لليوم الثاني على التوالي تشيد الصحف العربية بالجولة الاولى من الانتخابات البرلمانية المصرية من حيث النزاهة والتنظيم والإقبال الكثيف في التصويت . فمن جانبها ، وصفت صحيفة "الخليج" الإماراتية المشهد الانتخابي فى مصر بأنه "عرس ديمقراطي وعبور جديد يصنعه المصريون" ، وقالت إنه رمز للتعبير عن الرأي باختيار حر دافعه الحرص "على أن يقول كل مصري كلمته في برلمان يعول عليه الكثير للمشاركة في صنع المستقبل".
ورأت الصحيفة الإماراتية فى افتتاحيتها اليوم الاربعاء ، التى حملت عنوان "مصر والعبور الانتخابي" ، أن الانتخابات تشكل محطة أساسية في مرحلة ما بعد الثورة ثورة 25 يناير التي هدفت إلى التغيير والانتقال إلى مرحلة جديدة في تاريخ مصر.
وأعربت الصحيفة عن أملها فى أن تكتمل مراحل العملية الانتخابية "كما يشتهي أهل الكنانة لإيصال من يمثلونهم إلى البرلمان لتتواصل من بعده خطوات المرحلة الانتقالية المتفق عليها بما يوصل مصر الجديدة إلى برالأمان" على حد تعبير الصحيفة.
واستطردت الصحيفة الإماراتية قائلة "إن الكثافة في الإقبال على المشاركة تطمئن إلى مستقبل أفضل يصنعه المصريون بأيديهم وأصواتهم المتحررة من أي قيد..المهم بعد اكتمال الولادة أن يخلع من ينتخب أو من ينتخبون عباءة الحزب أو عباءة الجماعة أو عباءة التيار ويكون الكل تحت عباءة مصر منها وإليها".
وفي بيروت ، أكدت الصحف اللبنانية على أن المصريين أثبتوا للعالم جدارتهم بالديمقراطية ورغبتهم القوية فى بناء المؤسسات الدستورية بالاقبال الضخم على صناديق الاقتراع رغم المخاوف التى أراد البعض ابرازها مؤخرا واحتمال سقوط الضحايا أثناء عمليات التصويت ،وهو الامر المعاكس للواقع وهى فى نفس الوقت رسالة شديدة الوضوح من الشعب على حرصه على الاستقرار واستتباب الامن فى مصر الثورة .
وأكدت "السفير" أنه لليوم الثاني على التوالى تدفق الناخبون المصريون على مراكز الاقتراع بأعداد كبيرة متحدين التوقعات لحصول فوضى وأعمال عنف، وذلك بعد يوم أول من تصويت هادئ وسلمي، في الانتخابات النيابية الاولى تشهدها مصر منذ اسقاط نظام حسني مبارك والتي أثارت ترحيباً غربيا.ً.وبعد أسبوع من التظاهرات العنيفة ضد المجلس الاعلى للقوات المسلحة،حيث فاجأ الاقبال الكثيف على الاقتراع الناخبين المصريين أنفسهم، مع قول كثيرين إنهم أدلوا بأصواتهم لشعورهم بالواجب والتحدي، عازمين على استعادة ثورتهم.
وأشادت الصحيفة باصرار المصريين على الادلاء بأصواتهم رغم العوائق الاجرائية وتنظيم الناخبون صفوفاً طويلة أمام مراكز الاقتراع مما يعزز موقف المجلس العسكري بعد الاحتجاجات التي شهدها ميدان التحرير في القاهرة ومدن أخرى مطالبة بنقل السلطة فوراً الى حكم مدني.
