تنوعت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس ، ففي الوقت الذي أكدت فيه الصحف اليمنية اهمية الإلتزام بآلية تنفيذ المبادرة الخليجية ، تصدر الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة الصحف السورية المبادرة الخليجية وقالت صحيفة "الثورة " اليمنية في كلمتها الافتتاحية اليوم تحت عنوان "لا مجالَ للتسويف أن مجلس الأمن الدولى لم يكتف بالترحيب بالاتفاق السياسي الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية في الرياض من خلال التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، بل إنه شدد على أهمية التزام هذه الأطراف بالمواعيد الزمنية المحددة في الآلية التنفيذية.
وأضافت إن قرار المجلس قبل يومين ، يعني أن المجتمع الدولي لن يقبل من أي طرف - أيا كان القفز على بنود المبادرة وآليتها واختلاق الزوابع بهدف إعادة الأوضاع إلى المربع الأول، حيث لا مجال للتلاعب بما تم التوصل إليه من قبل طرفي الأزمة بجهود إقليمية ودولية حثيثة ومضنية بذلها الأشقاء والأصدقاء.
وتابعت الصحيفة إنه لا خيار أمام أطراف الأزمة اليمنية سوى خيار التهدئة وإزالة عوامل التوتر، والابتعاد عن الممارسات الاستفزازية ، والجنوح للسلم وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، بروح تصالحية تنتصر لأحلام اليمنيين وتطلعاتهم.
واختتمت الصحيفة كلمتها الافتتاحية قائلة وطالما أن كل الخيارات تصب في مجرى التهدئة والمضي في تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية بروح التسامح والتصالح والشراكة الوطنية، فإن كل الأطراف السياسية معنية بتطبيع الأوضاع وإفشاء السلام بين الناس ، ويكفي ما عانته اليمن طوال عشرة أشهر.
ضغوط على سوريا وفي دمشق ، تصدر الاجتماع الطارئ الذى عقدته اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة أمس والمخصص لبحث الأوضاع في سوريا اهتمامات الصحف السورية الصادرة صباح اليوم .
وذكرت صحيفة "الوطن" أن الاجتماعات شهدت توترا بين الوزراء على خلفية ضغط قطري تركي لتعليق عضوية سوريا في المنظمة الأمر الذي رفضه وزراء الدول الإسلامية، مؤكدين على تمسكهم بسورية عضوا أساسيا.. وقالت إن وزير الخارجية السورى وليد المعلم إن سوريا لاتعترف بقرارات الجامعة بتعليق عضويتها وفرض عقوبات اقتصادية.
وأشارت صحيفة "البعث" إلى أن المعلم أوضح أن مشكلة سوريا اليوم مع دول الجوار تتمثل في تهريب السلاح وتمويل المسلحين وتدريبهم في معسكرات خاصة في الوقت الذي تمد فيه سوريا يدها للتعاون مع هذه الدول لضبط الحدود.
ونقلت صحيفة "الثورة" عن وزير الخارجية السورى استعداد بلاده للتعاون الثنائي مع تركيا من أجل ضبط الحدود التى لا علاقة لها بتوقيع بروتوكول بعثة المراقبين.
على صعيد آخر، ذكرت مصادر بالمؤسسة العامة للطيران المدني ومؤسسة الطيران العربية السورية،أن أي من شركات الخطوط الجوية العربية لم تبلغها رسميا إلغاء رحلاتها إلى سوريا حتى اليوم..ونقلت صحيفة"الوطن" عن المصادر قولها:إن بعض الرحلات الخاصة بشركات الاتحاد والإماراتية والقطرية قامت، منذ أسابيع بإلغاء عدد من رحلاتها، لأسباب تجارية تتعلق بعدم امتلاء المقاعد ، مشيرة الى أنه من المتوقع أن تبدأ عقوبات تعليق الرحلات العربية من وإلى سوريا منتصف الشهر القادم.
وقالت الصحيفة إن الخطوط السورية أكدت أنها نفذت رحلاتها بشكل منتظم حتى تاريخ صدور هذا الخبر، وأنها تدرس كافة الاحتمالات وتنظر في السيناريوهات الأسوأ وكيفية ضمان استمرار تقديم الخدمات للمواطنين وللجاليات السورية في الخارج،انتظارا لوضوح الآليات التي ستوضع من الدول العربية لتنفيذ العقوبات التي فرضتها الجامعة مؤخرا على سوريا.
