تزيد العادات الغذائية الخاطئة في مصر من التحديات التي يواجهها أطباء السكر، لمساعدة مرضاهم على التعامل مع المرض وضبط نسبة السكر في الدم خاصة في شهر رمضان المبارك، حتى لا يتعرض لانتكاسات صحية، ومع تغيير عدد الوجبات، والامتناع عن الطعام فترة طويلة، يجب على المريض مراجعة طبيبه المختص للتعرف على نظام غذائي صحي وترتيب مواعيد الدواء للحد من المخاطر التي قد تواجهه. هذا ما أكده الدكتور شريف حافظ أستاذ الباطنة والغدد الصماء والسكر بكلية طب قصر العيني، مشيراً إلى أهمية أن يكون النظام الغذائي في رمضان صحي ومتوازن، لذا يوصي بتناول أطعمة مثل، القمح والبقول في السحور، حيث إن تلك الأطعمة تطلق السكر ببطء ويعني ذلك ثبات مستويات السكر في دمك مما يساعدك على التقليل من الشهية على مدى ساعات الصيام. وينصح في الإفطار بتناول الأطعمة التي تطلق السكريات بسرعة مثل الفواكه، التي تزيد من مستويات السكر في دمك بسرعة، يليها الكربوهيدرات (النشويات أو السكريات) بطيئة المفعول. وأكد حافظ أن هناك أخطاراً عامة قد يتعرض لها مرضى السكر في الصيام. فيمكن أن يؤدي الصيام إلى هبوط معدل السكر في الدم أو إرتفاع نسبة سكر الدم أو نقص السوائل في الجسم "جفاف"، وخاصةً بعد ساعات صيام طويلة، حيث يعرف مرض السكر عموماً بأنه اختلال في نسبة السكر في الدم اختلالاً مرضياً وعلى وجه الخصوص ارتفاع النسبة فوق المعدل الطبيعي، وينتج مرض السكري عن فقدان هرمون الأنسولين الذي تفرزه خلايا خاصة، هي خلايا "بي" في البنكرياس أو عن قلة كمية الإفراز أو قلة استجابة خلايا الجسم له في بعض الحالات. متى يفطر مريض السكر؟ يجب عليك قطع الصيام فورا واستشارة طبيبك في حالة: - انخفاض مستوى السكر في الدم - انخفاض جلوكوز الدم عن مستوى 60 ملج/ديسيلتر. - ارتفاع مستوى السكر في الدم - زيادة جلوكوز الدم عن مستوى 300 ملج/ ديسيلتر أعراض نقص السكر أعراض نقص السكر تشمل: أن يشعر بعض المرضى بعلامات من قبيل الدوخة والضعف والاضطراب وعدم التركيز وزغللة العين وفقدان الوعي. وأحياناً لا تكون الأعراض واضحة، لذا في حالة شك المريض في هبوط السكر عليه اختبار نسبة السكر في الدم. وأحيانا يصعب اختبار الدم في حالة هبوط السكر، لذا على المريض افتراض أن هناك هبوط وعليه الإفطار فوراً. أما معدل السكر في الدم الموجب للإفطار، فعلى مريض السكر أن يفطر فورا إذا وصل معدل سكر الدم إلى: -60 أو أقل في أي وقت من نهار رمضان. -70 أو أقل في صباح يوم الصيام خاصة إذا كان المريض تناول الانسولين أو الأقراص المحفزة لإفرازه قبل الإمساك. - 288 أو أعلى في أي وقت، لأن ذلك يعني أن الجفاف دفع بالسكر للإرتفاع وقد يؤدي إلى مضاعفات. كيف تتعامل مع غيبوبة السكر؟ غيبوبة انخفاض السكر هي التى تصيب مريض السكر وتنتج عن نقص مستوى الجلوكوز في الدم. وأسبابها تناول جرعة كبيرة من علاج السكر، أو عدم تناول الوجبات في موعدها. ومن أعراض انخفاض السكر في الدم فقدان الوعي، والعرق بغزارة، وشحوب في لون الوجه، وزيادة في ضربات القلب، والصداع، وزغللة في العين، ورعشة في الأطراف والإحساس بالهبوط العام، والإرهاق الشديد وفقدان في التركيز أو فقدان الوعي. ويفضل قياس مستوى السكر فى الدم وغالبا ما يكون مستوى السكر في الدم أقل من 70- ملليجرام /ديسيلتر. ومن الأفضل في هذه الحالة أن نعطي المريض نصف كوب مشروب سكري مثل العصير. وفي حالة الغيبوبة نلجأ فورا إلى المستشفى لأن أي تأخير يكون فيه خطورة شديدة على المريض. كما يؤدي تكرار نوبات انخفاض السكر في الدم إلى عدم قدرة الجسم على الاستجابة الذاتية للتعامل مع