ووصفت "اللواء" الانتخابات بالنزيهة وأشارت الى انتهاء المرحلة الاولى من أول انتخابات تشريعية تشهدها مصر بعد سقوط نظام مبارك دون مشاكل تذكر بالرغم من حالة الاستقطاب التي تشهدها البلاد، في خطوة أولى نحو الانتقال الديموقراطي الذي يطالب مناهضو المجلس العسكري الحكم بتسريعه. وأن الاقتراع في المرحلة الأولى استمر وسط أجواء اتسمت بالهدوء الأمني والإقبال اللافت على المشاركة في اليوم الأول والأقل نسبيا في اليوم الثاني فيما تقدم الاخوان المسلمون بحسب الماكينات الانتخابية..
ونوهت الانوار بالانتخابات البرلمانية وقالت هى ثمرة رغبة المصريين فى بناء المؤسسات الدستورية وانتهت المرحلة الاولى فى أجواء من الارتياح وأن المجلس العسكرى يعتبرها من أولى ثمار الثورة وجاءت المرحلة الاولى فى أول انتخابات تشريعية تشهدها مصر عقب سقوط نظام الرئيس السابق مبارك .
وبعد نجاح المرحلة الاولى من الانتخابات المصرية ، بشرت الصحف السعودية بنجاح المرحلتين القادمتين وبدء اجتياز السفينة المصرية الطريق السليم نحوبر الامان والاستقرار.
وأبرزت صحيفة "الجزيرة" في مقالها بعنوان "الثقة في صناديق الانتخابات" أنه بنجاح انتخابات مجلس الشعب في مرحلته الأولى يكون عقلاء مصر وحكماؤها والذين يشكِّلون الشريحة الأكبر من شعب مصر، يقودهم المجلس العسكري الأعلى، قد كسبوا التحدي، وأفشلوا كل الرهانات التي كانت معظم القوى الخارجية تراهن عليها، بعد أن وجدت فئة قليلة تتعامل معهم لخدمة توجهات سياسية قصيرة النظر أو لمصالح حزبية ضيقة، وحتى لمكاسب مادية.
ولفتت الصحيفة إلى أن نجاح المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التي جرت في تسع محافظات هي الأكثر حساسية وخطورة على الأمن، والأكثر تحدياً لمسيرة التحول الديمقراطي التي يقودها المجلس العسكري الأعلى هو الأهم، إذ إن المحافظات التسع وخصوصاً محافظة القاهرة تضم ميادين التحرير والعباسية ومصطفى محمود، والأسكندرية ميدان جامع القائد إبراهيم، ومحافظة بور سعيد ومحافظة أسيوط بتنوعها الديني ومخزونها من العداوات والثارات بين الأسر.
وأوضحت أن تخطي المرحلة الأولى بنجاح فاق تقديرات كل المتفائلين وإسقاط من كانوا يعارضون الانتخابات والذين دعوا بخجل لمقاطعتها يعطي دعماً قوياً للبرنامج الذي يسير عليه ويطبقه المجلس العسكري الأعلى، ويعزز فرص نجاح المرحلة الثانية من الانتخابات التي ستتم في تسع محافظات أخرى، وصولاً إلى إكمال الانتخابات البرلمانية بإجراء المرحلة الثالثة في المحافظات التسع المتبقية لتكون محافظات مصر السبع والعشرون قد اقترع ناخبوها ليصبح لمصر مجلس شعب منتخب أفضل من كل المجالس التي جرت منذ عام 1952 حتى الإطاحة بنظام حسني مبارك.
وأشارت "الجزيرة" إلى أن تجربة التحول الديمقراطي المبني على التمثيل الأقرب للصحة لمكونات الشعب المصري وقياداته الحزبية والسياسية يشجع الممسكين بزمام الأمور، المجلس العسكري الأعلى ومجلس الوزراء الذي سيُعلن عن تشكيلته بعد أيام، ومجلس الشعب المنتخب على السير قدماً لبناء مصر المستقبل وإعادة التوهج لدور مصر المحوري سواء على الصعيد العربي أو الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقالت الصحيفة أنه مهما أفرزت الانتخابات البرلمانية من نتائج، ومهما كانت هوية الفائزين بثقة الناخبين فلابد من احترام إرادة الشعب، الإرادة الحقيقية التي عبرت عنها صناديق الانتخابات، وهو الأسلوب الذي تسير عليه كل شعوب العالم، أسلوب يحترم عقول المواطنين ولا يعتمد على دغدغة عواطفهم.