يذكر أن شركة الخطوط الجوية القطرية أعلنت أمس أن قرار تعليق رحلاتها إلى دمشق دخل حيز التنفيذ دون أن تنتظر الدراسة الفنية التي كان من المفترض أن تقوم بها لجان فنية من الدول العربية، وأشارت إلى أن بعض الدول العربية ومنها لبنان والعراق لن تلتزم بالعقوبات العربية،كما أن الاتحاد الأوروبي لم يصدر عقوبات مشابهة على خطوط الطيران الدولية العاملة في سوريا.
الانتخابات المصرية ومازالت الصحف العربية تسلط الضوء على الجولة الاولى من الانتخابات المصرية ، وقالت صحيفة "السفير" إن التوقعات ب"غزوة صناديق" إسلامية صحت في أول انتخابات برلمانية تجري في مصر بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، مشيرة إلى أن النتائج الأولية أظهرت نجاح حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، في تحقيق فوز كبير، فيما برز التيار السلفي، ممثلا في حزب "النور"، كمنافس قوي للأحزاب الليبرالية في العديد من الدوائر الانتخابية.
واعتبرت صحيفة "اللواء" أن فوز الاسلاميين في مصر على غرار ما حصل في تونسوالمغرب بغالبية مقاعد المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي جرى الاقتراع عليها في 9 محافظات بحسب النتائج الأولية، يعد نصرا للاسلاميين ونكسة كبرى لليبراليين مشيرة إلى إعلان جماعة "الإخوان المسلمين" أنها مصرة على حق الغالبية البرلمانية في تشكيل الحكومة المقبلة.
وأشارت صحيفة "الشرق" إلى ارتياح أغلب المراقبين والناخبين لسير المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية في مصر والتي أجريت على مدار يومين في تسع محافظات، وطالبت بالانتظار والتريث لحين اعلان النتائج الرسمية من جانب اللجنة العليا للانتخابات رغم التوقعات بفوز التيار الإسلامي.
ونوهت صحيفة "النهار" بالانتخابات البرلمانية، موضحة أن الاخوان يتصدرون النتائج ويليهم السلفيون وتحالف "الكتلة المصرية".
واعتبرت الصحيفة أن تلك الانتخابات هي خطوة أولى ناجحة على طريق التحول الديموقراطي.
وفي الشأن المصري ايضا ، دعت صحيفة "الرياض" السعودية، في افتتاحيتها اليوم، القوى السياسية فى مصر إلى احترام إرادة الشعب والإسراع بالانتقال إلى مرحلة إعادة البناء.
وقالت الصحيفة - فى تعليقها على النتائج الأولية للمرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية - "لأكثر من نصف قرن حرم شعب مصر من الديمقراطية لتكون نهجا ونظاما وفلسفة حكم، ولعل الإقبال الهائل على الاقتراع يؤكد وجود رغبة شعبية لأن تكون مشاركة ومتفاعلة مع نظام جديد يعطيها حق الاختيار للسلطة ومراقبتها ضمن منظومة عمل حر ومنضبط".
وأكدت صحيفة "الرياض" السعودية أن مصر دولة وشعب مهمان، ونجاح التجربة الديمقراطية، أيا كان من يصل إلى الأغلبية من التيارات المختلفة، أمر مطلوب، إذ المهم أن تكون المواطنة وحقوقها المختلفة تعمان الجميع، ولا تفرقان بين دين ومذهب وقومية أسوة بالدول الإسلامية التي خاضت تجارب ناجحة، واستطاعت أن تتقدم خطوات متسارعة نحو التنمية، والوصول إلى حلول سياسية واجتماعية لا تنزع للعنف أو احتكار السلطة لوجه أو اتجاه واحد.
ونبهت الصحيفة إلى أن مرحلة التغيير لا تأتي سهلة أو يمكن تبسيط وتسهيل دروبها المعقدة لأن التعامل مع ظروف مختلفة واحتياجات وطنية ملحة ووضع أولويات لإصلاح النظام المالي وتعديل القوانين والإصلاحات المتعددة، أمور تحتاج إلى قيادات واعية وعلى درجة كبيرة من المسؤولية.
