شارك آلاف الفرنسيين، اليوم السبت، في مظاهرات حاشدة بجميع أنحاء البلاد ضد مشروع "إصلاح قانون العمل"، الذي تقول الحكومة إنه يهدف إلى الحد من البطالة ودعم التوظيف فيما يرى معارضوه أنه منحاز بشكل ملحوظ إلى أرباب الأعمال. وتعد هذه المرة السادسة خلال شهر التي تتظاهر فيها نقابات العمل والمنظمات الشبابية التي تمثل طلبة الصف الثانوي بالمدارس والجامعات، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط. وقد انطلقت اليوم مسيرة ضمت الآلاف من المتظاهرين من ساحة "لاريبوبليك" إلى ساحة "ناسيون" بقلب العاصمة الفرنسية أُصيب خلالها أفراد من الشرطة وتم اعتقال العديد من المتظاهرين. وشهدت عدة مدن مثل باريس ونانت ورين، اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن التي ردت باستخدام قنابل صوتية وأخرى مسيلة لتفريق مجموعات ملثمة من المحتجين قامت بإلقاء مقذوفات على الشرطة. ومن المقرر أن تتواصل المظاهرات ليلا في نحو 60 مدينة في إطار حركة "نوي دوبو" (الوقوف ليلا) التي انطلقت للمرة الأولى في 31 مارس بساحة لاربوبليك بباريس قبل أن تنتشر سريعا في باقي المدن الفرنسية. وتضم إلى جانب المعارضين لقانون العمل فئات أخرى تمثل اللاجئين والمشردين وعاطلين عن العمل. وتأتي هذه التظاهرات بالرغم من مبادرة حكومة مانويل فالس، بإصدار مسودة جديدة خالية من بند سقف التعويضات المحدد في حالة التسريح التعسفي، كذلك من البنود التي تتيح لأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة إدخال تعديلات من طرف واحد، خاصة بساعات العمل. وأعلن منظمو التظاهرات عزمهم مواصلة الضغط على الحكومة حتى تتخلى نهائيا عن مشروع إصلاح قانون العمل، مؤكدين أنهم سينظمون مجددًا إضرابات ومسيرات في 28 أبريل القادم احتجاجا على القانون الذي سيبدأ البرلمان مناقشته في 3 مايو. وسيستقبل رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس صباح الاثنين المقبل ممثلي الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا ومنظمات شبابية أخرى في محاولة للتوصل إلى حلول توافقية وذلك بعد أن استقبلهم الأربعاء الماضي بعض الوزراء.
