولي للإنتخابات. وفي طابور الإنتخابات الطويل كان لكل سيدة وفتاة حكاية مع التصويت والإنتخاب، ما بين الرغبة الحقيقية في التصويت والشعور بالحرية، والخوف من الغرامة المالية المقرر توقيعها علي الممتنعين عن الإدلاء بأصواتهم، خاصة البسطاء وكبار السن الذين كانوا أكثر النماذج تواجداً داخل اللجان الانتخابية.. التحقيق التالي يرصد دوافع المنتخبات للوقوف في طوابير الإدلاء بأصواتهن . خوف من الغرامة * انتصار موسي "موظفة بإحدي المدارس الحكوميه" جاءت للمشاركة في الانتخابات عن دائرة الوايلي وهي لا تعلم حتي من هم المرشحين، كما تقول إنتصار البالغة من العمر 45 عاماً : "لم أهتم كثيراً بالإنتخابات سواء قبل الثورة أو بعدها لأنني لا أشعر حتي الان أن صوتنا سيأخذ به ببساطة لأنني لا أعلم من هم مرشحي دائرتي ، ولكنني جئت مرغمه لأختار "أي مرشح وجهه مقبول!" خوفاً من دفع ال 500 ج غرامة ! و أضافت عندما جئت وجدت الكثيرات مثلي و معظمهن جاء لنفس السبب. أختلفت معها في الرأي سها رمضان ممرضة جاءت بصحبة أختها قائلة: نزلت أنا واختي لأننا حاسين أن البلد هتبقي أحسن ولأول مرة نحس أن صوتنا ده ليه أهمية كبيرة جدا بغض النظر عن النتيجة إلا أننا لا يجب أن نكن سلبيين هذه المرة وكفاناً سكوتاً. * اللافت للنظر أن إحدى السيدات جاءت بوالدتها العجوز علي إحدي الكراسي المتحركة وعندما سألناها عن سبب مجئ والدتها في هذا السن للإنتخاب وهل تعلم من ستنتخب قالت: والدتي بلغت من العمر 70 عاماً وبعض جيراننا أوهموها أن هناك حبس بالسجن اذا لم تقم بالإنتخاب لذلك أصرت علي أن تأتي خوفاً مما سمعته وهي في الحقيقه لا تعي أصلاً ما هذه الإنتخابات و ماذا كانت الثورة من الأساس. نفس الأمر تكرر مع "سيدة مرسي"، بائعة خبز، وهي عجوز لا تعرف القراءة أو الكتابة ولا تعرف كيف تنتخب ومن تنتخب أصلاً ولكنها جاءت مع زوجها العاجز خوفاً من الغرامة المالية الضخمة ! * أما نجلاء بائعة الخضروات فكان لها دافع أخر للمشاركة في الانتخابات هذا العام حيث قالت: سمعت من بعض البائعين في السوق أن بعض المرشحين يقم بتوزيع زجاجات الزيت و أكياس السكر بالإضافه لبطاطين و مستلزمات غذائية أخري..فجئت لذلك وبما أنني أمتلك بطاقة رقم قومي سأقوم بالإنتخاب أيضاً! من أجل مستقبل أفضل *وعلي العكس تماماً قالت سعاد "صاحبه إحدي أكشاك الحلوي" والتي ذهبت للتصويت وعلي كتفيها ابنها الرضيع قائلة: مش مهم الطابور! المهم ان في الأخر احنا ممكن ننتخب شخص يحس بينا وبمشاكلنا مش يجي كل سنه يوزع زيت وسكر وأرز ويسكتنا! وتفضل مشاكلنا هي هي بدون حلول! أنا جيت النهاردة واستحملت الطابور الطويل والتعب علشان أقدر أضمن لإبني مستقبل كويس علشان ننتخب شخص في قلبه شويةه رحمة يقدر يحس بالغلابه اللي زينا يمكن يساعدهم ويحسن من مستواهم ويخلينا نعيش حياة محترمة وابني يلاقي مدرسة حكومية كويسة يتعلم فيها ويبقي تعليم مجاني بجد. * بينما أكدت راوية محمدي "بائعة بإحدى محلات الملابس" مشاركتها في الإنتخابات قائلة: سأدلي بصوتي في الإنتخابات فقط لأبطل صوتي!، لعدم علمى بأى من المرشحين بدائرتي، بجانب خوفي من الغرامة المالية، وأرغب فى منع استغلال صوتى فى تزوير الانتخابات أيضا. خوف من الله وفي الوقت الذي تخشي فيه بعض السيدات المشاركة خوفاً من الغرامه جاءت الأخريات خوفاً من عقاب الله! هكذا قالت سمية محمد "عاملة بمصنع تريكو": سمعت من البعض أن شيخ الأزهر قد قال علي كلاً من يمتنع عن التصويت بإنه أثم بالإضافه لأن بعض المرشحين قد جاءوا الي الحي الذي أسكن به و حذرونا من عدم التصويت وبأن من يمتنع سيناله عقاب الله وسيعتبر كالساكت عن الحق. أما هدي أبو طالب "موظفة بأحد المصانع" فقد جاءت خصيصاً لكي تنتخب أحد الأحزاب الدينيه بعدما عقد المرشح والذي يعتبر قريباً لصاحب المصنع الذي تعمل به، ندوة كبيره في المصنع مع العاملات لإقناعهن بضرورة التصويت له ولحزبه حتي ينالن الجنة ورضا الله. وهو الأمر الذي ما تكرر مع أم محمد التي تبلغ من العمر 60 عاماً وذهبت للإنتخاب رغبة في "حسن الخاتمة!" حيث تقول: وجدت جيراني في الشارع يتحدثون عن ان أحد المرشحين مؤكدين أن من سينتخبه سيكن من أهل الجنه لأنه سينصر الدين الإسلامي والمسلمين وذلك من تعاليم الله ورسوله، فجئت لأنتخبه رغبه في أن أختم عمري بعمل يرضي الله و يوضع في ميزان حسناتي.