نوبات انخفاض السكر في الدم، مما قد يؤدي الى زيادة مخاطر إصابته بالنوبات الشديدة من هذه الحالة. نظام غذائي متوازن يجب الالتزام بتناول وجبات متوازنة في رمضان، مع الاحتياطات التالية: - التقليل من الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى إرتفاع نسبة السكر، مثل المشروبات المحلاة ولا يتناول المريض أكثر من ثلاث تمرات على الإفطار. - في الإفطار والسحور على المريض أن يتناول الأطعمة التي تنتج الطاقة ببطء، مثل الأطعمة المحتوية على القمح والردة والفول والأرز. - تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف، مثل الخبز الأسمر والخضروات والفواكه. - تفادي الأكل الكثير على الإفطار، لأن ذلك قد يزيد من معدل السكر. - تناول وجبة السحور متاخراً قدر الإمكان. - تناول كميات كبيرة من السوائل ما بين الإفطار والسحور لتفادي احتمال الجفاف خلال ساعات الصيام. نصائح هامة نصائح عجل الإفطار واحرص علي تناول السحور دائما وتأخيره إلى اقصي حد ممكن. قسم كمية طعامك إلى أربعة أجزاء، الإفطار، السحور وتناول وجبتين خفيفتين بينهما. مارس نشاطك اليومي كالمعتاد مع أخذ قسط من الراحة في فترة الظهيرة. احصل علي كفايتك من السوائل في صورة مشروبات كشوربة اللحم أو الفراخ، عصير طماطم، لبن، عصير خضراوات، عصير ليمون، شوربة العدس والخضراوات. تناول الأغذية المحتوية علي نسبة عالية من الماء ضمن مكونات وجباتك الغذائية كالحليب, والأنواع المناسبة الشوربات، والخضراوات والفاكهة الطازجة ، و تجنب السكر والملح والأغذية المالحة. احرص علي تناول الأغذية المحتوية علي كمية من الألياف الغذائية ضمن مكونات الوجبات مثل البقوليات والخضراوات والفاكهة الطازجة والخبز البلدي, لأنها تبطئ من ارتفاع مستوي السكر بالدم بعد تناول الطعام، وتحسن من حساسية الانسولين, وتعمل علي زيادة عدد مستقبلات الانسولين بالجسم, بالإضافة إلي أنها تجنبك الامساك وتعطيك الاحساس بالشبع. تجنب الحلويات الرمضانية, وفي حالة تناولها تكون مجرد تذوق بسيط مرة أو مرتين أسبوعياً, ولابد من ممارسة أي نوع من الرياضة بعد تناولها كالمشي. وبالنسبة لمرضي السكر الذين يتناولون جرعات علاجية فيجب التزامهم بالآتي: - إذا كنت تتناول جرعة واحدة من الأقراص عن طريق الفم فيجب تناولها مع وجبة الافطار.. مع ملاحظة أن الاقراص التي تؤخذ عن طريق الفم تختلف من حيث المفعول فإذا كانت الاقراص العلاجية ذات المفعول طويل الأمد, فيجب أن تستبدل بإشراف الطبيب المختص إلي عقار ذي مفعول قصير الأمد ، لأن تأثيره قد يكون سلبياً في أثناء الصيام مع الالتزام بالارشادات الغذائية. - أما إذا كنت تتناول جرعتين من الأقراص عن طريق الفم فإنك سوف تستمر في تناولهما علي أن تكون الجرعة الأولي مع وجبة الافطار, والثانية مع وجبة السحور.. ولكن مقدار هذه الجرعة يجب أن يكون نصف مقدار الجرعة السابقة المعتادة قبل الصيام, لأنه نتيجة الامتناع عن الطعام في نهار رمضان يحدث انخفاض في مستوي السكر بالدم.. لذا تقل الحاجة إلي العلاج بالعقاقير خلال تلك الفترة.. مع مراعاة الالتزام بالارشادات الغذائية السابقة أيضاًًً. إذا كنت تتناول جرعة واحدة من الانسولين فعليك التقيد بتعليمات الطعام الخاصة السابقة مع تناول الجرعة الاعتيادية من الانسولين قبل طعام الافطار مباشرة . إذا كنت ممن يتلقون جرعتين من الأنسولين يومياً.. فيجب مراجعة طبيبك.. حتي لا تتعرض للإصابة بنقص السكر بالدم او بارتفاع الاجسام الكينونية, نظراً لعدم استقرار مستوي الدم لديك.. الأمر الذي يتطلب منك المحافظة على توازن مستمر بين الدواء والطعام.