بدورها قالت صحيفة "اليوم" بعنوان "صعود تيارات جديدة في انتخابات العالم العربي" إن مؤشرات إيجابية بدأنا نراها تلوح في الأفق العربي، وذلك من خلال الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، كما جرى في تونس ويجري حالياً في مصر، حيث أصبح الاحتكام إلى جموع الشعب في تقرير الممثلين لهم في مجالس التشريع ضرورة لأي مسار ديمقراطي صائب في توجّه للمستقبل.
واعتبرت الصحيفة أن الثورات التي رأيناها منذ أشهر عدة تستقطب اهتمام الشارع العربي لا يمكن أن تسير في مساراتها الصحيحة دون أن يقرر من أراد التغيير إرادته وطريقه نحو فضاءات الحرية.. ولعل انتخابات تونس كانت المثال الأبرز لما يمكن أن يكون عليه الوضع المستقبلي للشعوب القلقة على ثوراتها، حيث فاز من فاز، وارتضى الجميع النتائج.
ولعل ما يجري في مصر أكبر بلد عربي في سبيله للتحقق خصوصاً أن عقوداً طويلة مرّت على الشعب المصري كان التزوير فيها سيد الموقف، حيث احتكار السلطة من قبل حزب السلطة بعد أن أبعد كل المنافسين الحقيقيين وأقصاهم عبر الاعتقال وتفريغ صناديق الاقتراع من معناها الحقيقي.
وأضافت الصحيفة أن الحقيقة التي نراها ماثلة أمامنا هي توق الشعوب إلى خوض تجربة الانتخابات بحرية ودون تزييف أو احتكار من قبل قوى ضد قوى أخرى ويمكن أن نرى في المرحلة المقبلة صعوداً كبيراً للتيارات الإسلامية في احتلال مراكز متقدّمة في البرلمانات العربية، وهي مسألة يجب ألا تخيف المترددين ما دامت القوانين والدساتير بمنأى عن الاستغلال من قبل قوى ضد القوى الأخرى المختلفة معها، وما دامت القوانين والدساتير ضامنة للحريات العامة وحرية العمل السياسي؛ لأنها الأساس.. وما يتبقى هو تداول للسلطة مشروع فنحن نرى أن دولاً غربية في بعض الأحيان تتقدّم فيها القوى اليمينية والمحافظة على القوى الأخرى، لكن ذلك لا يمنع التداول السلمي للسلطة.
ولفتت إلى أن الشهور والسنوات المقبلة ستوضح لنا نجاح التجربة من عدمها ومن قدرة القوى الصاعدة على إدارة شؤون بلدانها، والالتزام بالمبادئ الأساسية للحكم من حريات وحقوق إنسان ومساواة وعدالة في توزيع الثروة بين مكوّنات الوطن الواحد.
وأكدت "اليوم" أن التاريخ لا يتراجع للوراء ولا أحد قادر على الانقلاب على إرادة الشعوب والتلاعب بطموحاتها وآمالها في حياة حرة وكريمة، وما يحدث في عالمنا العربي ليس استثناءً في حركة التاريخ البشري، وما نأمله أن تبقى هذه القوى على وعودها التي طرحتها في برامجها الانتخابية، وأن تحافظ على الأمانة التي حمّلتها إياها شعوبهم، وأن تقود عملية تقدّم المجتمع بصورة أكثر إشراقاً، وألا تستأثر بالسلطة على حساب غيرها ممن دفعوا ثمناً باهظاً في سبيل طريق الحرية والكرامة.
ورأت الصحيفة أن العالم العربي القلق سيجد طريقه الصحيح مع وجود قوى سياسية نزيهة لا تفكّر إلا في مواطنيها وصناعة مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال الحالية والقادمة.