وقالت الصحيفة "إن مصر بدأت الخطوة الأهم، لكن ميراث السنين الماضية، لابد أن يصاحبه عمل مشترك من كل الفئات الوطنية حتى تسير القافلة بسرعتها المأمولة، والعبء لا يقع على طرف واحد بل يشمل الشعب كله".
ونوهت بأن مصر الديمقراطية مكسب للجميع، ورافد مهم لنظام عربي بدأ يولد من رحم المستحيل. وفي الشأن الفلسطيني ، حذرت صحيفة "الجزيرة" السعودية في افتتاحياتها اليوم الخميس من مخطط التهويد الاسرائيلى لمدينة القدس العربية الذى يجرى تنفيذه على قدم وساق، ونوهت بموقف مصر والاردن، ودعت في الوقت نفسه الى الاسراع باتخاذ موقف عربى جماعى قبل فوات الاوان.
وكتبت الصحيفة تحت عنوان "يقظة عربية لمواجهة التجاوزات الإسرائيلية" أنه في غمرة انشغال الدول العربية بأحداث الربيع العربي، يستغل الكيان الإسرائيلي ويتوسع في إنشاء المستوطنات الصهيونية على الأرض الفلسطينية وبالذات في مدينة القدس العربية، ويغير من الطبيعة الجغرافية والديمغرافية للمدينة المقدسة ، حيث يتقلص الوجود الفلسطيني في المدينة.
وأشارت "الجزيرة" إلى أن آخر انتهاكات الإسرائيليين في المدينة المقدسة، اتخاذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي قراراً بهدم جسر المغاربة الذي يربط المسجد الأقصى بالأحياء العربية في القدس، بحجة إنشاء جسر جديد، فيما تؤكد المعلومات الواردة من المدينة بأن هدف سلطات الاحتلال هو تغيير الطبيعة الجغرافية للمنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى.
وقالت الصحيفة أنه في مواجهة هذه الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس العربية بالذات، دفعت الحكومة الأردنية والحكومة المصرية إلى التحرك وإبلاغ الحكومة الإسرائيلية بأن العبث بالمقدسات الإسلامية وبالذات بالمنطقة المحيطة بالحرم القدسي والمسجد الأقصى سيشعل الاضطرابات، ليس في القدس وفي الأراضي العربية المحتلة فحسب بل سيشعل الغضب في جميع الأقطار العربية والإسلامية، لأن المسجد الأقصى يهم جميع المسلمين، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تتحمل كل المسؤوليات وردود الفعل سواء على صعيد الاضطرابات أو على صعيد اتخاذ مواقف سياسية من قبل الدول العربية، وبالذات من قبل الأردن ومصر اللتين لن تسمحا بحصول مثل هذه التجاوزات غير المسؤولة من قبل الكيان الإسرائيلي.
ورأت الصحيفة أن هذا الموقف القوي من قبل القاهرة وعمان والمبلَّغ رسمياً لتل أبيب أرغم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار قرار وتوجيهات إلى سلطات الاحتلال بإرجاء تنفيذ هدم جسر المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى بانتظار وقت أفضل -حسب زعمه- لتنفيذ خطة هدم الجسر وبناء جسر جديد.
وأبرزت "الجزيرة" أن هذا التراجع الإسرائيلي أو وقف التنفيذ إلى حين توفر فرص أفضل بالنسبة للإسرائيليين لا يعني أن نتنياهو بالذات وحكومته التي تضم أعضاء من المتطرفين، قبلوا بالتحذيرات العربية وبالذات من الأردن ومصر الدولتين الوحيدتين اللتين لهما علاقات دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي، إلا أنه انحناء للعاصفة ظناً من نتنياهو من مآل العاصفة الأردنية والمصرية أن تمر وعندها يعود الإسرائيليون لتنفيذ مخططاتهم لتغيير جغرافية مدينة القدس وبالذات انتهاك المقدسات الإسلامية.
وأضافت .. ولهذا فإن المطلوب من الدول العربية أن لا يشغلها ما تشهده بعض الأقطار العربية من أحداث عما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة في خضم تسارع عمليات الاستيطان والتغير الجغرافي والديمغرافي وبالذات في مدينة القدس ، وهذا يتطلب يقظة عربية وموقف عربى واسلامى جماعى على جميع المستويات الرسمية والشعبية والتعاون مع كافة الجهات الدولية للقيام بالدور المطلوب لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.